العلم نور والجهل ظلام .جملة رددها معظمنا في المدرسة ، تباهيا بأننا أصبحنا مؤهلين لتلقي العلم والتعليم. وتحقيق أحلامنا المستقبلة في تحصيل الدرجات العالية والتخرج لنصبح ، أطباء ومهندسين و طيارين. هذه الأحلام التي لم تكن لتولد فينا لولا إدراكنا منذ الصغر لأهمية العلم والتعليم. في مقالنا هذا سنقدم لقرائنا الكرام موضوع تعبير عن أهمية العلم والتعليم.
الفرق بين العلم والتعليم
لتحديد الفرق بين العلم والتعليم، سنستعرض تعريفا لكل منهما على حدا يوضح وجه التباين بين هذه العنصرين. أما العلم فهو البحث في كل ما يرتبط بظواهر الحياة بطريقة منطقية ومنهجية لتحديد المعارف والمفاهيم التي تحدد تفسير الأمور المحيطة بحياة الإنسان. والعلم هو المنهج الدقيق الذي يعتمد الحدس ، والتجارب و البراهين والقياس والملاحظات التي تقود إلى الفهم التام والمعرفة الكلية. وينقسم العلم إلى عدة فروع منها علم الاجتماع والفلسفة والأدب والرياضيات،…
والتعليم، هو فعل تعلم الأشياء من حولنا. إنه يساعدنا على فهم أي مشكلة والتعامل معها بسهولة وتحقيق التوازن في جميع مراحل الحياة وفي كل جانب من جوانبها. التعليم هو أول وأهم حق من حقوق الإنسان، بدون تعليم لا يكون للشخص حياة مكتملة ، فهو يساعد على وضع هدف والمضي قدما من خلال العمل على تحقيقه. ويحسن التعليم المعارف والمهارات ويصقل شخصية المتعلم وزيد من ثقته في نفسه. إنه يمكننا من الناحية الفكرية من التفاعل مع الآخرين.
اليوم العالمي للعلم
يحتفل عالميا بيوم العلم في العاشر من نوفمبر، ويسلط هذا اليوم الضوء على الدور المهم للعلم في المجتمع ، وأهميته الكبيرة في الحياة اليومية من خلال إشراك عدد كبير من الباحثين والعلماء ، للتأكيد على الدور والجهود التي يقومون بها من أجل تطوير العلم والاكتشافات التي تنفع البشرية وتساهم في نموها وتطورها بشكل صحيح ووفقا لأسس علمية.
وتختلف المواضيع العلمية التي تطرح كل سنة في اليوم العالمي للعلم ، حتى كان موضوع أخر دورة له في السنة الماضية 2018 ، ’’العلم بوصفه حقا من حقوق الإنسان‘‘، ومثلت هذا اليوم الذكرى السبعين لإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما قدم المشاركون في اليوم العالمي للعلم سبل تطوير مجال العلوم وطرق الاستفادة من العلم في التنمية.
دور المعلم في البناء
إن أسمى وظيفة على مر العصور هي وظيفة المعلم، فهو الركيزة الأساسية للمتعلم من خلال ما يلقنهم من علم وما يمنحهم من دافعية وحماس لتحسين تلقيهم للمناهج التعليمية بجميع الوسائل والأساليب التعليمية المبتكرة ، التي تحول الصفوف الدراسية إلى بيئة تفاعلية نشطة يتعاون فيها الطلاب مع معلمهم ومع بعضهم البعض فيها على إنجاز الواجبات وإتمام الفروض ، والمشاركة في تحصيل المعلومة وتقديمها.
ولا يقتصر دور المعلم في البناء على تلقين المناهج فقط، بل إن دوره الفعال يمتد إلى كونه مربي ومصلح اجتماعي، يعتبره الطلاب قدوة ويعتمدون عليه في كمساعد لهم على فهم واستيعاب أمور تعليمية وعلمية عديدة . وهو المرشد لهم في كيفية التعلم وإنجاز مختلف المهام والواجبات الدراسية ، وتحقيق النمو الفكري والتعليمي والاجتماعي.
أهمية العلم والتعليم
تظهر أهمية العلم والتعليم بالنسبة للفرد والمجتمع في الدور الذي يقوم به كل منهما وتأثيرهما على مختلف جوانب الحياة. بالنسبة للفرد فإن العلم والتعليم ضروريان لخلق القيم التربوية والأخلاقية التي ترتقي بالأفراد وتأثر على سلوكياتهم وأسلوب حياتهم، وقدرتهم على اتخاذ قرارات صائبة ومدروسة ، ويصبح بفضل العلم والتعليم فردا فعالا قادرا على تقديم آراء بناءة تفيده في حياته الشخصية وتفيد المجتمع من حوله.
أما بالنسبة لأهمية العلم والتعليم للمجتمع، فإن تشكل مجتمع متعلم يقود إلى اختفاء الجهل والتخلف والأمية ويقضي على مظاهر التطرف و جرائم ويزيد من تماسك وترابط أفراده. ويساهم العلم والتعليم في زيادة وعي الشعوب والمجتمعات بواجباتهم وحقوقهم ، وينمي الفكر الثقافي في المجتمع والقدرة على الإطلاع على الحضارات والثقافات المختلفة والتواصل والتعايش معها.
وعلى المستوى الاقتصادي تظهر أهمية العلم والتعليم في ازدهار المشاريع وتوسعها وخلق فرص أكبر للعمل وإشراك أفراد المجتمع في الخطط التنموية من خلال منحهم فرصة إدارة مشاريع صغيرة. ولا يمكن إنكار دور العلم والتعليم في القضاء والوقاية من الأمراض والأوبئة المختلفة ، فبفضل العلم تم اكتشاف علاجات لأمراض مستعصية وساهم التعليم في تثقيف مجتمعات كاملة حول الإرشادات الصحية والوقاية من الإصابة بعدة أمراض.