حاول قادة سلطنة عمان على مر الزمان توطيد أصول و قواعد الحكم فيها و من بين هؤلاء القادة  سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي أشهر قادة السلطنة الذين حاولوا توحيد البلاد و القضاء على الفتن و الشائعات و سوف تطلعك السطور التالية لهذه المقالة على أهم أعماله .

أولاً من هو سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي ..؟ هو ثالث حكام سلطنة عمان و ابن مؤسس الدولة البوسعيدية في عمان و هو أخ ثاني حكام السلطنة ،و هو أيضاً ثالث مؤسس لقبيلته و اتسم حكمه بالاستقرار .

ثانياً أشهر أعمال سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي .. اهتم سلطان بن أحمد في بداية حكمه بالجبهة الداخلية فعمل على توحيد البلاد ،و تحصينها فقام ببناء قلعة ضحمة على أرض الرواية و بنى أيضاً قصر واسع بمسقط و تلك القصر هو بيت العلم الذي اتخذه مقراً له ،و رأى أنه من الضروري القضاء على الفتن و الشائعات التي تسببت في انهيار الحكم خاصة أن في تلك الفتن قد انتشرت منذ عهد الإمام سعيد بن أحمد ،و عمل على نشر الأمن في أنحاء البلاد ،و حاول جاهداً أن يستعيد هيبة الدولة من جديد  و كل هذه الأعمال مكنته من توطيد حكمه في الداخل ثم اتجه إلى خارج السلطنة ساعياً وراء استعادة الأملاك التي فقدتها السلطنة فتمكن من استرداد جزر قشم ،و هرمز ،و البحرين و تلك الخطوات مهدت له الطريق للتخلص من خطر الوهابين الذين تمكنوا مسبقاً من غزو السلطنة و التحالف مع أهل البحرين لكن سرعان ما تخلص منهم و استعاد نفوذه على البحرين و حاول تأمين حدوده الخارجية ليضمن الأمن و السلامة لأهل البلاد فسيطر على المواني الهامة مثل مواني ساحل مكران ،و ميناء شهبار ،و جوادر ،و ميناء بندر عباس و بذلك تمكن من زيادة قوة البحرية العمانية و يذكر التاريخ أن عدد سفن أسطول السلطنة عهده وصل إلى حوالي 500 سفينة و في عام 1800 ميلادياً تمكن سلطان بن أحمد من حماية السفن التجارية الموجودة في منطقة الخليج العربي و قام أيضاً بحماية أهل البحرين الذين استعانوا به ليقضي على الغزو الفارسي و بالفعل لم يتأخر عن مساعدتهم فأرسل إليهم حملة بحرية بقيادة ابنه سالم و انتهى الغزو الفارسي هناك بفضل سلطان بن أحمد .

ثالثاً اتفاقية سلطان بن أحمد مع الأنجليز عام 1789 ميلادياً … اتسم سلطان بن أحمد بذكائه الشديد و خوفه على بلاده  فقد علم بالخلاف القائم بين فرنسا و إنجلترا في مياه المحيط الهندي و رأى أن كل من انجلترا و فرنسا تسعى نحو توطيد علاقتها بالسلطنة لتصبح جبهتها أقوى من الطرف الآخر فحاول جاهداً أن يستفيد من تلك الخلاف لصالح السلطنة فوافق على عقد اتفاقية مع الأنجليز من أبرز نتائجها أن تقبل السلطنة بوجود ممثل بريطاني بها لأول مرة عام 1800 ميلادياً و في الوقت نفسه حرص على الأستفادة من الفرنسين فقام فارتبط بهم بعلاقات تجارية في جزيرة موريشيوس و دعا أصحاب السفن العمانية إلى المحافظة على علاقتهم بالفرنسيين و عدم مقاطعتهم  و بذلك تمكن سلطان بن أحمد من تأمين منطقة الخليج من النفوذ البريطاني و الفرنسي و تخلص من أطماعهم الاستعمارية .

رابعاً وفاة سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي .. بعد مشوار طويل قضاه في توطيد حكم السلطنة داخلياً ،و خارجياً قتله رجل من رجال القواسم من رأس الخيمة و ذلك في عام 1207 هجرياً و تولى الحكم من بعده أخيه بدر .