الكويت مليئة بالأماكن الأثرية والتاريخية الزاخرة بتراث الكويت وبعبق الماضي ولمسة الحاضر، ومن الرائع اهتمام حكومة دولة الكويت بهذا الجانب التراثي في دولة الكويت والمحافظة عليه بل وتطويره أيضاً ليتماشي وعصرية الوقت الحالي خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل الآن؛ ومن هذه المعالم التي أصبحت منارة للإبداع في الوقت الحالي “بيت لوذان” فما هي قصة بيت لوذان.
بداية بيت لوذان
قام بتأسيس بيت لوذان سمو الشيخ “صباح السالم الصباح” وتم بناؤه على مساحة 4000 متر مربع في عام 1344 هـ ، 1926 م في منطقة السالمية بالكويت بالقرب من شارع الخليج العربي، وفي البداية كان مكاناً لزيارة الشيخ الصباح هو وعائلته وأصحابه أيام الربيع للنزهة؛ وسبب تسميته بهذا الإسم نظراً لإسم المنطقة التي تم بناؤه بها في ذلك الحين وهي لوذان وكانت هذه المنطقة ملاذاً للسفن لحمياتها من العواصف والرياح.
تطور بيت لوذان ليصبح مؤسسة بيت لوذان
وفي لفتة مميزة وسعياً للحفاظ على التراث الكويتي وعلى هذا المعلم التاريخي الهام، قامت سمو الشيخة “أمل الصباح السالم الصباح” بتحويل بيت لوذان في الوقت الحالي لمؤسسة فنية غير ربحية ليكون منارة للإبداع في الكويت وحتى يخدم أبناء امجتمع الكويتي فنياً وأدبياً وتعليمياً، فت
ما تقدمه مؤسسة بيت لوذان اليوم
من ورش العمل التدريبية التي تقدمها مؤسسة بيت لوذان اليوم: ورش تشكيل وصناعة الحلي، ورش تشكيل الخزف، ورش التصوير الفوتوغرافي، ورش الرسم والتصوير الزيتي، ورش الخط العربي والزخرفة الإسلامية، ورش التصوير السينمائي وغيرها العديد من الفعاليات الخدمية الاجتماعية التي تقدمها المؤسسة والتي تهدف في المقام الأول لخدمة الفرد الكويتي، كما أن المؤسسة تفتح فرصة التقدم للورش للرجال والسيدات والأطفال أيضاً.
طابع التصميم العمراني الكويتي
يغلب على التصميم المعماري لبيت لوذان طابع التصميم الكويتي للمنزل الكويتي القديم ويتكون بيت لوذان من ثلاثة أحواش؛ الحوش الأول وهو حوش الديوان أصبح هذا الحوش في المؤسسة اليوم بإسم القسم المحترف وهو يحوي ورش العمل الفنية ويدرس به جميع الراغبون في دراسة الفنون بجميع أشكالها، أما الحوش الثاني فهو حوش العائلة والذي أصبح اليوم حوش الأنشطة و يغلب عليه طابع الأنشطة المختلفة ويحتوي على عدد من القاعات تم تسميتها بأسماء نباتات كويتية مثل نويرة ، اثلة ، صفصاف ، سدرة ، ثندة ، حوذان ، حوه، ويتم تقديم عدد من الأنشطة الثقافية والتعليمية والفنية المختلفة به، أما الحوش الثالث فكان قديماً حوش المطبخ أما الآن فأصبح خاص بإدارة المؤسسة.
وفي النهاية نؤكد على حرص دولة الكويت لرعاية آثارها وفنونها لما يخدم مجتمعها ولما يخدمها هي أيضاً محلياً وعالمياً لتكون من الدول الحافظة للتراث القديم.