أثناء دراسة العلاقة المعقدة بين تصلب الأنسجة وتطور سرطان الثدي، وجد الباحثون أن الخلايا السرطانية تميل إلى أن تصبح أكثر عدوانية عندما تتصلب الأنسجة المحيطة بها .
الأنسجة المحيطة بسرطان الثدي تلعب دور رئيسي في تطوره
يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعا لدى النساء، حيث يتم تشخيص إصابة امرأة واحدة من بين كل ثمانية نساء في الولايات المتحدة به أي بنسبة تبلغ ( 12.4 % )، إن سرطان الثدي خطير لسببين وهم : أنه يمكنه أن ينتشر بقوة في أجهزة أخرى في الجسم، وأنه من المرجح كثيرا أن يعاود الظهور مرة أخرى بعد الشفاء منه، وفي حين أنه يمكن علاجه في المراحل المبكرة عن طريق الجراحة أو العلاج الكيميائي، إلا أنه كلما تقدم أو تطور هذا المرض، كلما قلت فرص الشفاء منه بصورة كبيرة .
إهمال الأنسجة المحيطة بسرطان الثدي
العديد من الأدوية والعلاجات المتاحة اليوم تستهدف خلايا سرطان الثدي نفسها، ولكنها تهمل البيئة المحيطة به، والتي تتمثل في الأنسجة المحيطة بسرطان الثدي، ولكن الخلايا السرطانية والخلايا المحيطة بها مرتبطة مع بعضها البعض بصورة كبيرة، وخلال الاجتماع السنوي السادس والستين للجمعية البيو فيزيائية، الذي عقد في الفترة بين 17 إلى 21 من فبراير الجاري في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، قام ديب بارخ وهو مرشح للحصول على دكتوراه من معهد ستيفنز للتكنولوجيا، بعرض اكتشافه حول دور التغييرات الجسدية داخل البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية في ازدياد عدوانية سرطان الثدي .
تصريحات بارخ
يقول بارخ : ” كانت المحاولات السابقة لتوضيح التفاعلات بين خلايا سرطان الثدي والأنسجة المحيطة بها، تتم أساسا على الأسطح الملساء الاصطناعية، وتنتج مؤشرات مضللة، فأنا أدرس كيف أن الميكروية السرطانية – وخاصة الخصائص الفيزيائية لتيبس وصلابة الأنسجة – تتحكم في تطور مرض السرطان ” .
ويتابع بارخ ” خلال تطور الورم تتعرض الأنسجة المحيطة بسرطان الثدي لتغييرات كيميائية وفيزيائية كبيرة، تنظمها الخلايا السرطانية والخلايا المحيطة بالورم ” .
ويقول بارخ : ” استنادا إلى الملاحظات السريرية، فإن زيادة تصلب الأنسجة المحيطة بالخلايا السرطانية وتيبسها تكون أشهر هذه التغيرات الفيزيائية التي تحدث، والأهم من ذلك فإن البيانات السريرية تشير إلى أن زيادة الصلابة في الأنسجة قد تؤدي إلى عدوانية الورم، وتسبب انتشاره في أجهزة الجسم الأخرى ” .
كيف استطاع بارخ اكتشاف ذلك
وكطريقة أفضل لاستكشاف دور تصلب الأنسجة في زيادة عدوانية مرض السرطان – بعيدا عن التغيرات الكيميائية – وضع بارخ وزملاؤه أنهم قاموا بتطوير برنامج محاكاة بيولوجية، ليقوم بمحاكاة صلابة الأنسجة المحيطة، عن طريق أخذ أنسجة لينة من ثدي صحي، إلى أنسجة سرطانية صلبة ومتيبسة .
ويصرح باريخ : ” إن هذا البرنامج سهل التلاعب به، ويمكن ضبطه لاستيعاب مجموعة من الأنسجة الصلبة التي تتطابق مع التغيرات التدريجية التي تحدث أثناء تطور السرطان، كما أنه يسمح بترميز الارتباطات المعقدة بين تصلب الأنسجة وتطور مرض السرطان ” .
اكتشافات الدراسة
تسببت خلايا سرطان الثدي في ظهور أسطح مختلفة من الصلابة في خلايا ذات هياكل بيولوجية مختلفة، وقال باريك : ” إن الخلايا التي تميل إلى أن تكون أكثر عدوانية – تنتشر في أجهزة أخرى مع ازدياد صلابة وتيبس الأنسجة “، ومن الجدير بالملاحظة أن البيانات التي تم الحصول عليها بعد ثلاثة إلى سبعة أيام كانت مختلفة اختلافا كبيرا عن الدراسات السابقة التي أجريت في فترة أقل من 24 ساعة، كذلك تم اكتشاف أنه مع ازدياد صلابة الأنسجة تزيد مقاومة الأدوية الخاصة بسرطان الثدي، مما يشير إلى أن الأدوية المصممة لاستهداف المرض على المستوى خلاياه فقط ليست كافية ” .
وهذا النهج الجديد في معالجة سرطان الثدي يقدم آمالا كبيرة في تطوير الأدوية الخاصة به في المستقبل، حيث يقول بارخ : ” إن تطوير العقاقير التي يحتمل أن تمنع حدوث زيادة في تصلب الأنسجة يمكن أن يوقف على الأرجح انتشار مرض السرطان، وبالتالي سيسهل تحديد موقع المرض مما يسمح بإزالته بسهولة باستخدام التقنيات الجراحية المختلفة ” .
المصدر : ساينس ديلي