تعدد الولايات العُمانية خير دليل على تعدد مواردها الطبيعية ،و كنوزها التاريخية ،و الحضارية الأصيلة ،و تتربع ولاية منح العُمانية على قائمة الويات العُمانية الرائعة من حيث طبيعتها ،و حضارتها ،و سوف تطلعك السطور التالية لهذه المقالة عن كل ما تريد أن تعرفه عن هذه الولاية العريقة .     نخيل منح واثارها

أولاً موقع ولاية منح ولاية منح واحدة من ولايات محافظة الداخلية العُمانية تحتل منح موقعاً فريداً فهي تبعد عن العاصمة مسقط مسافة 160 كيلو متر مربع ،و تحدها الولايات من جميع الجهات فشرقاً تحدها ولاية ازكى ،و جنوباً ولاية أدم أما من الناحية الشمالية الغربية فتحدها ولاية بهلاء ،و ولاية نزوي ،و لا تبعد هذه الولاية كثيراً عن ولاية نزوي ،و ولاية صلالة فهي تقع عند بداية الطريق المؤدي إليهما .آثار وقلاع منح

ولاية منح و حقيقة اسمها .. المنح في اللغة العربية تعني العطاء و الهبة ،و عند النظر لولاية منح تجدها مصدراً لكثير من الخيرات المتنوعة ما بين محاصيل زراعية ،و مياه ،و أراضي خصبة  غيرها كما تعد ملجأ لعدد كبير من الفقراء ،و مصدراً من عند الله عزوجل لرزقهم .قرية عز بولاية منح

شعار ولاية منح .. اتخذت ولاية منح من شجرة المتك شعاراً لها ،و يعُرف عن شجرة المتك أنها تنبت بأراضي الرسة الكائنة بقرية المعرى وتمتاز هذه الشجرة بجمالها الطبيعي .حصون منح

سكان ولاية منح … يبلغ عدد سكان هذه الولاية حوالي 10618 ويقيم سكانها في أنحاء متفرقة من الولاية وتملك ولاية منح عدداً كبيراً من القرى أبرزهم قرية معمد ،و قرية البلاد ،وقرية الفيقين ،و قرية أبو نخيلة وأغلب سكان ولاية منح من قبائل الأزد ،و أشهرهم العبدلي ،و البوسعيدي الحضرمي ،و السليماني ،و الفهدي .حصن الشموخ بمنح

معلومات عن نشأة ولاية منح لم يكن هناك دلائل تاريخية نستند إليها للوقوف على حقيقة نشأتها ،و لكن المؤرخ العُماني نور السالمي أشار في تحفة الأعيان أن هناك إحتمالين لنشأة هذه الولاية الأول يؤكد خلاله أنها نشئت عندما جاء مالك بن فهد الأزدي إلى عُمان ،و استقر بها واتخذ من منح مقراً له ويرجع اختيار مالك لها لأنها تتمتع بالكثير من الخيرات كالمياه بالأضافة لحصانتها فالجبال التي تحدها شمالاً مثل جبلي بوصروج وجبل الودكة بمثابة درع لحمايتها ،و كان مالك في هذا الوقت يحتاج إلى موقع حصين مثلها ليكون بمأمن من هجمات الفرس ،و من جانب آخر يُحتمل أن تعود نشأة ولاية منح لقدوم مالك إليها من أرض اليمن باحثاً عن موقعاً مميزاً تتوافر فيه أساسيات العيش من مياه ،و أرض خصبة تصلح للزراعة ليرعى أغنامه ،و إبله ،و الجدير بالذكر أن مالك قام ببناء فلج ،و أسماه بأسمه فلج مالك ،و مكث مالك في منح ليؤهل نفسه ،و جنوده للحرب لذلك تتجه الأراء إلى أن مالك هو مؤسس منح .حارة البلاد بولاد منح

آثار ،و معالم منح .. تتعدد المعالم الأثرية بمنح ويوجد بها ثلاثة قلاع أشهرهم قلعتي الفيقين ،و البلاد وعدد من الحصون مثل حصن قرية المعرى ،و مساجد مثل مسجد الشراة ،و مسجد عز القديم ،و من أشهر جوامع منح الجامع الذي أسسه الإمام العُماني عمر بن الخطاب الخروصي ،و يوجد بها أفلاج ،و عيون للمياه ،و يقدر عدد أفلاجها بحوالي ثلاثة عشر فلج أبرزهم فلج مالك المندثر ،و من عيون المياه بالولاية عين البلاد والعين الألمانية وتستخدم أفلاج في الزراعة وري المحاصيل ومن خيرة آثارها القديمة حارة البلاد ،و كانت قد أنشئت هذه الحارة وفق تصميماً هندسياً رائعاً فمن الخارج يحد الحارة تحصينات محكمة لحمايتها ،و تحتوي الحارة على عدد من المرافق مثل الأسوار يترواح سمك السور الواحد بالحارة من ثلاثون سنتيمتر ،و حتى ثمانين سنتيمتر ،و يبلغ ارتفاعه خمسة عشر سنتيمتر ،و تم بناؤه من الطوب الأحمر فسور الحارة الداخلي ،و هو ما يحد أساسيات الحارة ،و سور الصافية ،و لكن هذا السور قد اختفت معالمه جمعيها لا يتبقى منه سوى معالم بسيطة بالإضافة لطرق ،و مساجد ،و قلاع ،و عدد من الأبواب ،و تجد جنوب الحارة حصناً منيعاً ،و يعتبر مركزاً هاماً حيث يقام به الوالي ،و تجد أيضاً حصن منيع يعود نسبه لفضيلة الشيخ نجادبن موسى ،و الحصن معروف بأسمه حصن نجاد .