تذخر المملكة العربية السعودية بالكثير من الموارد النفطية التي كانت وما زالت تعتبر من ركائز الإقتصاد السعودي ولذا أعطت القيادة الرشيدة والجهات التنفيذية متمثلة في الحكومة إهتماما بالغا بحقول النفط التي تعتد من كنوز الأرض التي وهبها الله للمملكة و أهلها و سوف نستعرض الآن واحدا من أهم حقول النفط بالمملكة العربية السعودية وهو حقل شيبة النفطي العملاق الذي يوجد في صحراء الربع الخالي حيث تم إرسال رحلات بحثية إستكشافية من فريق من العلماء الجيلوجيين لعمل الأبحاث العلمية اللازمة للحقل .
تاريخ حقل شيبة
إنه في 1998ميلاديا بداية إنتاج البترول من حقل شيبة البترولي العملاق بواسطة شركة أرامكو السعودية و في عام 2003 ميلاديا طرحت المملكة العربية السعودية أمام الشركات العالمية فرصاً استثمارية للتنقيب عن الغاز غير المصاحب و إستغلاله في الربع الخالي ، و تبلغ الطاقة الإنتاجية لمعمل الإنتاج المركزي في حقل الشيبة خمسمائة ألف برميل في اليوم الواحد ، و في عام 2008 ميلاديا بلغت الطاقة الإنتاجية حوالي سبعمائة وخمسون ألف برميل في اليوم الواحد ، و يبلغ الإحتياطي النفطي بالحقل نحو خمسة عشر بليون برميل من الزيت الخام و خمسة وعشرون تريليون متر مكعب من الغاز و يوجد خط أنابيب يمتد من حقل الشيبة الى بقيق بطول 640 كيلو متر.
قصة اكتشاف حقل شيبة
يقع الحقل النفطي العملاق ( حقل شيبة ) في جهة الشرق من صحراء الربع الخالي و تلتف حوله سلسلة من الكثبان الرملية (الهلالية) الضخمة التي تمتاز بإرتفاعها الذي يقدر بحوالي مائتي متر فوق مستوى سطح البحر وكذلك تشابكها ، كما تنتشر حوله الكثير من السبخات مشكلة دوائر كبيرة ، ولقد وصل الفريق العلمي المشارك في الرحلة الاستكشافية للربع الخالي حقل شيبة وكانت الرحلة شاقة للغاية ، فقد قطع الفريق خلالها مسارا وعرا شديد الخطورة خلال العديد من الكثبان الرملية والسبخات حيث لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين ممن قطع ذلك الطريق أنهم سيجدون أي معالم للحياة هناك ، ومن بين الكثبان الرملية إذ بمدينة ضخمة تظهر فجأة تضيئ بأنوارها كالجوهرة وسط الرمال لتبدد كل التوقعات وترسم صورة أخرى للحياة في عمق الصحراء الجرداء ، وعندما وصل الفريق لحقل شيبة كان المسؤولون هناك في استقبالهم حيث أقيم حفل عشاء تكريمي للفريق ثم أقام الفريق ليلة في المدينة السكنية غادر بعدها صباحاً لمواصلة خط السير ، و تملكهم الإندهاش عندما شاهدوا التجهيزات العملاقة بالحقل ، فالحقل يشتمل على كافة المرافق الأساسية ، كما يوجد به مطار لهبوط الطائرات بعد أن أزيحت الكثبان الرملية وتم تجهيز المكان ليصبح مهبط للطائرات ، هذا بالأضافة إلى أقسام الصيانة المختلفة و الدعم و الإطفاء و الكهرباء و الإتصالات و التقنيات و المدينة السكنية التي يقطن بها العاملين بداخل الحقل و مركز بريد و مكتبة و صالة الألعاب الرياضية و مطاعم و غير ذلك من المرافق و الخدمات التي يمكن أن تجدها في أي مدينة أخرى ، فلا يمكن تخيل توافر كل هذه الإمكانيات داخل حقل بالصحراء وهذا دليل على إهتمام حكومة الرياض بالعاملين داخل الحقل قبل إهتمامها بالعمل نفسه و أيضا تأكيدا على سياستها الرشيدة في أن توافر الراحة النفسية للعاملين يتحول أثره بشكل مباشر على زيادة الإنتاج مما يدعم المسيرة الإقتصادية للمشروع ذاته ، و تأكيدا على ذلك فإن العاملين بالمشروع يؤكدون فخرهم بالعمل في أحد أكبر الحقول النفطية بالعالم حيث يعملون بروح الفريق متحدين كافة العوائق والظروف المناخية القاسية من أجل خدمة الوطن ، فتحية لحكومة المملكة التي تدير الأمور بكل حكمة .
مجمع حقل شيبة السكني
يقطن هذا المجمع السكني ما يزيد عن ستمائة موظف بمختلف أنواعهم من مقاولين وموظفين تابعين لأرامكو، حيث تم توفير خدمات كثيرة منها الانترنت و المكتبة و صالات التمارين الرياضية المتكاملة وغيرها من الخدمات لموظفي حقل الشيبة حيث يستمتعون بأوقاتهم فيها بعد الانتهاء من يوم حافل بالعمل ، ليرسمون نموذج للحياة الإجتماعية و الأسرية الرائعة وسط الصحراء التي تسودها المحبة والتعاون بين أسرهم وأطفالهم .
لمحة من التحدي الإنساني ممزوجة بالإرادة… لا يخفي جميع الموظفين ممن يعمل في حقل شيبة صعوبة التعايش في الصحراء بعيداً عن حياة المدينة والأهل و الأقارب و الأصدقاء إلا أن الإرادة و العزيمة و التحدي إلى جانب الخدمات المتوفرة في هذه المدينة العملاقة و التي تعتبر مفخرة لكل مواطن تغلبت على هذه الصعوبات وعلى قسوة الظروف المناخية في أكبر صحراء رملية متصلة في العالم .