غالباً ما نستمع من أهلنا إلى معتقدات عن الأطعمة التي قد تعتمد على سماعهم هم كذلك من أهلهم ، مع عدم توافر أدلة منطقية عن صحة ما يقولون ، وعلى الرغم من ذلك تؤثر هذه المعتقدات علينا ، حيث تعتبر ميراث يورث من جيل إلى جيل ، وتحكي هذه المعتقدات عن فوائد أطعمة ، وأضرار أطعمة أخرى ، كذلك عن أضرار قد تلحق بالإنسان عند تناوله طعامين معاً مثلاً كإستحالة أكل الحليب مع السمك لما يسببه من أضراراً معوية .
وفي هذا المقال سوف نتعرض لمثل هذه الأطعمة التي يعتقد البعض ضررها ، والبعض الأخر الذي يرجح الناس فوائده ، مع عدم صحة تلك المعتقدات .
بعض المعتقدات الخاطئة عن تناول الأطعمة :
– كثرة شرب الحليب يساعد على بناء العظام وترميمها : ينصح الأباء أبنائهم بشرب الحليب بكثرة لتفادي الإصابة بكسور العظام ، وهذه النصيحة الأكثر تكراراً من الأطباء ، حتى أن المناهج الدراسية تشتمل على تلك النصائح ، وذلك لما يحتويه الحليب من عناصر غذائية كالكالسيوم .
ولكن ما أظهرته الدراسات الحديثة بات نقيضاً مع كل تلك المعتقدات ، حيث أنه ثبت أن الأشخاص الذين يشربون الحليب بكثرة ، هم أكثر الأشخاص عرضة للأمراض ، والمشاكل الصحية ، وبعد دراسات عديدة وطويلة أعلنت جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية عن خطأ معتقد أن شرب الحليب يقي من الإصابة بكسور العظام ، وأوضحت أنه لا يجب تجاوز الحد وشرب أكثر من كوب واحد من الحليب يومياً ، حيث قد يتسبب الإفراط في شرب الحليب للإصابة بأخطار كإمكانية التعرض لسرطان البروستات عند الرجال ، وسرطان المبيض عند النساء ، كم أنه بفضل إحتواء اللبن على السكريات من اللاكتوز ، والجلاكتوز تساعد على ظهور الشيخوخة المبكرة ، والتعرض لأمراض الشيخوخة المزمنة .
ومن الدراسات الأخرى في جامعات السويد التي تعقبت الأنظمة الغذائية للأفراد على مدار سنوات طويلة ، أظهرت الدراسات أن الأفراد المعتمدين في غذائهم على تناول كميات كبيرة من الحليب ، حققوا أعلى نسبة وفيات بالمقارنة بمن لايفرطون في تناول الحليب ، كما كانوا أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام ، وأوضحت الدراسات نتائج إيجابية لمستخدمي الحليب الرائب ،وأن متناوليه بالفعل أكثر الناس يمتلكون عظام قوية ، وأرجع الباحثون أن أضرار الحليب تكمن في السكريات التي يحتويها ، وهذه السكريات يتم فقدها عند تحول الحليب لرائب .
– مشروبات الطاقة تؤمن الحصول على الطاقة : يتم الإعلان عن تلك المشروبات بطرق ترويجية تشتمل على الطاقة الخارقة التي تؤمنها تلك المشروبات عند تناولها ، ولكن على النقيض تماماً فهذه المشروبات قد تعطي شعور مؤقت بالطاقة كالسهر ، ولكنها في الواقع تؤثر سلباً على صحة الأفراد ، حيث تعتمد هذه المشروبات في تكوينها الأساسي على عنصر التورين ، بالإضافة إلى الكافيين ، مع كميات كبيرة جداً من السكر .
والتي تعطي للجسم شعوراً بالطاقة التي سرعان ما تزول مسببة حالات من الخمول وعدم القدرة على القيام بالوظائف ، وذلك بسبب الكمية الكبيرة من السكر التي تناولها الفرد دفعة واحدة ، بالإضافة إلى زيادات الوزن المفرطة التي تتسبب فيها تلك المشروبات ، حيث أن شرب هذا النوع من المشروبات يعادل ضعف نسب السكر التي يسمح للفرد بتناولها يومياً .
كما أن تأثير الكافيين الموجود بها والذي يعمل على تثبيط المستقبلات العصبية ، وعدم النوم ، أو عدم الشعور بالتعب يعمل على إصابة الأفراد بأضرار بالغة فيما بعد من أوضحها الأرق ، وعدم القدرة على النوم بصورة طبيعية ، وقد تتحول الحاجة لتلك المشروبات لحد الإدمان وعند التوقف عن تناولها يعاني الفرد من أعراض الإنسحاب من تعب ومزاجية مفرطة ، بالإضافة لنوبات الصداع الشديدة .
– العلكة أو اللبان تحتاج 7 سنوات ليتم تخلص الأمعاء منها : من أكثر المقولات التي تحتاج للتأكد من صحتها فكيف لعلكة أن تظل 7 سنوات بالأمعاء ، فالعلكة كأي عنصر يدخل المعدة يتم تفكيكه وتحليله ، فالعلكة يتم تفكيكها لسكريات ومنكهات وزيوت ، وبما أن اساسها سليلوزي فإنه بالفعل يأخذ وقتاً في المسار الهضمي لبطئ حركته داخل المسار ولكن لا يتخطى الأمر 7 أيام ، وليس 7 سنوات كما يشاع ، فلا توجد مشكلة معضلة عند إبتلاع العلكة .
ولكن قد يسبب الأمر ضرراً في حالة إبتلاع كميات كبيرة من العلكة بصورة متتالية في وقت قصير ، حيث يتسبب ذلك في حدوث إمساك ، وعند زيادة الأمر سوءًا قد يتم التدخل الجراحي للتخلص منها .
– ضرورة شرب 8 أكواب من الماء يومياً : إنتشرت تلك المعتقدات كثيراً ، فكيف لنا أن نعمم تلك الإفتراضية ، فكل فرد يحتاج للماء تبعاً لنشاطه ، أو طبيعة جسمه ، كذلك للمناخ دور في ذلك ، كما أن غريزة العطش هي التي تخبر عن إحتياج الفرد للماء من عدمه .
– أضرار ألواح التقطيع الخشبية : يعتبر الأمر منطقياً عن عدم صحية استخدام الألواح الخشبية في التقطيع ، وذلك بفضل الطبيعة المسامية للخشب ، والتي تساعد على نقل الجراثيم ، وهذا مادفع العلماء للبحث في هذا الأمر ،وثبت عكس المتوقع أن أفضل القطاعات هي القطاعات الخشبية ، حيث أن تلك المسامات جعلت الجراثيم العالقة على سطح اللوح تغوص للداخل وعدم إصابتها الأطعمة الأخرى ، وأنه يكفي غسل اللوح الخشب لتعقيمه للإستخدامات الأخرى ، وذلك على العكس من القطاعات البلاستيكية ، والزجاجية التي تحتاج لعملية تعقيم كاملة .