ولاية الدقم هي واحدة من إحدى الولايات الموجودة بالتحديد في المنطقة الوسطى من سلطنة عمان ، و هي تقع في الركن الجنوبي الشرقي من المنطقة بحيث تجاورها كل من ولاية محوت من جهتها الشمالية ، و ولاية الجازر من جهتها الجنوبية أما بالنسبة لجهتها الغربية فتحدها ولاية هيماء ، و من ناحيتها الشرقية يحدها بحر العرب ، و جدير بالذكر أن تلك الولاية كانت في السابق ، و ذلك بالتحديد في خلال عام ألف ، و تسعمائة ، و واحد ، و تسعون ميلادياً عبارة عن نيابة تابعة لولاية هيماء ، و فيما بعد تم إنشائها بناءا على المرسوم السلطاني ، و الذي قضى بإنشاء المنطقة الوسطى ، و إنشاء هذه الولاية جاء ضمن ما عدده 4 ولايات أخرى تتشكل منها المنطقة الوسطى حالياً ، و سوف نتناول في هذا المقال الحديث عن ولاية الدقم بسلطنة عمان .

نمط الحياة الخاص بسكان ولاية الدقم :- تتميز في الأصل ولاية الدقم بإمتداد سواحلها على شاطئ بحر العرب ، و ذلك بمسافة تصل إلى ما قدره مائة ، و سبعون كيلو متراً ، حيث يعمل أغلب سكانها في مهنة الصيد إلا أنه ، و في خلال فترة الخريف قد يضطر معظم الصيادين بها للرحيل إلى الولايات الموجودة بالتحديد في المنطقة الداخلية بالسلطنة ، و لعل السبب الرئيسي في هذا الرحيل يكمن في انخفاض درجات الحرارة بها إلى ما دون خمسة ، و عشرون درجة مئوية ، و بالتالي يصبح المناخ الخاص بها غير مناسب لنزول البحر ، و ممارسة مهنة الصيد.

هذا علاوة أيضاً على أن عدداً منهم يعمل في الأساس بمهنة الزراعة ، هذا إضافةً إلى عملهم على القيام بجمع التمور ، و ذلك يكون من خلال رحلة تسمى بأسم رحلة الصيف ، حيث يقومون بحمل مخزوناً كافياً من التمور معهم ، و ذلك يكون في أثناء رحلتهم عند العودة من أجل أن تكفيهم حاجتهم في طيلة العام من التمور ، و يشار إلى أن أهل ولاية الدقم كانوا يقومون بالقيام بقطع مسافات طويلة في أثناء رحلاتهم ، و ذلك يرجع إلى أنه من خلال رحلتهم فيما بين ولاية الدقم ، و بين الولايات الداخلية للسلطنة يستغرق وقتاً قدره في العادة ما يقارب الخمسة أيام متواصلة .

أما بالنسبة لرحلة العودة فكانت تستغرق وقتاً زمنياً يقارب ما مدته العشرة أيام ، و ذلك نظراً لأنها تكون محملة بالتمور ، و أما بالنسبة للعصر الحاضر فلقد أصبحت تلك الرحلة لا تستغرق من السكان مدة الزمنية تقدر  بأكثر من خمس ساعات متواصلين كحداً أقصى ، و ذلك راجعاً إلى تقدم وسائل النقل ، و المواصلات كما هو معروف ، و شائع .

رأس مدركة ، و الذي يعد بمثابة المقصد للكثيرين من سكان البلدان الخليجية المجاورة لسلطنة عمان ، و الذي عادةً ما يكون قدومهم إليه من أجل قضاء ما مدته بضعة أيام في هذا الطقس الخلاب ، و الرائع ، و المتميز ، و يشار أيضاً إلى أن شاطئ رأس مدركة يبعد عن مركز ولاية الدقم ما يقارب مقداره من ثمانون كيلو متراً .

أهم الصناعات ، و الحرف التقليدية في ولاية الدقم :- يعمل سكان ولاية الدقم ، و بشكل رئيسي أيضاً في مهنة الرعي ،  ذلك علاوة على العمل في المشغولات اليدوية ، هذا إضافةً إلى قيامهم أيضاً بممارسة صناعة الغزل ، و النسيج ، و التي يعتمد بشكل كبير فيها على الصوف الخاص بالأغنام ، و الذي يتم إنتاجه بشكلاً محلياً بالولاية .