يعرف جهاز التحكم عن بعد بأنه عبارة عن هذا الجهاز الذي ينقل ، و يرسل المعلومات ، و الأوامر بالعلاوة إلى التعليمات المختلفة أو المتعددة إلى جهازاً أخر دون وجود أي وسائط مادية مرئية تربط فيما بينهما مثال الأسلاك ، و إنما يتم هذا النقل ، و يتم التحكم عبر الهواء أو الفراغ ، و ذلك يكون بعدة طرق مثال استعمال موجات الراديو أو عبر الأشعة تحت الحمراء .
و تتم عملية جهاز التحكم عن بعد في العديد من الأجهزة ، و التي من أشهرها التلفاز ، و المكيفات الهوائية ، و أنظمة ألعاب الفيديو ، و ما إلى غير ذلك من أجهزة متعددة فقد جعلت أجهزة التحكم عن بعد حياة الإنسان أكثر سهولة بل ، ووفرت له الكثير من الوقت أو الجهد .
كيف أتت عملية اختراع جهاز التحكم عن بعد :- يرجع في الأساس اختراع جهاز التحكم عن بعد إلى الفترة الزمنية الخاصة بأواخر القرن التاسع عشر ففي عام 1849م قام العالم الفيزيائي الشهير أوليفرلودج بعرض نموذجاً يتم فيه التحكم في جهاز الجلفانوميتر (جهاز قياس التيارات الصغيرة) دون أسلاك .
و قد تم تحسين هذا النموذج فيما بعد على يد عدداً من العلماء إلى أن جاء عام 1898 م ، و عرض العالم نيكولا تيسلا نموذجاً لتحريك القوارب عن بعد باستعمال الموجات الخاصة بالراديو ، و في خلال عام 1903 م جرى تصميم رجلاً ألية تعمل عن بعد بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية المبعوثة له ، و في خلال الثلاثينات من القرن العشرين بدأت عملية تصنيع جهاز التحكم عن بعد المعروف حالياً .
أنواع الموجات :- يتم تقسيم أجهزة التحكم عن بعد على حسب نوع الموجات المستعملة ، و التي تقسم في الأصل إلى نوعين :-
النوع الأول :- الأشعة تحت الحمراء :- تلك الأجهزة التي تعمل عن بعد باستعمال الأشعة تحت الحمراء ، و يتم استخدام هذا النوع من اجهزة التحكم في التلفاز ، و أجهزة الاستقبال ، و هو يختلف بشكل كبير عن أجهزة التحكم التي تستخدم الموجات الخاصة بالراديو ، و ذلك راجعاً إلى كونه يلزم تشكيل خط مستقيم فيما بين الجهاز المرسل (جهاز التحكم) ، و اللاقط الخاص بالجهاز المستقبل ، و ذلك لأن الأشعة تحت الحمراء هي في الأصل عبارة عن ضوء ، و من خصائص الضوء المتعارف عليها هي أنه يسير في خطوط مستقيمة .
النوع الثاني :- أمواج الراديو :- تلك أجهزة التحكم التي تعمل عن بعد باستخدام أمواج الراديو ، و بالطبع لكل منهما استخداماتها المحددة ، و يعد البلوتوث بالإنجليزية مثالاً على أمواج الراديو المستعملة في أجهزة التحكم عن بعد هذا بالإضافة إلى الموجات الأخرى ، و التي يمكن استخدامها أو تطويرها إذ يختلف جهاز التحكم المستعمل في هذه الأمواج عن الذي يستخدم الأشعة تحت الحمراء .
و ذلك راجعاً إلى كونه لا يتطلب أن يشكل المرسل ، و المستقبل خطاً مستقيماً بين بعضهم من أجل إتمام عملية الإرسال ، و الاستقبال فأمواج الراديو لا تسير على شكل خطوط مستقيمة ، و ذلك يرجع إلى كونها في الأصل موجات ، و لهذا السبب فإنه يتم استعمال هذا النوع من أجهزة التحكم في هذه الأجهزة التي يكون من الصعب فيها توجيه جهاز التحكم بشكلاً دقيقاً باتجاه الجهاز المستقبل ، و مثال على هذا تفعيل أجهزة الإنذار .
كيفية عمل جهاز التحكم عن بعد :- تختلف ألية العمل الخاصة بجهاز التحكم عن بعد ، و ذلك تبعاً لنوع الموجات المستخدمة بها ، و لكن النتيجة واحدة في النهاية ألا وهي باختصار تحويل الأوامر الرقمية المراد إرسالها إلى الموجة المشتركة فيما بين الجهاز المرسل (جهاز التحكم عن بعد) ، و الجهاز المستقبل .
بالنسبة لأجهزة التحكم التي تعمل بالأشعة الحمراء :- تتكون الرسالة الرقمية المرحلة من قبل جهاز التحكم من شفرة ثنائية تستعمل النظام الثنائي لتمثيل الأرقام ، و الذي يشكل شكل الرسالة المرسلة ، و المقسمة إلى أجزاء إذ عادةً ما يكون أول جزء فيها هو الممثل لشفرة البداية للإرسال أما في وسط الرسالة فتوجد الأوامر ، و المعلومات المصاحبة لها هذا بالإضافة لشفرة التعريف للجهاز المستقبل أو الشفرة المشتركة فيما بين المرسل ، و المستقبل ليتمكن الجهاز المستقبل من تمييز جهاز التحكم الخاص به فقط ، و تنتهي الرسالة بشفرة انتهاء لتبين انتهاءها ، و أحياناً يختلف شكل الرسالة تبعاً لمعايير الشركة المصنعة لها ، و لكن معظمها عادةً ما يعمل بتردد 38 كيلو هيرتز .
بالنسبة لأجهزة التحكم التي تعمل بأمواج الراديو:- إن الألية الخاصة بعمل أجهزة التحكم عن بعد ، و التي تعمل باستعمال أمواج الراديو لا يمكن القيام بحصرها في طريقة عمل واحدة فقط ، و ذلك يرجع إلى أن نوه الموجه الراديوي المستخدم في جهاز التحكم يختلف من جهازاً إلى أخر فبعضاً من الأجهزة فيها تستعمل أمواج البلوتوث ، و أخرى قد تستعمل أمواج الزي ويف ، و ما إلى غير ذلك من موجات يمكن استخدامها في خلال عملية التصنيع .
حتى أنه من الممكن للشركات المصنعة أن تقوم باستعمال أمواج راديوية نابعة من تطويرها الخاص ، و بالتالي فهي تعمل على حسب معاييرها ، و في الموجات الرادوية يتم إرسال الرسالة على شكل سلسلة من الذبذات ، و التي تحمل المعلومات ، و الأوامر المراد القيام بتنفيذها على الجهاز المستقبل .