يمكننا تعريف الشخصية الانتقامية بأنها أكثر الشخصيات العدوانية التي يحبذ البعد عنها وتجنبها، الشخص الانتقامي هو الشخص الذي لا ينسى، فبالرغم من إظهاره نسيان الموقف ومسامحته عليه إلا وأنه يكن بداخله الكثير من المشاعر الخبيثة والقرارات الخطيرة التي لا يجب الإغفال عنها مطلقًا.

تعريف الشخصية الانتقامية

عادة ما يكون الشخص الانتقامي يظهر عكس ما يكنه بداخله، بالإضافة إلى أنه غير اجتماعي فهو يفضل عزلته وتخطيطه لما يريده دون أن يشعر أي شخص حوله بذلك، لذلك يستخدم الشخص الانتقامي عادة إظهار طباع لا يتصف بها، كما أننا نراه كثير الابتسام وكثير التحدث بعبارات الثناء، بالرغم من عدم حبه لمن حوله، وتلك الصفات تعد من أخطر الصفات، التي بالتأكيد تنم على حدوث مشاكل وأضرار فيما بعد.

الشخص الانتقامي هو شخص حقود، حيث يرى أن أي نعمة لا يملكها هو لا يستحقها صاحبها، لذلك نجده شديد التركيز في تفاصيل الآخرين، وليس من المشترط أن يقوم بالإفصاح عنها، فهو يفضل العمل والضرر عن التحدث واللوم.

صفات الشخصية الانتقامية

الشخصية الانتقامية هي شخصية غير محددة بمعنى قد يكون الشخص الانتقامي قريب بصورة كبيرة، نتيجة لما يظهره ويقدمه من اهتمام، لذلك عند ظهور أي صفة من صفاته يجب التعامل معه بحذر، تجنبًا لأي ضرر قد يلحقنا به نتيجة أفعاله الانتقامية. للشخص الانتقامي درجات.

فالدرجة الأولى والأقل ضررًا هي الشخص الحقود الذي يكتفي بالتحدث عنك بشكل سيء، حتى يبتعد عنك الجميع، فكل ما يريده أن تكون منبوذ وغير محبوب، وقد نجد ذلك الشخص كثيرًا في العمل، حيث أنه غير محب للنجاح لأي شخص يفوقه قدرة على الإنجاز والتقدم.

والدرجة الثانية أو بمعنى الأصح المتوسطة من الشخصية الانتقامية هو الشخص الذي يحاول إلحاق الضرر بمن يحقد عليه ويكن له المشاعر السيئة، ولكنه لا يريد الانتقام الكامل، فيفضل التسبب في حدوث الضرر، ولكن مع عدم الظهور أو إظهار أنه السبب وراء ذلك، بالإضافة إلى كونه شخص متسلط يمتلك جرأة زائدة، ونجد ذلك الشخص كثيرًا في المجتمعات المفتوحة أي التي نقوم بعمل فيها علاقات غير مقننة أو العلاقات الناتجة عن حب التعارف فقط.

أما الدرجة الثالث والأخيرة هي الشخصية الأكثر خطرًا، بمعنى أنه يتعمد تعمد كامل الضرر، وتكون تلك الشخصية ذكية بشكل كبير، ويحبذ صاحب تلك الشخصية أن يظهر أنه كان السبب في الانتقام الصادر منه متباهيًا بشكل كبير أما من قام بإلحاق الضرر به.

أفضل أساليب التعامل مع الشخصية الانتقامية

أول أسلوب يمكننا تفادي به التعامل مع تلك الشخصية الخطرة هو التجاهل، بمعنى عدم الاختلاط به، فالتعامل مع تلك الشخصية بشكل كامل ومستمر يجعلها متمكنة وعلى قدر كافي للتخطيط والتفكير في إحداث الضرر، لكن البعد عنها يقينًا بالتأكيد خطرها.

أما الأسلوب الثاني فهو إحلال الضرر وإبداله بالأفضل، بمعنى إظهار وتوضيح له أن ما تم في الماضي لم يكن له الأثر القوي على تلك العلاقة، مع محاولة تصليح الرواسب المدمرة والتي كانت السبب في التفكير في الانتقام، وبتلك الطريقة نكون قد تخلصنا من الطبع الانتقامي بذلك الشخص خاصة لو كان من الشخصيات القريبة.

والأسلوب الثالث هو التعامل بشكل لبق واجتماعي، بمعنى أن نحاول كسب الشخصية الانتقامية عن طريق عمل علاقة ودية معه يملأها الاهتمام به وإرضائه، وبتلك الطريقة نتجنب شر ذلك الشخص، خاصةً لو كان ذا مرتبة أعلى ومجبرين على التعامل معه مثل المدير في العمل أو الأب أو الأم أو الزوج.

متى يجب علينا تجنب الشخصية الانتقامية

هناك عدة حالات نكون مضطرين فيها لتجنب التعامل مع ذلك الشخص الانتقامي بشكل كامل، فالحالة الأولى هي عندما يكون الشخص الانتقامي مصر على الانتقام غير راغب في بدأ صفحة جديدة للتعامل، وحينها يجب أن نتجنب التعامل معه كليًا.

أما الحالة الثانية إذا كان الشخص الانتقامي هو رب عملك، فلتجنب المشاجرة والاصطدام يلزم عدم المجادلة لوقت كبير معه، بالإضافة إلى موافقته على ما يريده دون نقاش، وهنا نتجنب كيد وانتقام ذلك الشخص المتسلط.

والحالة الثالثة إذا كان الشخص الانتقامي مصاب بأي مرض عقلي أو نفسي، وهنا يستوجب الابتعاد عنه بشكل كامل، فهو يكون بكل تأكيد شخصية غير متزنة وقد يكون الوقوع معه بخطأ حتى لو كان غير متعمد بمثابة كارثة له، فيفضل تجنبه والابتعاد عنه تمامًا.