يعرف الجبس في الأصل على أنه من أحد المعادن الكبريتية المائية للكالسيوم ، و هو يوجد في الطبيعة على شكل كتلة أو صفائح أو حبيبات دقيقة ، و أحياناً يكون على هيئة أليافاً ذات بريق حريري كما يوجد أيضاً على شكل بلورات صفائحية شفافة ، و هو يترسب في الأساس كنتيجة لترسب مياه البحيرات المالحة ، و التي تكون مشبعة بكبريتات الكالسيوم.

و هو له العديد من الاستخدامات مثال الأعمال الزراعية كتخصيب التربة ، و الأعمال الطبية كجبيرة الأطراف المكسورة كما أنه يدخل ، و بشكل كبير في الأعمال الخاصة بعملية البناء ، و التشييد ، و الديكور هذا بالإضافة إلى استخدامه في صناعة الطباشير ، و بعض معاجين الأسنان ، و صناعة الأصباغ ، و الورق هذا إلى جانب استخدامه في صناعة طين الحضر ، و الخاص بعملية حضر الأبار النفطية .

دور الصادرات العمانية من الجبس في تنمية الاقتصاد :- كانت قد أكدت المؤشرات الاقتصادية ، و الصادرة من الهيئة العامة لتعدين أن سلطنة عمان في طريقها لتكون أكبر مصدراً للجبس على مستوى العالم بنهاية عام 2017م متفوقة على المصدر الأكبر حالياً له ، و هو جمهورية تايلند ، و ذلك يرجع إلى أن الصادرات من خام الجبس العماني قد وصلت في خلال الفترة الزمنية من شهر يناير ، و حتى شهر سبتمبر لهذا العام إلى ما عدده 6.1 مليون طن .

مما يؤكد على القوة التنافسية ، و الجودة الكبيرة لخام الجبس العماني علاوة على الدور الذي يلعبه حالياً القطاع التعديني في العمل على استغلال الموارد الطبيعية المتاحة بالشكل الأمثل ، و هذا ما دلت عليه العوائد المالية لصادرات السلطنة من الجبس منذ بداية العام الحالي وصولاً إلى شهر أغسطس ، و التي وصلت إلى ما قيمته مليوناً ، و 200 ألف ريالاً عمانياً .

كما أنه من المتوقع أيضاً أن تتجاوز الصادرات العمانية من الجبس ما قدره 10 ملايين طن في نهاية عام 2018م ، و ذلك بعد أن كانت 6.4 مليون طن فقط في نهاية عام 2016م الأمر الذي أكد عليه العديد من الخبراء الاقتصاديين ، و الذين أكدوا بأنه سيتم على أساس تلك الزيادة وضع السلطنة كمورداُ عالمياً للجبس على مستوى العالم في السنوات المقبلة ، و مما يزيد من درجة أهمية تصدير خام الجبس العماني هو درجة نقاوته الجيدة علاوة على أسعاره التنافسية بالإضافة إلى قربه من الأسواق العالمية المستهلكة للخام إلى جانب سهولة تصديره للخارج عبر المنافذ البحرية للسلطنة .

و جديراً بالذكر أن خام الجبس ، و بشكل رئيسي يدخل في صناعة الأسمنت ، و الألواح الجبسية ، و طبقاً للإحصائيات الاقتصادية فهو في طلب متزايد من جانب عدداً من الدول الأفريقية ، و الأسيوية خصوصاً في ظل ما يواجهه كبار الموردين العالميين للخام من احتياطيات محدودة مع سعيهم للإقلال بشكل كبير من تصدير الجبس من أجل تغذية صناعتهم المحلية .

و قد قفز الحجم الخاص بالصادرات إلى ما قدره 20% ضعفاً على مدى الفترة الزمنية الخاصة بالخمس سنوات الماضية ، و من تصدير يقدر بحوالي 0.30 مليون طن في خلال عام 2010م إلى ما قدره 6.4 مليون طن في عام 2016م حيث تشكل دول مثل الهند ، و اليابان ، و أندونسيا بالعلاوة إلى تايوان ، و فيتنام ، و بنغلاديش أكثر المستوردين للجبس العماني ، و ذلك يكون من أجل تعزيز صناعتهم المحلية المختلفة .

و من ضمن إحدى الأسباب الرئيسية لزيادة الطلب من تلك الدول على خام الجبس العماني هو ما تختزنه السلطنة من احتياطيات لخام الجبس تزيد معدلاتها عن ما قدره مليار طن متري مما نتج عنه وضعها على قائمة أكبر مصدري خام الجبس على مستوى العالم بل ، و يمكنها من القيام بتلبية الطلب العالمي المتزايد على هذا الخام الهام ، و تتركز في الأساس رواسب الجبس في السلطنة في الجزء الجنوبي منها ، و بعضاً من المناطق الشمالية فيها .

و من ضمن أهم مواقع خام الجبس بالسلطنة مواقع الشويمية ، و ثمريت ، و غابة وسدح بالعلاوة إلى البريمي ، و طبقاً لكل تلك المعطيات فسوف تتمكن السلطنة من إنعاش الاقتصاد العماني القومي لها ، و تعويض ما فقدته من عوائد مالية كبيرة بسبب نقص عوائدها من البترول على أثر انخفاض أسعاره عالمياً بالعلاوة على تحقيق سياستها الاقتصادية الهادفة إلى تنوع مصادر الدخل الوطني عن طريق استغلال ما تتميز به من موارد طبيعية ضخمة ، و من بينها القطاع التعديني .