تُعد اللغة العربية من أثمن وأغلى اللغات التي عرفتها البشرية وهي لا زالت حتى اليوم تحتفظ برونقها وجمالها نظرًا لما تتمتع به من مستوى عالي من البلاغة والتعبير عن معاني كبيرة بكلمات بسيطة ، وقد تضمنت اللغة العربية العديد من العلوم الهامة مثل علم البلاغة والبيان التي تُساعد على إعطاء النص لونًا بيانيًا وجماليًا أكثر من رائع .

تعريف علم البلاغة

قد يستمع الكثيرين إلى مُصطلح علم البلاغة دون فهم المعنى الصحيح له ، في حين أن البلاغة والتي تعتبر المصدر من الفعل (بلغ) تعني أن يكون الشخص ذو درجة عالية من الفصاحة والبيان عند الكتابة أو الكلام .

والمقصود بعلم البلاغة اصطلاحًا هو استخدام أساليب الوصف المختلفة التي تجعل الحديث أو النص المكتوب أكثر وقعًا وتأثيرًا على النفس البشرية ، بحيث تكون الجمل والعبارات أكثر تناسق وبعيدة عن وجود اختلاف أو تنافر وذات صور تشبيهية عميقة .

وقد قام بعض علماء اللغة العربية بتعريف علم البلاغة على أنه واحدًا من أهم وأبرز علوم اللغة وهو بمثابة الإضافة الجمالية التي تُساعد على توصيل المعاني المختلفة والأفكار بطريقة أكثر عمقًا وبالتالي تكون مؤثرة بشكل كبير على المستمعين أو القرّاء .

الأساليب البلاغية في اللغة العربية

يُوجد العديد من انواع الصور البلاغية في اللغة العربية ، وينقسم علم البلاغة بشكل أساسي إلى ثلاثة أساليب رئيسية ، هي :

أسلوب علم المعاني

يهتم هذا الأسلوب بمفردات ومعاني وتراكيب الجمل من أجل استخدام المصطلحات والكلمات المناسبة بأفضل طريقة ممكنة ، ولا ينطبق ذلك على المصطلحات المفردة أو الجمل فحسب ؛ وإنما يهتم أيضًا بالنصوص كاملة ، لأن النص بطبيعة الحال يتكون من جمل ومفردات وتراكيب يجب أن تكون متوافقة مع بعضها البعض حتى يتمكن القارئ من فهمها ومن استكمال القراءة أيضًا ، وينقسم هذا الأسلوب بدوره إلى :

الأسلوب الخبري

في هذا الأسلوب يتم الكلام عن أحد الجمل التي تنقل بعض الأخبار وهو قد يدل على صدق أو كذب المتحدث أو ناقل الخبر .

الأسلوب الإنشائي

في هذا الأسلوب قد يكون الحديث عن فكرة واحدة فقط مع وجود تنوع في استخدام الكلمات المُعبرة عن هذه الفكرة ، وهنا لا يتم وصف المتكلم بالكذب أو الصدق لأن الكلام يكون مصدره المتكلم ولا يكون خبرًا منقولًا .

أسلوب علم البيان

يُعد هذا الأسلوب البلاغي هو أحد أهم فروع علم البلاغة لأنه يحمل كافة الألوان الجمالية التي يُمكن استخدامها في اللغة العربية ، مثل :

التشبيه

وهو الذي يتم بها إنشاء علاقة بين شيئين نظرًا لوجود تشابه سواء في الصفات أو الأفعال بينهما ، وهو يشمل (التشبيه التام ، التشبيه المؤكد ، التشبيه المجمل ، التشبيه البليغ).

الاستعارة

الاستعارة تعني استخدام التشبيه مع حذف المشبه به أو المشبه والاكتفاء بذكر أحد الصفات الخاصة بأي منهما فقط ، ويشمل ذلك : (الاستعارة المكنية ، الاستعارة التصريحية) .

الكناية

أما الكناية فهي تعني استخدام لفظين يكون أحدهما ظاهر والاخر مستتر ، في حين أن المقصود من العبارة يكون اللفظ المستتر وليس الظاهر ، وتنقسم الكناية إلى (كناية عن صفة ، كناية عن موصوف ، كناية عن نسبة) .

أسلوب علم البديع

أما علم البديع ؛ فهو العلم المكمل للعلوم البلاغية السابقة ؛ حيث أن المقصود به هو إضافة اللمسات التحسينية للجمل والعبارات حتى تكون ذات نطقًا موسيقيًا بعض الشيء يطرب الأذن ، مثل :

الجناس

وهو تركيب لغوي يحتوي على كلمتين يكون بينهما تشابه في النطق واللفظ وعدد الحروف في حين أن معنى كل منهما يكون مختلفًا عن الاخر ، وهو ينقسم إلى (جناس تام ، جناس ناقص) .

الطباق

وهو تركيب لغوي يحتوي على كلمتين يكون بينهما تضاد في المعنى مثل الصباح والمساء ، الليل والنهار وهكذا .

المقابلة

والمقصود بهذا الشكل البياني هو وجود تركيب لغوي يحتوي على الكثير من المعاني مع وجود لفظ واحد أو أكثر مضاد ، مثل (اتعب اليوم لتستريح غدًا) .