إن الأدب الإنجليزي والأوروبي له شأن عظيم، وصدى واسع في مختلف بقاع العالم، وقد ترجمت الكثير من رواياتهم وأدبهم إلى لغات كثيرة لكي يستمتع العالم بهذا الذوق الفني، وهذه الملكة الفكرية، ولعل واحد من أكثر الأدباء، والذي له صدى حتى الآن هو مارك توين .

مارك توين
صامويل لانجهورن كليمنس المشهور بـ مارك توين، كاتب وأديب أمريكي، ولد عام 1835 م، أديب عالمي لقب بأعظم الساخرين الأمريكيين ، كما لقب بأنه أب الأدب العربي، وكان توين بجانب المدرسة يعلم نفسه بنفسه، واشتغل في مطبعة ومن هنا بدأ بكتابة كتاباته الساخرة الهزلية، وفي عام 1864 م، انتقل توين إلى سان فرانسيسكو وعمل بالصحافة، التي مكنته من لقاء الكثير من الكتاب والشعراء، وبدأ بكتابة أولى رواياته .

تزوج توين من شاعرة وقع في حبها اسمها أوليفيا لانغدون، وتزوجها عام 1870 م، وأنجب منها 4 أبناء، ولد اسمه لانغدون والذي توفى صغيرا أقل من عامين، وثلاث بنات سوزي وكلارا وجين، واستمر زواجهما ناجحا حتى توفت زوجته عام 1904 م، ليلحق هو بها في عام 1910 م .

روايات مارك توين
من أشهر روايات مارك توين رواية توم سوير التي نشرت عام 1876 م، وكذلك رواية الأمير والفقير عام 1881 م، ومغامرات هلكبيري فين 1884 م، وغيرها الكثير من الأعمال الأدبية الجميلة .

اسباب شهرة رواية توم سوير
رواية توم سوير والتي كتبها مارك توين عام 1876 م، وهي من أشهر الروايات التي كتبها مارك توين، والتي تحكي عن طفل بعمر اثنى عشر عاما، نشأ في فترة قبل قيام الحرب الأهلية الأمريكية، على ضفاف نهر المسيسبي، وقد اختار مارك توين هذا المكان حيث أنه نشأ فيه وأثر في شخصيته، وعاش الطفل في مدينة خيالية سماها مارك سانت بيتسبورك .

ورسم مارك حياة الفتى في هذا المكان، بالعيش مع عمته بولي، وهي امرأة شديدة الطباع، كبيرة في العمر، متسلطة تفرض آرائها على الجميع متى ما سنحت لها الفرصة، لذا قد فرضت شخصيتها على توم وأخويه، وبالتالي رفض توم تسلطها، فهو ثائر لا يرضخ ولا يتذلل، وعشق توم سوير طفلة تعيش معهم في نفس البلدة، جميلة الوجه والمحيا، والتي انتقلت إلى بلدتهم مؤخرا .

وكان توم سوير لا يخطط للحياة في البلدة، بل كان يريد الهرب منها بالاتفاق مع صديقه، والذي يدعى هاكلبري، وكانوا يريدون أن يصبحوا قراصنة بحرية، ويدخلوا هذا المجال عن طريق سرقة أي قارب، والغوص في أعماق البحر، وبدأوا في تنفيذ خطتهم، والتي أوصلتهما إلى مغامرة أكبر وأخطر، حول جريمة قتل، فعلها مجرم كبير وخطير، ليدخلوا رغما عنهم ضمن أحداث القضية .

اشتهرت هذه الرواية كثيرا، وتحولت إلى عدة أفلام كارتونية، ودخلت مجال السينما في أول فيلم أمريكي صامت لها عام 1917 م، وقام المخرج بإصدار نسخة ثانية من نفس الفيلم عام 1938 م، وحقق نجاحا كبيرا، كما تم عمل فيلم عام 1973 م، قامت فيها النجمة جودي فوستر بدور الطفلة التي انتقلت حديثا للبلدة وأحبها توم سوير، وفي عام 1995 م، قام المخرج بيتر هيويت بفيلم من هذه الرواية وسماه توم وهوك .

ولعل ما جعل تلك الرواية مشهورة بهذه الصورة، بعد الطريقة الرائعة التي كتبت وسردت بها، أن مارك توين قد أعلن أن الرواية مستوحاة من قصة حقيقية، وكذلك الشخصيات، كما أنه صور حياتهم على ضفاف نهر المسيسبي بصورة واقعية، ربطت الأماكن في الرواية بنفس الأماكن في الواقع، مما جعل الجمهور الذي قرأها يصدقها ويتفاعل معها، كما ترجمت هذه الرواية للغات كثيرة، منها العربية، وقام بترجمتها فاضل حبيب محسن، عام 2001 م، وقد نشرتها دار المكتبة الحديثة للطباعة والنشر .

بعض شخصيات الرواية
توم سوير
طفل مشاغب، متمرد، يعيش مع عمته بولي المتسلطة، يحب الدخول في المغامرات، ويقع في المشاكل، لذا كان يتعرض للقسوة والعقاب من عمته .

هاك
هو صديق توم سوير، والذي خطط للهرب معه للدخول لعالم القرصنه، وهو طفل يعيش وحيدا مع والده مدمن الخمر، وقد توفت والدته وهو صغير، ولا يوجد رقيب عليه، ولا يذهب للمدرسة .

بولي
عمة توم سوير المتسلطة، التي تتحكم فيه، وتفرض عليه العقاب، ولكن هذا نابع من قلب محب له ولأخوته .

سيد
هو الشقيق الأصغر لتوم سوير، وهو الأقرب لعمته بولي حيث يخبرها بكل تحركات توم ومشاكله ويتلذذ بتعرضه للعقاب .

إنجان جو
مجرم خطير، يقتل ويسرق بلا رحمة، وهو صاحب جريمة القتل التي شهد عليها توم سوير وصديقه .