يعد المفعول المطلق هو أحد المفاعيل الخمسة، ويعد المفعول المطلق مصدر منصوب يأتي بعد الفعل الذي استقي منه، ويؤدي إلى غرض من ثلاث أغراض إما تأكيد حدوث الفعل المستقى منه، أو بيان نوع عامله أو بيان عدد حدوثه.
تعريف المفعول المطلق
كما قلنا أنه من أحد المفاعيل الخمسة وهو مصدر للفعل الذي يستقي منه لكي يؤكده مثل قوله تعالي في سورة النساء آية 164 (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (164)) تكليماً هنا مفعول مطلق أتي كي يؤكد تكليم الله سبحانه وتعالي لنبيه موسي عليه السلام.
يأتي المفعول المطلق لكي يبين نوع عالمه وهو المفعل المستقي منه مثل: سرت سير العقلاء، ويأتي المفعول المطلق لكي يبين عدد حدوث عامله مثل القول: ركعت ركعة، لا يثني المفعل المطلق المؤكد لعامله، أما المفعول المطلق الذي يبين نوع عامله يمكن تثنيته وجمعه ولكن في حدود ضيقة، والمفعول المطلق المبين لعدد عامله من الممكن أن يثني ويجمع فهذه طبيعته.
أمثلة على المفعول المطلق
إن التعرف على المفعول المطلق والتفرقة بينه وبين المفاعيل الأخرى وطريقة استخدامه في الكتابة سهل للغاية بمجرد التعرف على تعريفه الذي شرحناه في السابق، ولكن الأمر لا يتوقف على هذا، فهناك امثلة على المفعول المطلق من القران الكريم والأحاديث الشريفة والشعر العربي، لنضع أيدينا على العديد من الأشكال والطرق التي يأتي بها المفعول المطلق.
أمثلة على المفعول المطلق من الشعر العربي
وردة العديد من الأمثلة في الشعر العربي على المفعول المطلق وبأنواع مختلفة:
-قال قيس بن الملوح:
أَشَوقاً وَلَمّا يَمضِ لي غَيرُ لَيلَةٍ….. رُوَيدَ الهَوى حَتّى تَغِبَّ لَيالِيا
كلمة شوقاً هنا في أول البيت هي مفعول مطلق عن فعل غائب، وهو ما يطلق عليه مفعول مطلق نابَ عن فعله، ويسمي أيضاً مصدر نائب عن فعله، حيث أن التلفظ بالمفعول المطلق النائب يغني عن ذكر الفعل الأصلي.
-“تَمَلّكَهَا الآتي تَمَلُّكَ سَالِبٍ ** وَفارَقَهَا المَاضِي فِراقَ سَليبِ”، تملك هنا تعرب مفعول مطلق.
– “لا تَكْثُرُ الأمواتُ كَثرَةَ قِلّةٍ ** إلاّ إذا شَقِيَتْ بكَ الأحْياءُ”، كثرة هنا تعرب مفعول مطلق.
– “إنّي دَعَوْتُكَ للنّوائِبِ دَعْوَةً ** لم يُدْعَ سامِعُهَا إلى أكْفَائِهِ”، دعوة هنا تعرب مفعول مطلق.
أمثلة على المفعول المطلق من القران الكريم
-قال الله تعالى “وَكَلَّمَ اللُّه موسَى تَكْلِيماً” (النساء/ 164)
ـ وقال تعالى: {وَرَتِّلْ، القْرْآنَ تَرْتِيلاً} (المزمل/ 4).
ـ وقال تعالى: {إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسْلَيماً} (الأحزاب/ 56)..
ـ وقال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعامِهِ، أنَّا صَبَبْنا الماءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الأرْضَ شَقّا} (عبس/ 24-26). .
– وقال تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (الإسراء/ 16)
ـ وقال تعالى: {الـزَّانِيَـةُ والـزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِـدٍ مِنْهُـمَا مِائَـةَ جَلْدَةٍ} (النور/2).
– وقال تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} (الحاقة/14).
– وقال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} (الفتح/1)
– وقال تعالى: {يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} (محمد/20)
– وقال تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} (الذاريات/1)
ـ وقال تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى} (الأحزاب/ 33).
ـ وقال تعالى {يا أَيَّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْراً كثيراً} (الأحزاب/41).
-وقال تعالى {والله أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ نَبَـاتـاً، ثُمَّ يُعِيـدُكُمْ فِيهَـا وَيُخْـرِجُكُمْ إِخْرَاجاً} (نوح 17- 18).
ـ وقال تعالى {وَتأكلُونَ التُّرَاثَ أكلاً لمَّا، وَتُحِبُّونَ المَالَ حُبَّاً جَمًّا} (الفجر 19- 20)..
ـ وقال تعالى {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً} (سورة نوح/9).
أمثلة على المفعول المطلق من الأحاديث الشريفة
في الحديث النبوي الشريف: ورد في قول رسول الله صل الله عليه وسلم “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، أن أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، أن أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له.”، كلمة عجباً في أول الحديث هي مفعول مطلق لفعل محذوف.