اللّغة العربيّة هي من اللّغات العالميّة والأكثر انتشاراً بالعالم، وتعتبرُ هي من إحدى اللّغات المُعتمدة بالأمم المُتّحدة، كما إنها تعتبر اللّغة الأولى بمناطق بلاد الشّام المختلفة، وبلاد شبه الجزيرة العربيّة، ومنطقة شمال أفريقيا، وساهم ذلك الانتشار الواسعُ للّغة في تصنيفها كواحدةٍ من أهم اللّغاتِ التي يسعى العديدُ والعديد من الطُلّاب لدراستها، وخصوصاً من غير الناطقيّن بها؛ وذلك من أجل التعرّفِ على جمال الكلمات بها.

تعتبر اللغة العربية من اللّغات التي ظلّت محتفظة بقواعدها اللغويّة حتّى ذلك الوقت؛ لأنّها اللغة الخاصة بالإسلام وبالمسلميّن وهي لغة القرآنِ الكريم، ونجد أن الثّقافة العربيّة غنيّةٌ بالعديد من المُؤلّفات المختلفة، سواءً كانت الأدبيّة، أو العلميّة، أو غيرها، والتي تم كتابتها بِاللُغَةٍ العربيّة الفصيحة، ويصلُ عدد إجماليُّ الحُروفِ باللّغة العربيّة إلى ثمانيّة وعشرين حرفاً.

أهميّة اللّغة العربيّة

إنّ للّغة العربيّة ذات أهميّةً كبيرةً في الثّقافة وأيضاً التّراث والأدب العربيّ؛ لأنّها تُعتَبر بمثابة جزءاً من الحضارة العربيّة، والآتيّ يمثل مجموعة من النّقاط التي تُلخّص الأهميّة القصوى للّغة العربيّة:

-تعدُّ اللّغة العربيّة من أهم اللّغات الإنسانيّة الساميّة العريقة، والتي ما زالت تحافظ على تاريخها اللغويّ و بقواعدها الخاصة بالنحو منذ قديم الزّمان.

-تُعتبر اللّغة العربيّة هي لغة العديد من الشّعوب المختلفة والقبائل، مثل ثمود، وعاد، والعديد، وساهم ذلك في انتشارها بالجزيرة العربيّة وفي بلاد الشّام.

-إنّ اللّغة العربيّة هي اللغة الخاصة بدين الإسلام، والقرآن الكريم، والسنة النبويّة الشّريفة، وذلك ساهم بتعزيز كل من قيمتها ومكانتها لدى العرب والمسلمين.

-ساهمت اللّغة العربيّة بنهوض بالعديد من الحضارات، وخاصة الأوروبيّة، ممّا أدّى لتشجيع الأوروبيّين لتعلُّمها والسعي لفهمها للتعرّف على حروفها وكيفية بناء كلماتها.

-تتميز اللّغة العربيّة بخصوصيّةٍ لغويّةٍ فبذلك تكون رائدة عن اللّغات العالميّة الأُخرى، والتي تظهر ببيانها ووضوح المفردات بكلماتها.

-تَستخدَم العديد من الكلمات العربية في اللّغات الساميّة كلماتٍ، ممّا ساهم بتعزيز التّقارب بين كل من اللّغة العربيّة واللّغات العالميّة الأُخرى.

خصائص اللّغة العربيّة

تتميّز اللّغة العربيّة عن اللّغات العالميّة بمجموعةٍ من الخصائص المميزة وهي :

الأصوات: وهي من المُميّزات الأساسيّة للّغة العربيّة؛ إذ يُعتَبر النظام الخاص بالنّطق فيها من أهمّ الأنظمة المميزة بالكلام اللغويّ، فيتم استخداَم اللّسان، وأيضاً الحلق، والحنجرة بغرض نطق الحروف والكلمات وفق أصواتها المختلفة، وتُقسَم الأصوات باللّغة العربيّة إلى مجموعة أقسام هي: أصوات الإطباق، وأصوات الحنجرة، والعديد غيرهم.

المُفردات: وهي الكلمات التي تتكوّن اللّغة العربيّة منها، ويُصنَّف المعجم اللغويّ الخاص بها بأنّه أكثر المعاجم اللغويّة الغنيّة بالعديد من المفردات والتّراكيب؛ فهو يحتوي على ما يتعدى مليون كلمة، وتُعتبر المفردات الأصليّة باللّغة العربيّة هي بمثابة جذور ثلاثيّة للكلمات المختلفة الأخرى، فينتج كل جذر لغويّ العديد تشكيلة مختلفة من الكلمات والمُفردات.

