تصميمات الملابس النسائية مختلفة بشكل كبير عن التصميمات الرجالي، ولكن التصميمات الخاصة بالسيدات التي تحتوي على الجيوب تعد من الأشياء القليلة نسبيا في عالم الموضة النسائية، ولكن لها تاريخ في تطورها على مر العصور.
جيوب الملابس النسائية وعلاقتها بالتاريخ السياسي
خلال فترة العصور الوسطى كان كل من الرجال والسيدات يحملون الأغراض الخاصة بهم خارج المنزل في أكياس صغيرة الحجم، وقد كان يتم ربطها في حزام أو حتى تربط بحزام مثل حزام الأمان في الملابس، وكانت الملابس خلال ذلك الوقت تحتوي على الشقوق التي تمكن الشخص من الوصول إلى تلك الأكياس بدون معاناة من رفع طبقات الملابس، خلال أواخر القرن السابع عشر تمكن أحد مصممي الملابس من التوصل إلى فكرة تمكنه من خياطة تلك الأكياس البلاستيكية في الملابس على الفور.
وقد كانت تلك الفكرة مناسبة بالنسبة للملابس الخاصة بالرجال وأما عن ملابس السيدات فأن الأمر كان غير متعب فكانت ترتدي السيدات الفساتين التي تحتوي على التنانير الواسعة التي تؤمن ذلك الأمر، وقد تم تصميم تلك الجيوب من أجل وضع المفاتيح والمشط وغيرها من الأساسيات التي من الممكن أن تحتاج لها خارج المنزل، ومع تطور الموضة أصبحت ملابس السيدات أقصر وأخف من الوقت السابق الأمر الذي حال دون أن تختفي تلك الأكياس تحتها.
تطور جيوب الملابس النسائية عقب الثورة الفرنسية
خلال فترة الثورة الفرنسية حدثت الكثير من التغيرات في الموضة حيث قد ظهرت الفساتين التي تشبه زي الامبراطورة ومع التطور لم تتمكن المرأة من وضع الأشياء الخاصة بها في ذلك المكان في الملابس ومن هنا ظهرت موضة شورتيلان والتي تعد قطعة مجوهرات توجد بها الكثير من السلاسل التي تحمل في نهايتها الأغراض الخاصة بالسيدة في الخارج، وقد كانت المشكلة الوحيدة أن تلك الأشياء كانت ظاهرة بشكل مبالغ به وقد أكدت الكثير من الأقاويل على الوعي بالأفكار الثورية كان هو السبب وراء ظهور الجيوب النسائية.
حيث كانت السيدات خلال تلك الفترة أقل قدرة على اخفاء الأشياء التي يحملونها ومن ثم عدم قدرتهم على الانخراط في التنظيمات التحريرية، ومن هنا تم ربط جيوب الملابس النسائية مع الحركات السياسية خلال ذلك الوقت، وقد قامت احدى المجموعات والتي يطلق عليها جمعية اللباس العقلاني بإطلاق حملة خاصة بتحويل الملابس النسائية إلى ملابس مريحة بشكل كبير، وبناء عليه فقد تم تصميم الكثير من الملابس النسائية التي تحتوي على الجيوب وخلال عام 2010 أكدت صحفية على مدى إعجابها بتصميم كان يحتوي على 6 جيوب.
فالجيوب في الملابس النسائية اليوم تعد من بين أكثر الأزياء انتشارا لتوفيرها الكثير من الأمور على الشخص، ولكن تظل تلك النسبة محدودة بالنسبة للجيوب التي تحتوي عليها الملابس الرجالية، وهذا يعد اليوم بمثابة دليل واضح على عدم اهتمام الكثير من مصممي الأزياء بتلك الصيحة من صيحات الموضة، وقد تشير بعض التقارير على أن صناع الملابس النسائية اليوم يمتلكون شركات صناعة حقائب اليد ومن الأصلح لهم عدم وضع جيوب في ثنيات الملابس النسائية.
ومن المستبعد اليوم أن يقوم الكثير منهم بتلك الخطوة مما يؤثر بشكل سلبي على بيع تلك الحقائب في المستقبل، مع مطلع القرن العشرون قام الكثير من كبار مصممي الملابس النسائية من حول العالم باستغلال النفوذ الخاصة بهم بمجال الإعلام عملا على تغيير المجتمع كله وقد عملوا على زيادة الثقافة النسائية في أن تحتوي الملابس النسائية على المزيد من الجيوب والتي تكفي احتياجات المرأة بدون الحاجة إلى حقيبة يد في الكثير من الأوقات خارج المنزل.