في حدث فريد من نوعه في الإمارات بل والشرق الأوسط على الإطلاق أصبحت مستشفى القاسمي أولى المراكز الطبية التي تجري جراحات القلب بالإستعانة بروبوت طبي ، والذي نجح في اجراء عشرات العمليات الجراحية للمرضى من المواطنين والمقيمين بدقة عالية .
يقوم الطبيب الإماراتي عارف النورياني بالإشراف على الفريق الطبي بالمستشفى لإدخال كل جديد من التقنيات العالمية في جراحات القلب ، والذي لم يكتفي بمنصب مدير تنفيذي لمستشفى القاسمي ، بل لا يزال يقوم بإجراء العديد من العمليات الدقيقة في القلب يدويا وبمساعدة الروبوت لعدد كبير من المرضى ، إذ يعتبر النورياني خبرته الطويلة طوال 25 عام في هذا المجال هبة من الله يمنحها لكل مريض أملا في انقاذ حياته .
وعلى الجانب الآخر أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة على فخر الإمارات بنموذج النورياني المشرف ، وسعيه لإدخال الروبوت في عمليات القلب لمستشفى القاسمي ، والذي يدل على التطور التكنولوجي والطبي في الدولة ، إذ أن هذا الروبوت الجراحي صنع منه 21 نسخة ، 20 جهاز منها يعمل داخل مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية ، والجهاز الوحيد خارجها في مستشفى القاسمي بالإمارات .
وعن دور الروبوت وأهميته في اجراء العمليات القلبية الجراحية ، ذكر النورياني أن النوع الأول من روبورت القلبي يقوم بعمليات القسطرة ، ويقلل من نسبة تعرض المريض والطبيب للإشعاع بنسبة تصل 95% ، مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض الخبيثة ، كما أنه يعمل على تقليل المضاعفات على الكلى بنسبة 40% ، وتقليل استهلاك الدعامات بنسبة 10% ، مع تقليص فترة اقامة المريض بالمستشفى ، مما يفيد المريض نفسيا وماديا .
أما النوع الثاني من روبوت القلب الجراحي فهو يقوم بإجراء الجراحات الدقيقة ، والتي تعد البديل لعمليات القلب التقليدية التي تستلزم شق الصدر بجرح كبير من المنتصف ، كما أن الجهاز يقلل المضاعفات القلبية ، والإصابة بالإلتهابات ، التعرض للنزف بنسبة تصل ل75% ، وتعمل على تخفيض تكلفة العمليات القلبية من 300 ألف دولار إلى 30 ألف دولار فقط .
وأهم من ما يتميز به الروبوت القلبي الدقة المتناهية في أداء الجراحات دون ارتعاش أيدي الطبيب تحت أي تأثير ، إذ يمتلك الروبوت ذراع غاية في الحساسية تتحرك بدقة وحذر داخل القلب ، لتفادي حدوث أي أضرار في الخلايا والأنسجة أثناء العملية ، بالإضافة لتميز الروبوت بتقليل الألم الذي يعانيه في مثل هذه العمليات الكبيرة ، وتقليل المضاعفات وبالتالي سرعة الشفاء .
والجدير بالذكر الدور الهام الذي يقوم به النورياني في تطوير عمليات القلب بمستشفى القاسمي ، والتي بدأ حياته العملية بها بعد عودته من ألمانيا ، والتخصص في جراحة القلب حيث حصل على شهادة البورد الألمانية ، ويذكر للطبيب المواطن تدشينه وحدة قسطرة القلب الصغيرة بممرضة واحدة ، و30 فني في 2003 ، وجهده المتواصل حتى يومنا هذا لتطوير المستشفى حتى أصبحت مركز عالمي متقدم لجراحات القلب ، حيث تم اجراء 12 ألف عملية قسطرة من بينها 4000 جراحة لمواطنيين ، بالإضافة لحصول المركو عام 2012 على جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية ، كأفضل مركز لجراحات القلب على مستوى الشرق الأوسط .