الكناية في اللغة هي التكلم بما يريد به خلاف الظاهر، أما الكناية في الاصطلاح فهي تعبير لا يقصد منه المعنى الحقيقي، وإنما يُقصد بع معنى ملازم للمعنى الحقيقي. ويمكن تعريفها أيضًا بأنها تعبير تم استعماله في غير معناه الأصلي الذي وضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي. أو هي لفظ يعتمد على معنيين أحدهما ظاهر غير مقصود والآخر مخفي وهو المقصود، بمعنى أن تدل كلمة أو جملة على شيء معين بشكل مباشر ولكنها تخفي شيئًا غيره بشكل غير مباشر.
مثال:
– وقف مرفوع الرأس : ويأتي المعنى الظاهر للجملة بأنه رفع رأسه إلى أقصى ارتفاع، بينما يدل المعنى الخفي لها على الفخر والاعتزاز.
– قول الله تعالى ” ويوم يعض الظالم على يديه “ : نجد أن المعنى الظاهر في هذه الآية هو عض الأيدي، ولكن المعنى الخفي هو الشعور بالندم الشديد.
أثر الكناية:
– القوة في المعنى، وذلك لأنها تمثل دعوى مع بينة، بمعنى إذا قلت أن فلان شجاع وسُئلت عن الدليل ستقول بدليل مواقفه، وفي الكناية توضح الصفة وسببها معًا.
– التعبير عن أمور قد يتحاشى الإنسان ذكرها احترامًا للمخاطب.
– تنزيه الأذن عما تنبو عن سماعه.
– النيل من الخصم دون أن يدع له مأخذ يؤاخذه به وينتقم منه.
أنواع الكناية:
هناك ثلاثة أنواع للكناية وهم الكناية عن الصفة والكناية عن النسبة والكناية عن الموصوف.
1-الكناية عن الصفة: وهي الكناية التي تدل على صفة تلازم المعنى المخفي في الجملة مثل (الصدق والأمانة والاحترام والتقدير، إلخ)اي ذكر العنصر الموصوف مع صفة ما ولكنها ليست المقصودة، وإنما المقصود صفة أخرى تُفهم من معنى الجملة.
مثال:
– ألقى الجندي سلاحه : المعنى الظاهر هو إلقاء السلاح، بينما المعنى الخفي أو الصفة المقصودة هي الاستسلام.
– قول الله تعالى ” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط “ : المعنى الظاهر لتعبير يدك مغلولة إلى عنقك هو إحكام قبضة اليد حول العنق بينما المعنى الخفي أو الصفة المقصودة هي صفة البخل، كذلك تعبير تبسطها كل البسط : فيأتي المعنى الظاهر هو فتح اليدين ولكن المعنى الخفي لها أو الصفة المقصودة هي صفة التبذير.
2-كناية عن النسبة : وهي الكناية التي تشير إلى الموصوف وصفته ولكنها لا تنسب إليه مباشرة، بل لشيء يدل عليه أو يرتبط به كالنسبة إلى حسن الخلق أو فصاحة اللسان. ويمكن تعريفها أيضًا بأنها هي الكناية التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شيء متصل بالموصوف (الفصاحة، البلاغة، الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه.
مثال:
– الفصاحة في بيانه والبلاغة في لسانه : وهي كناية عن نسبة هذا الشخص إلى الفصاحة لأنها موجوده في كلامه وإلى البلاغة لأنها تظهر في لسانه.
– قول المتنبي ” وأسمعت كلماتي من به صمم “ : ويأتي المعنى الظاهر لبيت الشعر بأن الأصم يمكنه سماع شعر المتنبي، ولكن نرى أن المعنى الخفي هو مدح المتنبي لشعره نسبة إلى سماع الأصم له.
3-كناية عن الموصوف : وهي الكناية التي تذكر الصفة ولا تذكر الموصوف، أي تشير إليه باستخدام شيء خاص فيه كلقب أو تركيب معين. ويمكن تعريفها أيضًا بأنها هي التي يُكنى بها عن ذات أو موصوف (اللغة، السفينة) وهي تُفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف.
مثال:
– قول الله تعالى ” فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت “ : وهذه الآية كناية عن سيدنا يونس لأنه يُلقب بصاحب الحوت.
– يا ابنة اليم ما أبوك بخيلًا : وابنة اليم هو تعبير يُكنى به عن السفينة.
الفرق بين الاستعارة والكناية
يكمن الفرق بينهما في أن الاستعارة يكون بها قرينة ( لفظ) تمنع وجود المعنى الحقيقي، ولكن الكناية لا يوجد بها ما يمنع وجود المعنى الحقيقي.
مثال:
– رأيت أسدًا يحكي بطولاته : هذه استعارة لأنه يوجد قرينة تمنع إرادة المعنى الحقيقي لأنه لا يوجد أسد يحكي أو يتكلم.
– فلان يده طويلة : هذه كناية لأنه لا يوجد ما يمنع إرادة المعني الحقيقي، فقد يكون الشخص طويل اليد بالفعل، ولكن يجوز إرادة المعنى الخيالي الذي يختفي خلف المعنى الحقيقي وهو انه لص.