الدراسة والبحث والفهم الجيد للمشاريع المختلفة قبل الشروع في إقامتها من الأمور الفاصلة في نجاح هذا المشروع وتميزه ، ومن هنا كان لا بُد على كل شخص يسعى إلى إقامة مشروع ناجح ؛ أن يهتم بجميع جوانب هذا المشروع بداية من موقع المشروع مرورًا بجودة وتميز المنتجات وصولًا إلى اتباع استراتيجية صحيحة في تسعير المنتجات أيضًا .
استراتيجيات تسعير المنتج
لا بُد أن تعرف كل شركة مدى جودة كفاءة منتجاتها ومن ثم تحديد شريحة العملاء المستهدفين ، حيث أن بعض العملاء يبحثون عن الجودة المتوسطة مقابل السعر المناسب ، والبعض الاخر يبحث عن الجودة الفائقة بغض النظر عن السعر ، ولذلك ؛ يتم وضع مجموعة من الاستراتيجيات المتعددة التي يجب أن تختار كل شركة ما يناسبها من بينها ، مثل :
استراتيجية التسعير المرتفع
وهنا تقوم الشركة بوضع سعر على المنتج الخاص بها مرتفع عن الأسعار التي تضعها الشركات المنافسة ، وقد وجدت هذه الاستراتيجية صدى جيد خصوصًا في بداية المشروع لأنه سوف يُعطي العميل انطباع بأن هذا المنتج ذو جودة تستحق هذا السعر ، ولكن من أجل نجاح هذه الاستراتيجية ؛ يجب أن تهتم الشركة بتقديم بالفعل منتج جيد ومميز لترسيخ هذا الاعتقاد في ذهن المستهلك ، ولا بُد أن تكون طريقة تغليف المنتج وشكل موقع البيع وغيره من الجوانب التسويقية داعمة بقوة لهذه الفكرة .
استراتيجية اختراق السوق
وهنا تقوم الشركة المنتجة بإغراق السوق بمنتجاته التي تأتي بسعر أقل من أسعار المنافسين ، وعلى الرغم أن تلك الاستراتيجية نجحت بالفعل في جذب العملاء من باقي الشركات ؛ إلا أنها تؤدي إلى بعض الخسارة وانخفاض العائد نوعًا ما في بداية المشروع ، وعندما تتمكن الشركة من فرض اسمها بقوة في السوق ؛ تقوم برفع قيمة سعر المنتج مرة أخرى .
استراتيجية التسعير المنخفض
وهي استراتيجية تعتمد على تقليل تكلفة صناعة المنتج وتقليل تكلفة التسويق أيضًا من أجل تقديم المنتج بسعر أقل ، وهذه الاستراتيجية تناسب أكثر الشركات الكبيرة ذو القدرة على إنتاج أعداد كبيرة من المنتج من أجل تحقيق الربح ، ولكنها لا تمثل خطة جيدة بالنسبة للشركات الصغيرة لأنها لن تتمكن بهذه الطريق من تحقيق ربح .
استراتيجية كشط السوق
وهذه الاستراتيجية قائمة في الأساس على تقديم منتج جديد تمامًا غير موجود في السوق ، حيث تستغل الشركة هذه النقطة في عرض هذا المنتج بسعر مرتفع جدًا ، وعند ظهور منافسين يُقدمون نفس المنتج تبدأ الشركة في تقليل السعر تدريجيًا ، ومن أبرز مميزات هذه الاستراتيجية أنها تُساعد على تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح في المراحل الأولى من المشروع .
استراتيجية التسعير النفسي
تعتمد هذه الاستراتيجية على فهم سيكولوجية المستهلك جيدًا وبالتالي ؛ تقديم تقنيات بسيطة جدًا ولكنها مؤثرة بقوة على نفسية المستهلك ، وعلى سبيل المثال ؛ عند عرض أحد المنتجات بسعر 199 ريال ؛ فهو يُحقق عدد مبيعات أكبر من إذا كان سعر المنتج 200 ريال ، وعلى الرغم أن الفرق ضئيل جدًا ويكاد لا يُذكر ؛ إلا أن الخبراء قد أشاروا إلى أن المستهلك يركز جيدًا على الرقم الأول من السعر وهذا يلعب دور كبير في إقدامه على عملية الشراء .
استراتيجية تسعير الحزمة
وهنا تقوم الشركة ببيع مجموعة من المنتجات معًا بسعر أقل من بيع كل منتج على حدا ، ومن خلال هذه الاستراتيجية يُمكن للشركة أن تقوم ببيع المنتجات الراقدة لديها ، وزيادة قيمة المنتج في نظر المستهلك بأن يدفع سعر أقل لعدد أكبر من المنتجات .
ومن الأمثلة على ذلك القيام بعمل العديد من العروض على حزم المنتجات بمختلف أنواعها ، وفي حالة المطاعم ؛ يُمكن تخصيص يوم محدد لتقديم طبق حلوى بشكل مجاني مع الطبق الرئيسي الذي يطلبه الزائر ، وهنا سوف تُساعد الأرباح على تعويض قيمة تلك الهدايا .
استراتيجية التسعير حسب التكلفة
وهنا تقوم الشركة بتحديد قيمة تكلفة إنتاج المنتج ومن ثم إضافة هامش ربح بقيمة ثابتة ومُحددة على المنتج وهي من أهم الاستراتيجيات المتبعة في الكثير من الشركات .
استراتيجية التسعير التنافسي
وهي تُعني فرض قيمة أقل على سعر المنتجات التي تشبه منتج اخر يُباع بسعر كبير من أجل جذب المستهلكين الذين لا يُمكنهم شراء المنتج مرتفع التكلفة .