حرب اكتوبر التي تعرف أيضاً بحرب تشرين أو حرب يوم الغفران، هي أقوي وأهم الحروب في الصراع العربي الإسرائيلي، فكانت بين مصر وسوريا مع دعم عربي وسوفيتي لهم من ناحية وإسرائيل مع دعم أمريكي غربي لها من الناحية الأخرى، تعد هذه الحرب من أكثر الحروب أهمية ولهذا يتم تداولها ودراستها في العديد من المقررات الدراسية في العديد من البلدان العربية، وغالباً ما تأتي في دروس تاريخ المنطقة العربية، ومن الممكن أن يتم ذكرها في موضوع تعبير عن حرب اكتوبر للطلبة في حصص اللغة العربية.
حرب أكتوبر
قامت حرب أكتوبر بين الجانب المصري والسوري من ناحية مع الكيان الصهيوني من ناحية أخرى، حيث بدأت الحرب في يوم السبت في اليوم السادس من أكتوبر سنة 1973م والذي كان يوافق اليوم العاشر من رمضان سنة 1393 هـ.
كان هذا اليوم عيداً من أعايد الإسرائيليين وهو عيد الغفران، وقد استغلت القيادة المصرية والقيادة السورية هذا الأمر لكي يقوموا بهجمة مفاجئة على قوات الاحتلال من الجانبين الجانب المصري في المناطق المحتلة منه وهي شبة الجزيرة العربية والجانب السوري على الجزء المحتل منه وهي هضبة الجولان.
تم وقف النيار في اليوم الرابع والعشرين من أكتوبر سنة 1973، حققت الشقيقتين سوريا ومصر الهدف المرجو من الحرب وهو استرجاع شبه جزيرة سيناء واسترجعت سوريا هضبة الجولان من الاحتلال الصهيوني، انتهت الحرب رسمياً بين مصر وسوريا وإسرائيل، بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في اليوم الواحد والثلاثون من مايو سنة 1974، حيث قامت إسرائيل بالموافقة على إعادة مدينة القنيطرة إلى سوريا وضفة قناة السويس لمصر مقابل أن تقوم القوات السورية والمصرية بإبعاد قواتها من خط الهدنة.
بداية حرب أكتوبر
بعد حرب 1967 اجتمع قادة الدول العربية في مؤتمر الخرطوم في السودان ، وقاموا بنشر بيان يسمي (الاءات الثلاث)، يتضمن هذا البيان عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التفاوض معها ورفض أي علاقات سلمية معها، أصدرت الأمم المتحدة قرار بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية ولكن إسرائيل رفضت هذا القرار.
في سبتمبر سنة 1968 تجدد القتال مرة أخرى فيما يعرف بحرب الاستنزاف في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، في سنة 1969 وضع وزير الخارجية الأمريكي ثلاث خطط لوقف القتال.
وافقت مصر على الخطة الثانية في عهد الرئيس المصري أنور السادات الذي عين بعد موت جمال عبد الناصر، ولكن مع شرط عودة إسرائيل إلى حدود 1967 ولكن إسرائيل رفضت ذلك، كانت فرصة مناسبة للجيش المصري والسوري بعد إيقاف القتال أن يدعموا جيوشهم ويستعدوا ليستردوا الأراضي المصرية والسورية المحتلة بالحرب في سنة 1973.
بعد حرب 1967 قام الكيان الصهيوني بتحصين المراكز التي تم احتلالها في الجولان وفي وسيناء، وانفقت مبالغ ضخمة في تدعيم وتحصين مواقعها في مرتفعات الجولان في سوريا وفي سيناء حيث قامت بإنشاء خط بارليف الذي ذاع صيته أنه لا يقهر، ولكن كانت المفاجئة أن القوات المصرية استطاعت أن تخترق الساتر الترابي وتعبر إلى سيناء.
كان السلاح الحقيقي في هذه الحرب هو اتفاق الجانبين المصري والسوري على خداع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، وبالفعل استطاع التعاون المخابراتي السوري المصري أن يفاجئ العدو بساعة الصفر التي كانت مفاجئة للإسرائيليين.
نهاية حرب أكتوبر
دقت ساعة الصفر وانطلقت القوات الجوية بتنفيذ ضربة جوية خلف الخطوط الإسرائيلية بشكل مفاجئ بـ 222 طائرة مصرية، واستهدفت القوات الجوية المصرية محطات التشويش والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم والعديد من المطارات ومحطات الراديو وبطاريات الدفاع الجوي، وتجمعات الأفراد والمدرعات والمدفعية والدبابات ونقاط التحصين خلف خط بارليف والعديد من ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
كانت الضربة قاصمة لخطوط العدوان، الخبراء الروس كانوا يتوقعون نجاح الضربة الجوية الأولي بنسبة 30% ونسبة خسائر 40% إلا أن الضربة الجوية الأولي نجحت بنسبة 95% ولهذا تم إلغاء الضربة الجوية الثانية.
وتمكن الجيش المصري في الساعة الثانية ظهراً عبور خط بارليف وواصل تقدمه إلى أن وصل إلى 20 كيلومتر داخل سيناء، ودعم القوتين العالميتين آنذاك الأطراف في الحرب حيث دعم السوفييت مصر وسوريا ودعمت أمريكا إسرائيل.
بعد انتهاء الحرب قررت مصر الدخول في اتفاقية للسلام مع إسرائيل لتحافظ على ما استطاعت الحصول عليه في الحرب وعقدت سوريا اتفاقية إيقاف إطلاق النار من إسرائيل وحصلت مصر على سيناء كاملة من إسرائيل وحصلت سوريا على جزء من الجولان، وكانت أهم مكاسب الحرب هي كسر مقولة أن الجيش الإسرائيلي لا يهزم.