الحياء خلق من مكارم الأخلاق، ويدل على طهارة النفس وحياة الضمير،ويقظة الوازع الديني ومراقبة الله عز وجل ،و يرى ابن القيم أن الحياء من الحياة، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه خلق الحياء وان قلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلب أحيى كان الحياء أتم .
اذاعة مدرسية
المقدمة
إن من حياء المسلم أن ينزه لسانه أن يخوض في باطل، وبصره أن يرمق عورة، أو ينظر شهوة، وأذنه أن تسترق سرا، أو تستكشف خبأً، وأن يفطم بطنه عن الحرام؛ فإن فعل ذلك عن شعور بأن الله يرقبه، ونفور من اقتراف تفريط في جنب الله، فقد استحيا من الله حق الحياء، وحياء المؤمن يجعله لا يعرف الكلام الفاحش، ولا التصرفات البذيئة، ولا الغلظة ولا الجفاء، إذ إن هذه من صفات أهل النار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار) .
فقرة القران الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم ” قال الله تعالى : يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً{32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً{34} إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً{35} وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً{36}” سورة الأحزاب .
فقرة الحديث الشريف
عن أنس وابن عباس رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن لكل دين خلقا و إن خلق الإسلام الحياء ” .
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه و لا كان الحياء في شيء قط إلا زانه “.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الإيمان بضع و ستون شعبة، و الحياء شعبة من الإيمان ” .
فقرة النشيد
هذب فؤادك بالحياء فالله قد مدح الحياء
وهو الحيي اذا رأى عبدا تضرع بالدعاء
خلق الملائكة الكرام وسمت كل النبياء
وحياء احمد كان كالعذراء في خدر النقاء
هو خير ما حمل الرجال هو خير ما اكتست النساء
هو حافز الاجيال للخيرات في درب النجاة .
فقرة هل تعلم
أن أكثر أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حياءا هو الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه فهو أشد أمة نبي الله صلى الله عليه وسلم حياءا، “وتروي لنا عائشة قصة عجيبة يشهد فيها رسول الله أنه الملائكة تستحي من عثمان، فقد قالت رضي الله عنها كان رسول الله مضطجعا في بيتي، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدّث ثم استأذن عمر بن الخطاب فأذن له وهو كذلك فيتحدث ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله وسوى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة دخل أبو بكر فلم تهتشّ له ولم تباله، (أي لم تغير من حالك شيء) ثم دخل عمر فلم تهتشّ له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال “ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة”” رواه مسلم .
فقرة الدعاء
اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت و عافِنا فيمَن عافيْت، و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت، و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك، انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت ، فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت، نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك، و نُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه، أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ اليك، أَنتَ الوَكيلُ ونحَنُ المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك اَنتَ القَوِيُّ ونحَنُ الضُّعفاءُ اليك، أَنتَ العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ اليك، اللّهم يا واصِل المُنقَطِعين أَوصِلنا اليك اللّهم هَب لنا مِنك عملا صالحاً يُقربُنا اليك، اللّهم استُرنا فوق اللأرضِ وتحت الأرضِ و يوم العرضِ عليك، وأحسِن وُقوفَنا بين يديك ولا تُخزِنا يوم العرضِ عليك .
اللّهم أَحسِن عاقِبتَنا في الأُمورِكُلها و أجِرْنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة، يا حنَّان يا منَّان يا ذا الجلال و الاكرام اجعَل في قُلوبِنا نورا، و في قُبورِنا نورا، و في أسماعِنا نورا، و في أبْصارِنا نورا، وعن يميننا نورا، وعن شِمالِنا نورا ومن فَوقِنا نورا، ومن تحَتِنا نورا وفي عَظمِنا نورا، وفي أَنْفُسِنا نورا و في أَهْلِنا نورا، وفي آبائِنا نورا، و في أُمَّهاتِنا نورا، وفي أَزواجِنا/زَوجاتِنا نورا، وفي ذُرِّيَتِنا نورا وأَعطِنا نورا، واجعَل لنا نورا مِن نورِكَ فَأَنتَ نورُ السّماواتِ وَالأرض ياربَّ العالمين .
الخاتمة
وهنا دقت عقارب الوقت لتعلن، بأننا قد وصلنا إلى نهاية فقراتنا الاذاعية، ونرجوا أن نكون وفقنا في توصيل المعلومات إلى عقولكم وقلوبكم، وتحية طيبة من القلب إلى أساتذتي الأفاضل وزملائي الكرام على حسن استماعكم لنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .