يوميا ، نسمع عن عشرات الحوادث المرورية في الكويت ، على الرغم من توفر كافة الإمكانيات والقواعد اللازمة في جميع شوارع مناطق الكويت ، إلا أنه مازال الشعب الكويتي يعاني من كثرة الحوادث المرورية ، تعود لعدة أسباب من أهمها استهتار السائقين ومخالفتهم لأهم قواعد المرور وعدم الالتزام بها ، والسرعة الزائدة عن الحد الطبيعي التي تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى كوارث بشرية ومادية قد لا يتصورها عقل ، فللأسف الشديد هؤلاء السائقين المتهورين هم أول الناس الذين يتعرضون لمخاطر جسدية ومادية وغالبا ما يدفعون ثمن استهتارهم وتهورهم حياتهم وحياة مرافقيهم ناهيك عما يتسببوا به من إزهاق أرواح لا دخل لهم في انعدام المسئولية التي يتسم بها السائق المتهور .
فالكويت تم تصنيفها في المرتبة الثالثة عالميا من أصل 193 دولة في عدد الوفيات جراء حوادث الطرق والمصادمات ، حيث شهدت نسبة الوفيات بسبب الحوادث المرورية في الكويت حوالي 7.9% من إجمالي وفيات الكويت لأسباب أخرى وذلك وفقا لتصنيف جامعة ميشغين الأمريكية التي أجرت دراسة عالمية حول أسباب الوفيات نتيجة الحوادث المرورية في عام 2014 ، وبالطبع ، فهذه النسبة قد تكون أعلى في عام 2015 مما يدق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة التي أصبحت تروع المواطنين خوفا من فقدان أعز ما يملكون بسبب حوادث مستهترة يقوم بها البعض وبالأخص الشبان الذين يعتقدون بأن السرعة في قيادة السيارة هي مهارة عالية يتفاخرون بها بين أصدقائهم ، وكذلك في سائقي الشاحنات الكبرى الذين لا يأبهون بطرق الأمن والسلامة لحمايتهم وحماية من حولهم من السيارات ، فيعتقدون بأنهم يقودون سيارة سباق وليس شاحنة محملة بأطنان البضائع إذا أسرع أحدهم ولم ينتبه إلى الطريق يؤدي إلى مأساة يذهب ضحيتها العديد من الأرواح .
وفي صباح يوم الثلاثاء 10/11/2015 ، شهدت الكويت واحدة من القصص المروعة لحادث مرور حدث على طريق الملك فهد ، فلنتعرف على تفاصيل الحادثة المأساوية التي راح ضحيتها شابات في زهرة شبابهن .
تفاصيل الحادث :
وقع حادث مروع لانقلاب شاحنة نقل نيتروجين على طريق الملك فهد من جهة النويصيب وقبل جسر الوفرة ، حيث كانت الشاحنة المخصصة بنقل النيتروجين عند بوابة ميناء الشعيبة الشمالي ، انقلبت عند مدخل البوابة مما أدى إلى تحطم سيارة أخرى وانقسامها إلى ثلاثة قطع كان بداخلها ثلاث شابات كويتيات لم يتم ذكر أسمائهن سوى أحرف مختصرة منها وهن ( أ م ) من مواليد عام 1990 ، و ( م ب ) من مواليد عام 1996 ، و ( ن ف ) من مواليد عام 1997 ، وقد توفيت المواطنات الثلاث على الفور ، مع العلم بأن سائق الشاحنة لم يصب بأي إصابة ولله الحمد .
عمليات الإنقاذ :
تسارعت دوريات الأمن وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل الوفيات ، ورجال إطفاء مركز أم الهيمان وميناء عبدالله ، وقد تم نقل الشاحنة إلى حاملة أخرى .
مواقع التواصل الاجتماعي :
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فور سماع خبر الحادث ، حيث انطلق هاشتاق #حادث_الملك_فهد ، الذي استمر حتى تاريخ كتابة هذا المقال لأعلى التريندات تداولا في الكويت ودول الخليج ، وانهالت التغريدات بطلب الرحمة والمغفرة للشابات وداعين لذويهن بالصبر والسلوان ، وبعض المغردين طالب النشطاء بعدم نشر صور لأي من جثث الوفيات الثلاث حفاظا على حرمة أرواحهن ، ومراعاة لذويهن .