السلوك التوكيدي هو أحد أهم السلوكيات التي يتسم بها الشخص ، و يتمثل في تقدير الذات و تعرف الشخص على قدراته و غيرها ، و هذا السلوك له دلالات و سمات مختلفة.
مفهوم السلوك التوكيدي
– هو عبارة عن قدرة الشخص على التعبير بشكل مناسب سواء كان سلوكا أو لفظا عن المشاعر الخاصة به وآرائه وأفكاره وأيضا المواقف الخاصة به ناحية الأحداث والأشخاص وأن يطالب بحقوقه دون عدوان أو ظلم.
– ويعتمد توكيد الذات على تقدير الذات ويعني ذلك رؤية الشخص لقدراته والكفاءات التي لديه، وأيضا تقييم الشخص لتقدير الأشخاص الآخرين له من حيث احترامهم له أو منزلته عندهم، فالشخص المتزن يقدر ذاته جيدا دون غطرسة، على عكس الشخص المتكبر الذي جعل نفسه تخسر حقها.
فوائد السلوك التوكيدي
يساعد في خلق إحساس بالراحة النفسية ويمنع أيضا تراكم أو تجمع أي مشاعر أو أفكار سلبية، ومن خلال السلوك التوكيدي يتمكن الفرد من أن يحافظ على مصالحه وحقوقه يستطيع تحقيق أهدافه، ويساعد على جعل الثقة بالنفس قوية، كما أنه يعطي انطلاقا في مجالات الحياة من الناحية السلوكية وأيضا الفكرية بعد أن يتم التخلص من الأحاسيس والمشاعر السلبية المدفونة.
سمات السلوك التوكيدي السليم
يعتبر السلوك التوكيدي وسط بين الإذعان للأشخاص الآخرين وبين الاعتداء والتسلط عليهم، وهو وسط أيضا بين حقوق النفس ومراعاة مشاعر وأحاسيس الأشخاص الآخرين، ويتعادل السلوك الظاهري فيه من أفعال وأقوال مع السلوك الباطني من أفكار ومشاعر.
دلالات ضعف توكيد الذات
– مسايرة الأشخاص الآخرين ومجملتهم وأيضا الاستجابة لرغباتهم وأفكارهم، وجهد الشخص لكي يرضيهم بشتى الطرق حتى لو كان على حساب ذاته وسمعته وماله ووقته، ويتبين ذلك من خلال مجموعة جوانب:
– الإكثار من قول نعم وحاضر على كل الأمور، وعدم القدرة على رفض أي أمر في الوقت المناسب لذلك، وتفضيل مشاعر الأشخاص الآخرين على مشاعر الشخص نفسه، والاعتذار دائما للآخرين على كل أمر حتى لو كان لا يحتاج الاعتذار، عدم القدرة على التعبير عن الرغبات والمشاعر وردود الأفعال، عدم القدرة على قول وجهة نظر معارضة لآراء وأفكار الأشخاص الآخرين، عدم وجود حزم في اتخاذ القرارات وتحمل عقباتها، وعدم القدرة على التواصل البصري بشكل كبيرة.
نتائج ضعف توكيد الذات
تتنوع العواقب والنتائج حسب حالة كل شخص وظروفه ولكن أغلب ما يحدث له هذه الحالات يصاب إما باكتئاب أو رهاب اجتماعي أو قلق مستمر، بخلاف المضاعفات التعليمية والاجتماعية والعملية وما شابه ذلك.
الفنيات الخاصة بالتدريب على السلوك التوكيدي
وضع خطة للسلوك التوكيدي والذي نريد تطبيقه لشخص حسب حالته وظروفه، حيث يتم البدء من الأمر الهين ثم الأشد منه وليس عكس ذلك، وممارسة الأسلوب الخاص بالإعادة والتكرار وهذا أمر يحتاج للصبر حيث يتم التدرب على السلوك وإعادته أكثر من مرة حتى يتم إتقانه جيدا، واستعمال أسلوب الاستجابة الفعالة والمؤثرة حيث يتم استخدام السلوك التوكيدي الذي يقوم بتحقيق المطلوب بأقل ثمن نفسي، والالتزام بأسلوب التصاعد في السلوك التوكيدي وليس العكس.
تنمية السلوك التوكيدي
تعد تنمية السلوك التوكيدي من أهم المهارات التي تستخدم لحماية الطالب وتحذيره من أن يقع في المشاكل التي تنتج عنها حدوث اضطراب نفسي وأيضا ضعف في التفاعل مع المجتمع، ويتميز الطالب المؤكد لنفسه بدرجة عالية من الفاعلية في علاقاته مع من حوله، وأيضا رضا بشكل أكبر في هذه الحياة، وقدرة أكثر على تحقيق الأهداف والإحساس بالراحة والأمان.
أهمية برنامج السلوك التوكيدي
يعتبر هذا البرنامج من البرامج التي تساعد في تنمية السلوك التوكيدي كما تعتبر دليل بشكل علمي لمن يملك الرغبة في أن يستفاد من المختصين في مجال التعليم والإرشاد وغير المختصين على أساس أن معظم ما يتضمنه من إجراءات يمكن لعدد من غير المختصين أن يقوموا بتطبيقها، وهو ما يفيد في طريقة تعامل الأب مع ابنه وأيضا الأخ مع أخوته والمعلم مع تلاميذه وكل من يهتم بمصلحة شخص يجد فيه ويلاحظ ضعف جوانب التوكيد.
أمثلة على ضعف السلوك التوكيدي
– يقوم البائع في السوق بالإلحاح على المشتري لكي يقوم بشراء سلع لا يريدها، ويقوم الشخص بشراء هذا الأمر وهو لا يريده حتى لو كان ثمنه غالي وذلك لأنه لا يتمكن من إبداء عدم رغبته في أن يشتري ذلك وهذا يمثل ضعف القدرة على الرفض.
– الاستماع لفرد والاستمرار في ذلك وأنت لا يهمك كلامه وهذا الوقت ضيق بالنسبة لك وأنت على عجلة لأنك لديك مواعيد أخرى فتكمل الاستماع لمجرد أنك محرج من الاعتذار له والانصراف وهذا يمثل ضعف القدرة على إبداء الرغبة.
– في أمر الديون، يقوم المستدين بالإلحاح على الشخص الآخر لكي يعطيه قرضا ممكن أن يكون عبارة عن مبلغ كبير وهذا الشخص بحاجه إلى ماله ولكنه يقوم بإقراضه وهو كاره ذلك، ويمثل هذا ضعف القدرة على الاعتذار.
– موظف يتحمل أعمال ومهام وظيفية فوق طاقته وهي ليست من اختصاصه وليست أمر واجب عليه ولا يرغب في تأديتها ولكنه يؤديها وهو كاره ذلك لمجرد أنه لا يتمكن من الإفصاح عن رأيه وعدم رغبته في ذلك وهذا يمثل ضعف القدرة على إدلاء الرأي.