الخريطة هي عبارة عن رسم تخطيطي يوضح صورة كاملة لسطح الأرض أو جزء منها ، كما أنه يظهر بها الحجم النسبي و موقع كل مكان بها ، و يتم الاستعانة بمقاييس رسم معينة للتصغير ، و يرجع الفضل في رسم أول خريطة للعالم إلى الشريف الإدريسي .

الإدريسي أول من رسم خريطة للعالم :
تشير كافة الأدلة التاريخية إلى أن الشريف الإدريسي هو من قام بوضع أولى خرائط العالم ، و يرجح أن تاريخ الخرائط يعود إلى آلاف السنين ، حيث تمثلت بدايتها في مجموعة من الرسومات التي كان يتم رسمها على جدران الكهوف و قد ظهر هذا الأمر في كل من الحضارة اليابانية و الحضارة اليونانية ، إلا أن تم التعرف على مفهوم الخريطة بشكلها الذي نراه الآن

كان الشريف الإدريسي عالم جغرافي و مؤرخ مسلم معروف ، إسمه بالكامل هو محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس ، و قد كان يلقب بـ ” أبي عبد الله ” ، أما شهرته فكانت ” الشريف الإدريسي ” ، و قد اشتهر هذا العالم الجليل بإنجازاته في التاريح و الجغرافيا ، كما أنه برز في العديد من المجالات المختلفة منها الأدب و الطب و النبات و الشعر و غيرها .

ترجع قصة رسم خريطة العالم إلى الملك روجر الثاني ملك صقلية ، حيث أنه قام بإصدار أمر ملكي ينص على تقديم الأموال للإدريسي نظير تنفيذه لمشروع وضع خريطة العالم و التي أطلق عليها إسم ” لوح الترسيم ” ، و بالفعل نجح الإدريسي في رسمها اعتماداً على تقسيم الكرة الأرضية بواسطة خطوط العرض و الطول ، و قد تميزت خريطته بدقتها الشديدة .

أظهر الإدريسي براعة فائقة في رسم تلك الخريطة حيث أنه قام برصد منبع نهر النيل من خلال تحديد نقطة محددة لتقاطع نهر النيل مع خط الاستواء ، حيث حدد موقعه قبل أن يدخل الأراضي المصرية حيث تتلاقى روافد النيل جميعاً عند الخرطوم ، و قد تمكن الإدريسي من الرسم بهذه الدقة الشديدة فقط عن طريق الاستماع إلى القصص و الأوصاف المختلفة للبلاد .

نبذة عن حياة الشريف الإدريسي :
ولد الشريف الإدريسي في مدينة سبتة الواقعة بالمغرب الأقصى عام 493 هـ  ، و قد كانت دراسته في مدينة البيلق و من بعدها بدأ السفر إلى العديد من البلاد المختلفة مثل : الحجاز و مصر و غيرها ، و قد تم تلقيبه بالإدريسي الصقلي بعد سفره إلى جزيرة صقلية و اعتبارها بمثابة موطناً دائماً له و ذلك عندما انهارت الدولة الإسلامية .

عُرف عن الإدريسي في ذلك الوقت بأنه عالم جليل و ذو دراية واسعة بالرياضيات و الهندسة ، لذلك تم تلقيبه بسطرابون العرب ، كما أنه كان شغوفاً بالبحار كثيراً و حركتها ، مما جعله يهتم بالحركات التجارية البحرية ، حيث تميز ميناء سبته في عهده بأهميته التجارية الكبيرة ، حيث كان يمر به العديد من السفن التجارية التي تأتي من جميع أنحاء العالم .

توفي الإدريسي عام 560 هـ في جزيرة صقلية ، إلا أنه ترك خلفه إرثاً عظيماً لن ينساه الناس أبداً فقد نجح في رسم خريطة العالم ، بالإضافة إلى أنه ألف مجموعة كتب عظيمة مثل : كتاب الممالك و المسالك ، أنس المهج و روض الفرج ، الجامع لصفات أشتات النبات ، روض الأنس و نزهة النفس ، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق و الذي يعد أشهر كتاب للإدريسي .

أول من رسم خرائط الأقاليم :
يرجع الفضل إلى الإصطخري في رسم خرائط الأقاليم و وضع خريطة للعالم الإسلامي كانت بعيدة عن تأثيرات اليونانيين و مذاهبهم الفلكية ، كما أنها كانت تختلف عن منهجية الإدريسي في رسم الخريطة باستخدام خطوط الطول و العرض و المواقع ، و قد قام العديد من العرب باتباع مذهب الإصطخري في رسم الخرائط و التي أطلق عليها إسم أطلس الإسلام .