كان قد عرف العمانيون الملاحة ، و النشاط البحري منذ أقدم عصور التاريخ ، و التي تمتد إلى الفترة الزمنية الخاصة بالألفية الرابعة قبل الميلاد إذ تزامنت جهودهم البحرية بشكل خاص مع ازدهار وتيرة الأنشطة التجارية لحضارات مثل ما بين النهرين ، و الحضارة الفرعونية فقد أطلق السومريون على عمان قديماُ اسم مجان نظراً لازدهارها التجاري ، و بالتالي البحري أيضاً في خلال فترة ظهور الدولة الأشورية وصولاً إلى عهد الدولة البابلية الثانية ” الكلدانيون” ، و ما تلاها من عصور تاريخية ، و حتى عصرنا الحالي .

بما تتميز سفن البحرية السلطانية العمانية حالياً :- تتميز سفن البحرية السلطانية حالياً بتجهيزاتها القتالية العالية الكفاءة علاوة على ما تتمتع به من قدرات كبيرة في المناوارة ، و التسليح ، و ذلك يرجع إلى كونها قد تم تزويدها بأحدث المعدات ، و الوسائل الالكترونية القتالية الحديثة بالإضافة إلى أخر ما وصلت إليه التقنية من أنظمة الملاحة ، و الكشف ، و نظم القيادة هذا فضلاً عن منظومات التسليح بها سواء السطحية أو الجوية .

و السبب في زيادة درجة الاهتمام من جانب السلطنة بالبحرية السلطانية العمانية يعود غلى ما تعمل تلك السفن القتالية من توفيره من مناخاً تدريبياً مثالياً ، و ملائماً للضباط المرشحين علاوة على الضباط ، و الجنود العمانيين الملتحقين بالخدمة حديثاً هذا إلى جانب قيامها بتقديم الكثير من الخدمات التدريبية التخصصية لجهات حكومية أخرى بالسلطنة بالإضافة إلى حجم المهام المكلفة بها من الناحية العسكرية.

نشأة البحرية السلطانية العمانية حديثاً :- بعد اعتلاء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لسدة الحكم بالسلطنة في الموافق الثال ، و العشرين من شهر يوليو لعام 1970م ، و ادراكاً من جلالته لأهمية الموقع الاستراتيجي للسلطنة ، و أهمية وجود أسطولاً بحرياً عمانياً قوياً ليتمكن من توفير أقصى درجات الحماية لسواحل السلطنة الطويلة ، و التي تمتد لمسافة تصل إلى 3165 كلم علاوة على كونها ملتقى للعديد من الطرق التجارية فيما بين الشرق ، و الغرب بالإضافة إلى اشرافها على أحد أهم الممرات المائية في العالم ، و هو مضيق هرمز ، و الذي يعتبر بمثابة البوابة الرئيسية لمنطقة الخليج العربي ، و منفذ الطاقة الرئيسي لشتى أنحاء ، و بناءا على تلك المعطيات الهامة كان عمل القيادة السياسية العماني على انشاء سلاحاً بحرياً عمانياً حديثاً على غرار البحريات العالمية من أجل أن يكون قوة بحرية متميزة تفخر بها السلطنة .

و تضم البحرية العمانية السلطانية عدداً من أحدث السفن بمختلف أنواعها ، و فئاتها ، و قد جرى تزويدها بمنظومات قتاليى ، و تجهيزات جيدة حتى تتمكن من القيام بواجبها الوطني في مختلف الظروف .

وجدير بالذكر أنه جرى أيضاً انشاء عدداً من القواعد ، و الوحدات البحرية ، و التي تعمل في مجال تقديم الدعم ، و الاسناد العملياتي ، و اللوجستي ، و الاداري لقطع الاسطول كما تخطى الموارد البشرية العمانية البحرية بكل أوجه الرعاية ، و الاهتمام حتى تكون دائماً قادرة على أخذ زمام المبادرة القتالية .

أبرز مهام البحرية السلطانية العمانية :-
1-
تطل كما هو معروف السلطنة على مساحة مائية كبيرة إذ تناهز مساحة منطقتها الاقتصادية الخالصة ما يقدر بحوالي نصف مليون كلم2 ، و من أجل الحفاظ على مصالحها الوطنية ، و أمنها القومي ، و فرض سيادتها على مياهها الاقليمية احتفظت السلطنة بقوة بحرية مقاتلة رادعة تكفل لها الحضور الفعلي ، و الدائم في محيط مياهها الاقليمية ، و من أبرز مهام البحرية السلطانية العمانية .

2- فرض السيادة الوطنية على مياه السلطنة الاقليمية .

3- العمل على تأمين المهام الخاصة بالدوريات في المياه الاقليمية ، و بالتحديد المنطقة الاقتصادية .

4- ضمان أمن القواعد البحرية ، و المنشأت البحرية العمانية الأخرى .

5- القيام بأعمال المسح البحري الهيدروغرافي للشواطئ العمانية .

6- حماية كلاً من مصائد الثروة السمكية ، و مصادر الثروات العمانية الطبيعية الأخرى .

7- تقديم الدعم اللازم لوحدة خفر السواحل العمانية في التصدي لعمليات القرصنة البحرية أو الهجرة غير المشروعة علاوة على مكافحة عمليات التهريب بأنواعها .

8- مساندة سلاح الجو السلطاني ، و خفر السواحل في عمليات البحث أو الانقاذ البحري .

9- التصدي لأي محاولات لاختراق المياه الاقليمية العمانية .

10- تأمين عمليات النقل البحري الخاصة بوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل سلطنة عمان.

11- تدعيم علاقات السلطنة الخارجية ، و ذلك من خلال الزيارات الودية التي تقوم بها سفنها إلى الدول الصديقة أو الشقيقة .