اللّفظ: هي الطّريقة التي يتم بها نطَق كلمات اللّغة العربيّة، وتُلفَظ الكلمات المختلفة بالاعتماد على استخدام الحركات اللغويّة، ويُطلق عليها مصطلح التّشكيل، يتغيّر اللّفظ الخاصّ بكلّ كلمة وفق طبيعة تشكيله؛ أيّ الحركات المكتوبة بالحروف، كما أنّ اللّفظ يضم التّهجئة الخاصّة بالحروف، والتي يتعلّمها كلّ فرد يُريد تعلّم اللغة العربيّة؛ لكي يسهُل عليه فهمها وتدبرها، والتّعامل مع كافة كلماتها وجُملها بشكل صحيح.

الصّرف: هو الأسلوب الأكثر ارتباطاً بالمُفردات؛ إذ يعتمد على نظام الجذور الخاصة بالكلمات والتي تكون ثلاثيّةً غالباً، وقد تُصبح رباعيّةً ببعض الأحيان، كما تتميّز اللّغة العربيّة عن اللّغات الأُخرى بوجود صيغٍ مختلفة للكلمات الخاصّة بها، فمُمكن تحويل الكلمة المُفردة إلى مُثنّى، وإلى جمع، وغيرها من الآليات التي تستخدمها اللّغة العربيّة بتصنيف الكلمات.

النّحو: هو أساس العبارة في اللّغة العربيّة، ويتم تقسيم الجُملُ العربيّة لنوعين، وهما: الجُملة الاسميّة، والجُملة الفعليّة، وكل نوع من تلك الجُمل له أُسس وقواعدُ نحويّة مختلفة يجب استخدامها أثناء كتابتها وصياغتها حتّى تُساهم بنقل الأفكار الخاصّة بها، ونجد أن النحو يعتمد أيضاً باللّغة العربيّة على استخدام مجموعة مختلفة من الأدوات التي تعمل على الَربط بين الجُمل، مع استخدام العديد من الوسائل الأُخرى والتي تُحافظ على سلامة مَبناها؛ ولهذا السبب تُصنّف اللّغة العربيّة كواحدةٍ من أهم اللّغات التي تَحتفظ بالنظامٍ النحويٍّ خاصّ بها، ويُساعد بإعراب جُملها وفي بيان طُرق كتابتها.

الاهتمام العالميّ باللّغة العربيّة

بدأ الإهتمام العالميّ بللّغة العربيّة يظهر في مُنتصف القرن العشرين الميلادي، وتحديداً عام 1948م عندما قرّرت مُنظّمة اليونسكو أن تعتمد اللّغة العربيّة كثالث لغةٍ رسميّة تابعة لها بعد اللّغة الإنجليزيّة واللغة الفرنسيّة، وبعام 1960م تمّ الاعتراف بشكل رسمي في دورة اللّغة العربيّة بجعل المنشورات العالميّة العربية هي الأكثر تأثيراً، ونجد إنه في عام 1974م عُقِدَ المُؤتمر الأوّل الخاص باليونسكو ومتعلق باللّغة العربيّة بناءً على مجموعةٍ مقدمة من الاقتراحات تبنّتها عدد من الدّول العربيّة، وأدّى ذلك لاعتماد اللّغة العربيّة كواحدة من أهم اللّغات العالميّة التي تُستخدم بالمُؤتمرات الدوليّة.

تحدّيات تواجه اللّغة العربيّة

توجد مجموعة مختلفة من التّحديات التي تُواجه اللّغة والتي تُؤدّي إلى وجود العديد من العوائق أمام هذا التقدّم الذي تشهده، فنجد من أهمّ تلك التّحديات:عدم اهتمام أغلب مجالات البحث العلميّ باستخدام اللّغة العربيّة كلغةٍ أولى بالأبحاث الأكاديميّة، ممّا أدّى إلى عرقلة التطوّر اللغوي بشكل كبير.

قالوا عن اللغة العربية

الإمام الشافعي : ” فإذا كانت الألسنة مختلفة بما لا يفهمه بعضهم عن بعض، فلا بد أن يكون بعضهم تبعًا لبعض، وأن يكون الفضل في اللسان المتبع على التابع. وأولى الناس بالفضل ، في اللسان من لسانه لسان النبي. ولا يجوز – والله أعلم – أن يكون أهل لسانه أتباعًا لأهل لسان غير لسانه في حرف واحد “

المستشرق الفرنسي ماسينيون: ” باستطاعة العرب أن يفاخروا غيرهم من الأمم بما في أيديهم من جوامع الكلم التي تحمل من سمو الفكر وأمارات الفتوة والمروءة ما لا مثيل له “

أبو منصور الثعالبي : ” من أحب الله – تعالى  أحب رسوله محمدًا صلّ الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه ؛ اعتقد أن محمدًا صلّ الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة ؛ إذ هي أداة العلم، ومفتاح الثقة في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد .

ابن قتيبه : ” وإنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره واتسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب، وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات. فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة، والبيان، واتساع المجال ما أوتيته العرب خصيصى من الله لما أرهصه الله في الرسول صلّ الله عليه وسلم وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب “