من المعروف عن الناشطة الكويتية ” سارة الدريس ” بأن تصريحاتها دائما ما تكون محل إثارة للجدل ، وتشهد تغريداتها استهجان العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد أثارت مؤخرا جدلا كبيرا حول تغريدات أطلقتها يوم الإثنين 2/10/2015 اعتبرها الكثير من المغردين إساءة بالغة للنبي عليه الصلاة والسلام .. فمن هي سارة الدريس المثيرة للجدل وما حقيقة تغريداتها الجريئة ؟ .. إليكم التفاصيل كاملة أدناه .

من هي سارة الدريس ؟
سارة الدريس ، ناشطة كويتية ومعارضة سياسية ، ولدت في عام 1987 ، تعمل معلمة في وزارة التربية والتعليم بالكويت ، عرفت في بداياتها ككاتبة روائية بعد أن أصدرت أول رواية تكتب باللهجة الكويتية العامية تحت عنوان ” إلى جرحي الحبيب مع التحية ” وأثارت الرواية جدلا واسعا لجرأتها في طرح قصة لحياة امرأة كانت على علاقة بشاب اكتشفت بأنه يفوقها سننا ومتزوج من أخرى ينتهز مشاعرها ويستغلها ، وقد تناولت الدريس في روايتها نماذج متعددة من العلاقات التي وصفها البعض بالجريئة واستنكرها النقاد والجمهور ، وواجهت حملة شرسة ضد روايتها واتم اتهامها بأنها ضد الدين .

أول سجينة رأي :
اشتهرت سارة الدريس بتصريحاتها وتغريداتها الجريئة التي يعتبرها الكثيرين بأنها تتعدى حدود الأدب واللياقة ، فكانت أولى تصريحاتها التي دفعت ثمنها غاليا هي تغريدات معارضة ومحرضة ضد النظام الكويتي وحكومته ، فأصدرت المحكمة حكما بسجنها لمدة سنة وثمانية أشهر مع الشغل والنفاذ في عام 2013 بتهمة المساس بالذات الأميرية بسبب تغريدات لها نشرتها على حسابها الشخصي في تويتر تفوق الـ 47 تغريدة ، واتهمت أيضا بمشاركتها لمسيرة تظاهرية معارضة للنظام الكويتي ، ثم صدر حكم بإطلاق سراحها بعد أن أصدر أمير الكويت عفوا أميريا لصالحها .

تباينت ردود الأفعال حيال الحكم الذي صدر في حقها بالسجن ما بين معارض ومؤيد ، فالمعارض اعتبرها سجينة رأي ولا يجوز سجنها لمجرد أنها معارضة تعبر عن رأيها ، ويذكر أنه من ضمن الانتقادات التي توجهت للسلطة إثر سجنها هي منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان ، حيث عبر نائب المدير التنفيذي للشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش بأنه كان الأجدر من الحكومة أن تسامح عن هذا النوع من النقد لها وليس من حق أحد أن يلاحق الأشخاص الذين يتجرأون على التعبير عن رأيهم .

أما مؤيدي الحكم فاعتبروا أن هذا هو جزاءها على ما تصرح به من تغريدات محرضة ومعارضة ضد السياسة الكويتية ، واعتبرها البعض بأنها تستحق أكثر من ذلك لمحاولتها للتحريض على زعزعة الأمن الوطني وقلب الحكم بحجة أنها تعبر عن رأيها .

سارة الدريس تسيء للنبي عليه الصلاة والسلام :
لم تتوقف سارة الدريس عن تغريداتها المثيرة للجدل ، فلم تكتفي بتحريضها على النظام الكويتي بل تعدت ذلك بكثير ووصلت إلى خطوط حمراء لا يجب السكوت عنها ، فهي تعدت حدودها إثر تغريدة أساءت بها وبشكل مباشر إلى نبي الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حين قالت في تغرديتها ” قتل أبوها وزوجها وأخوها وتم الدخول بها بنفس اليوم و دون حتى أن يستبرأ رحمها ” ! إشارة منها إلى زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام ” صفية بنت محيي ” رضي الله عنها ، ولم تكتف أيضا بهذه التغريدة بل ذكرت في تغريدة أخرى قائلة ” في ظل كل وسائل التوثيق الموجودة الآن من كتابه وتصير نجد الكثير من الكذب والتدليس والاشاعات فكيف بالتاريخ المعتمد على النقل والأقاويل!! ” ، وفي تغريدة ثالثة وصفت نبينا عليه الصلاة والسلام بالداعشي حيث أذرفت قائلة ” لو تقرأ فقط قصة صفية بنت حيي ستعطيك نظرة حقيقية عن الدعشنة .. وعذرا على الدرعمة ” .تغريدات سارة الدريس المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام

ردود الأفعال :
أثارت هذه التغريدات موجة غضب عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد استهجن المغردين تصريحات الرديس وطالب معظمهم بضرورة عقابها على هذه التغريدات ، واعتبرها البعض بأنها روبيض إثر تعرضها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وعرضه ، وقد أطلق هاشتاق بعنوان ” #ساره_الدريس_تسيء_الي_النبي ” واستمر متصدرا لأعلى التريندات في السعودية ودول الخليج لساعات طويلة . ومن جانب آخر فقد أعلن بعض المحامين في الكويت أنهم في صدد رفع قضية ضد سارة الدريس من بينهم المحامي مجبل الشريكة ، يتهمونها  بالإساءة لمقام النبي من خلال تغريداتها المذكورة أعلاه .

رد سارة الدريس على الهجوم ضدها :
يبدو أن سارة الدريس لم تتحمل هذا الكم الهائل من الهجوم الذي تعرضت له منذ أن نشرت هذه التغريدات ، فبعد أن شعرت من خطورة عواقب تغريداتها عليها ، بادرت بالاعتذار موضحة بأنه لم يكن قصدها الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام ، بل أنها تعترض الروايات التي تنقل عنه عليه الصلاة والسلام والتي يشكك في صحتها ، واتهمت بعض رجال الدين الذين ينقلون روايات خاطئة ، فيما أعربت أن هناك العديد من المشايخ الذين يعترضون على صحة بعض الروايات المنقولة معتبرة بأن هذا ليس قرآن ولذلك يجب وضعه تحت البحث والنقد ، حيث ردت قائلة في تغريدتها ” إن أخطأت زللا وسهوا فإن الله وحده موكل بالعفو والمغفرة .. أتوجه له وحده بالسماح والقبول ” ، وفي تغريدة أخرى قالت ” أعتذر لكل من أساء الفهم عالما وجاهل النوايا لا يعلمها إلا الله ووحده موكل بالحساب وما كان ذلك إلا تنزيها لمقام الرسول من بعض النقل .. وشكرا ” ، وفي المقابل أيضا صرحت بأن مصادرها هي صحيح مسلم والبخاري والسيرة النبوية لابن هشام حيث قالت فيت تغريدتها ” بالمناسبة يا قوم مصداري ” صحيح مسلم والبخاري والسيرة النبوية لابن هشام ” وكولوا موجود مش من جيبي ولا من قوقل ولا كلام الدرافت من احد الوعاظ ” .