يعد سوق مطرح من إحدى أقدم الأسواق في سلطنة عمان ، و هو يقع في منطقة مطرح ، و يرجع تاريخ نشأته إلى ما يقدر بحوالي المائتي عام ، وجدير بالذكر أن الزائر لهذا السوق لا يمكن رؤيته من الخارج ، و ذلك يرجع إلى كونه ممتداً ، و بعمق إلى داخل المدينة ، و هو يبدأ ببوابة تواجه بشكل مباشر بحر عمان ، و طريق مطرح البحري ينتهي ببوابة أخرى تقع عند المدينة القديمة ، و بالتحديد من الجانب الذي نستقبل منه زوارها القادمين في العادة من غالبية القرى ، و المدن العمانية .

وصف سوق مطرح ، ومسمياته :- في الأصل يعد سوق مطرح نموذجاً للأسواق الشرقية القديمة ، و ذلك يرجع إلى أنه يتميز بممراته الضيقة ، و المتعرجة ، و التي أغلبها يكون مسقوفاً بالخشب ، و للسوق تسمية أخرى معروفة بين أهل مطرح ، و هي سوق الظلام إذ يرجع السبب في إطلاق تلك التسمية عليه إلى كثرة الأزقة ، و السكك التي كانت تصطف عليها متاجرة .

و التي بالطبع تقوم بحجب أشعة الشمس عنه في خلال فترة النهار ، و بالتالي تتضاعف العتمة به في الأيام الغائمة مما يجعل السائر فيه في احتياجاً إلى ضوء المصباح لكي يستطيع تحديد خطواته أما تسمية سوق الظلام منطلق بالتحديد على ذلك الجزء الذي يمتد من مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى خوريمية ، و هناك تسمية أخرى يتم إطلاقها عليه ، و هي تختص بشقيه الغربي ، و الشرقي ، و التي تفصل بينهما فتحة خوريمية ، و هي السوق الصغير أما السوق الكبير فهو سوق الجملة .

و يتميز السوق بانبعاث الفريد من الروائح منه مثال روائح اللبان بالعلاوة إلى البخور ، و العطور العربية ، و هو يتوفر به عدداً من المشغولات اليدوية مثال الخناجر ، و الفضيات ، و الأقمشة التقليدية بالعلاوة إلى الأواني الفخارية ، و النحاسية ، و الملابس ، و ما إلى غير ذلك هذا بالعلاوة إلى توافر الحلوى العمانية الشهيرة به إضافةً إلى البهارات بأنواعها .

تاريخ سوق مطرح بسلطنة عمان :- في الماضي كانت المحلات الموجودة بسوق مطرح تقتصر على بيع الأسماك المشوية بالعلاوة غلأى الحلوى العمانية ، و الأقمشة إذ لم تنتشر تلك المحلات المتخصصة في بيع المشغولات التقليدية مثال الفضيات به إلا قبل ما مدته 30 عاماً فقط ، و بالتحديد عندما بدأت السلطنة تتفتح بشكل أكبر على العاالم الخارجي.

و بدأت تستقبل العديد من الزوار ، و السائحين من مختلف جنسيات العالم ، و لطالما كان سوق مطرح في الماضي معتمداً على سكان المناطق الداخلية من السلطنة فقط حيث كان السوق يقوم بمد أهل عمان بما يحتاجون إليه في حدود متطلبات المجتمع العماني في فترة الستينات من القرن الماضي إذ كانت عادةً معظم البضائع التي ترد إلى السوق يتم استيرادها من الخارج هذا إضافةً إلى بعض السلع التي كانت تأتي من داخل السلطنة مثال الخضار، و الفواكه ، و النسيج ، و منتجات النخيل بأنواعها .

بناء سوق مطرح بين الماضي ، و الحاضر :- كان بناء سوق مطرح في القدم من الطين ، و سعف النخيل ، و هي المواد التي كانت ملائمة بشكل كبير لارتفاع درجات الحرارة ، و ظروف البيئة الصعبة في ذلك الوقت الزمني بالسلطنة ، و قد قامت بلدية مسقط مؤخراً بتجميله ، و تجديده .

و ذلك من خلال القيام بتزيينه بالعديد من أنواع الزخارف المستوحاة في الأصل من الملامح العمانية مع الحرص على استخدام عدداً من الخامات الموجودة في البيئة المحيطة من أجل الحفاظ على الطابع التاريخي ، و الشعبي للسوق كما قامت بلدية مسقط برصف طرقاته ، و أزقته بهدف توفير أقصى درجة من الراحة لزواره ، و المرتادين عليه .

كما تضمن مشروع تطوير السوق القيام بعمل العديد من الأسقف بأشكال مستوحاة من السقوف العمانية التقليدية بالعلاوة إلى إعادة وضع السلالم بشكل منظم أمام المحلات بأشكلاً هندسية جميلة هذا بالإضافة غلى تنسيق شكل ، و لون واجهات المحلات إلى جانب توحيد لوحات المتاجر ، و ذلك من حيث البروز ، و الأبعاد ، و الشكل الخاص بها .