تفاجئ العديد من الباحثين عندما وجدوا أن أنواع معينة من النباتات الموجودة في افريقيا تُشير إلى وجود الماس بداخل تربتها ، و من هنا بدأ أغلب الباحثين بدراسة هذه النباتات لمعرفة علاقتها بالماس و سبب ارتباطهما ببعضهما.
اكتشاف النباتات:
من خلال البحث و التنقيب عن الماس و الأحجار الكريمة في المناجم الافريقية ، تم اكتشاف عدة أنواع من النباتات تُشير إلى وجود صخور في باطن الأرض تحتوي على الماس ، و من بين تلك النباتات كان أهمهم نبات يُسمى “Lychnis alpine” ؛ و هو عبارة عن نبات وردي مزهر صغير يتواجد في الدول الاسكندينافية ، و نبات يُسمى “Haumaniastrum katangense ” ، و هي عبارة عن شجيرة بيضاء مزهرة في وسط أفريقيا ، و تلك النباتات لديها قدرة على تحمل النحاس و لذلك فإن وجودها يدل على وجود بعض العناصر النفيسة و النحاس.
كما اكتشف بعض الباحثين في مدينة ليبريا ؛ وجود نباتات شائكة تُشبه النخيل إلى حدًا كبير ، و من خلال متابعة أماكن نمو هذه النباتات فقد توصل الباحثون إلى أنها تنمو فوق قمة أنابيب الكمبرليت ، و تلك الأنابيب هي عبارة عن أعمدة من الصخور البركانية تمتد على عمق مئات الأمتار تحت سطح الأرض ، و قد ظهرت تلك الأنابيب نتيجة انفجارات حدثت قديماً أدت إلى إخراج الماس من باطن الأرض ، و لذلك فقد ربط الباحثون بين تلك النباتات و بين وجود الماس في باطن الأرض ، و من خلال تلك النباتات فقد وجد صيادو الماس فرصة كبيرة للحصول على الماس في غرب افريقيا ، و يتهافت عليها جميع المنقبين من كل مكان في العالم.
أنابيب الكمبرليت:
هناك العديد من النباتات التي تنمو على أنابيب الكمبرليت و التي تدل على وجود الماس ، و قد أشار الباحثون إلى أن أغلب هذه النباتات قد تكيفت مع وجود الكمبرليت في التربة الغنية بالماغنيزيوم ، البوتاسيوم و الفوسفور ، و عندما بحث المنقبون في الجزء الشمالي الغربي من افريقيا ؛ تم اكتشاف أنبوب كمبرليت جديد ، يصل إلى ارتفاع 500 متر و عرض 50 متر ، و بالنظر إلى التربة الموجودة في أعلى الأنبوب ؛ فقد إحتوت على 4 ماسات ، اثنتان منها بحدود 20 قيراط ، و الأخريتان بحدود 1 قيراط.
كما تم اكتشاف نباتات أخرى تنمو أعلى أنابيب الكمبرليت مثل اشجار المانغروف ، التي تنمو فوق هذه الأنابيب و تتصف بإحتوائها على جذور هوائية ، و يصل ارتفاعها إلى علو 10 متر أو أكثر ، و هو نبات يُشبه النخيل إلى حد كبير ، و حتى الآن تم اكتشاف حوالي 6000 أنبوب كمبرليت معروف في العالم ، لكن هناك نحو 600 أنبوب منها فقط يحتوي على الماس ، و من بين تلك الأنابيب هنالك 60 أنبوب فقط غني بالماس عالي الجودة المفيد في التصنيع.
و قد أكد العلماء أن أغلب النباتات التي تم ذكرها تنمو على بعد 50كيلومتراً من جنوب شرقي مدينة ليبيريا ، و أغلب الظن أن تلك النباتات لا تنمو في مكان آخر ، و بالنسبة لتشكيل الماس فقد أشار العلماء إلى أن تلك العملية تتم تحت سطح الارض بمئات الكيلومترات ، و تتم عن طريق ضغط الكربون تحت درجات حرارة مرتفعة ، بالإضافة إلى وجود ضغط عالٍ ، و بعد ذلك تخرج هذه الأحجار الكريمة إلى السطح عند حدوث الانفجارات من خلال أنابيب الكمبرليت.