تعتبر الموازنة العامة للدولة أحد أبرز المؤشرات التي تدل على مدى تفوق الدولة وتقدمها اقتصاديا وذلك بقياس تلك الميزانية بالنسبة لعدد السكان، وكذلك توزيع تلك الموازنة على مختلف قطاعات الدولة ومدى اهتمامها ببعض المجالات مثل البحث العلمي والفنون والثقافات والتعليم وغيره من القطاعات الي تهدف لغرس سبل التقدم والرقي في أي مجتمع.
المقصود بالموازنة العامة
الموازنة العامة للدولة تعتبر تقريرا أو بيانا تفصيليا تصدره الحكومة كل عام بإشراف وزارة المالية والبنك المركزي للبلاد، ويهدف هذا البيان لتوضيح تقديرات إيرادات الدولة ومصروفاتها والتعبير عن ذلك في صورة وحدات نقدية تعكس في مضمونها خطة الدولة لسنة مالية مقبلة، وهذا في الغالب يتطلب أن يتم اعتماده من قِبَل السلطة التشريعية في البلاد.
الأساليب الرئيسية لإعداد الموازنة العامة
توجد عدة أساليب لإعداد وإقرار أية موازنة عامة في أية دولة، وتختلف فقط في طريقة التوزيع وفق اهتمامات الدولة وخططها في تلك الفترة، لكنها تتفق في الغاية من وراء ذلك وهي توزيع الدخل المحلي للدولة.
أولا : الأسلوب التقليدي
ويسمى أيضا بأسلوب موازنة البنود، ويهتم هذا الأسلوب بالجانب الرقابي فقط لا غير، وفي هذا الاسلوب يتم التركيز على الاعتمادات بحيث تأتي الموازنة في شكل اعتمادات وبنود و يتم التأكد من أجهزة الرقابة المالية من أن الصرف يتم في حدود الاعتمادات المدرجة ويتم توزيعها بدقة على الأغراض المخصصة لها بالفعل، كما يتم التأكد من أن إجراءات الصرف تتم بصورة سليمة وقانونية.
أي أن هذا الاسلوب اهتم اكثر بالجانب الرقابي عن اهتمامه بمصارف الموازنة وكيفية استغلالها، والتي تم الإنفاق بالفعل من أجلها، حيث أن الاهتمام فقط بالجانب الرقابي في التوزيع لا يوضح ما إذا كانت المصروفات قد حققت الهدف من إنفاقها أم أنها مجرد مصروفات تم سدادها في المكان المحدد وانتهى الأمر على ذلك.
ثانيا : موازنة البرامج والأداء
وهي أحد أساليب إعداد الموازنة والتي تم اللجوء إليها لتلافي أوجه القصور في موازنة البنود أو الأسلوب التقليدي في إعداد الموازنات، وقد تم استحداث هذه الموازنة لتهتم وتركز أكثر على الإنجازات التي تحققت بالفعل وفق أهداف وغايات موضوعة مسبقا، وليس لمجرد شراء سلع وخدمات.
ولذا فإن موازنة البرامج والأداء أفضل كثيرا من موازنة البنود، لأنها تهتم بطبيعة أنشطة وأعمال الأجهزة الحكومية أكثر من اهتمامها بموضوع الإنفاق، كما أنها تلقي الضوء على العمل الذي تم أو الخدمة التي أنجزت للتأكد من أن النتائج التي تحققت توازي ما كان مخططا له بالفعل.
ثالثا : موازنة التخطيط والبرمجة
هذا النوع من الموازنات يعد الأفضل من كل الأساليب السابقة المطروحة؛ إذ أنه ظهر نتيجة الحاجة إلى ربط البرامج الحكومية بالخطة العامة للدولة، فهي بمعنى أصح تهدف إلى الربط بين الاعتمادات وبين تحقيق الأهداف المخططة واستراتيجيات الدولة في تلك الفترة، كما أنها تعتبر وسيلة لاتخاذ القرارات التي تتعلق بالمفاضلة والاختيار بين البرامج البديلة والمتنافسة لتحقيق أهداف معينة، وهي بذلك تجمع بين الأبعاد الثلاثة للموازنة، أي تجمع بين أسلوب التخطيط، واسلوب التنفيذ، واسلوب الرقابة.
ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أول من بدأ بوضع موازنة التخطيط والبرمجة في بداية الستينيات، وكانت تهدف بذلك إلى معالجة المشاكل التي تواجه المجتمع في ضوء الاقتصاد المنهار حينها.
أبرز أهداف خطة الموازنة والبرمجة
1- تحديد ووضع الأهداف الإستراتيجية للموازنة حسب الوقت اللازم لتنفيذها.
2- تحديد المراحل المعينة للعمل لتحقيق كل هدف استراتيجي.
3- التعرف على كافة المتطلبات والمسستلزمات المطلوبة لأداء العمل.
4- وضع الموازنة المطلوبة لأداء كل مرحلة من مراحل العمل وفق التوقيت المحدد لها.