إن نهر النيل يعتبر أطول نهر في العالم، حيث يبلغ طوله 4.258 ميل (6.853 كيلومتر)، ولكن طوله بالضبط هو موضوع اختلاف، حيث يتدفق النهر شمالا في شرق أفريقيا إلى البحر المتوسط ​​ويمر عبر 11 بلدا وهم، تنزانيا وأوغندا ورواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان والسودان ومصر .

روافد نهر النيل

النيل الأبيض الأطول والذي يعتبر مجرى المياه الرئيسي ومنبع المياه، والنهر الأزرق الذي يحمل ثلثي حجم مياه النهر ومعظم الطمي، ويبدأ النيل الأبيض في بحيرة فيكتوريا وهي أكبر بحيرة في أفريقيا ، والتي تمس دول أوغندا وكينيا وتنزانيا، لكن بحيرة فيكتوريا ليست بالضرورة المصدر الأبعد والأقوى لنهر النيل لأن البحيرة نفسها بها العديد من الأنهار المغذية القادمة من الجبال المحيطة بها، وفي عام 2006، قال مستكشف بريطاني يدعى نيل ماكغريغور إنه سافر إلى أبعد مصدر في نهر النيل في بداية نهر كاجيرا، وهو أطول نهر في ولاية فيكتوريا، ومع ذلك لا يتفق الخبراء على أي من روافد كاجيرا .

دلتا النيل

تتدفق مياه نهر النيل بمتوسط ​​حجم 300 مليون متر مكعب (79.2 مليار جالون) في اليوم، وفقا لمجلة السفر في الخليج وهي مجلة سفر هولندية ثنائية اللغة، يستغرق الأمر حوالي ثلاثة أشهر للمياه القريبة من مدينة جينجا، وأوغندا هي النقطة التي يغادر فيها نهر النيل بحيرة فيكتوريا، للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط .

وتقع دلتا النيل على بعد حوالي 100 ميل (161 كم) من الشمال إلى الجنوب، وهي تمتد على طول 150 ميلا (241 كم) من الساحل المصري من الإسكندرية في الغرب إلى بورسعيد في الشرق، إنها واحدة من أكبر دلتا الأنهار في العالم مع حوالي 40 مليون نسمة، أي ما يقرب من نصف سكان مصر، وقبل الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ​ينقسم النهر إلى فرعين رئيسيين، فرع رشيد (إلى الغرب) ودمياط (إلى الشرق) .

مصر القديمة حيث ولدت حوالي عام 3000 قبل الميلاد، ولم يكن النيل مصدر حياة للمصريين القدماء فحسب ولكنه لا يزال كذلك اليوم لملايين الناس الذين يعيشون على ضفافه .

وكان نهر النيل المعروف باسم أبو الحياة، مركز الحياة في مصر القديمة، وفي اللغة المصرية القديمة كان النيل يدعى Ḥ’pī أو Iteru ، بمعنى النهر، كما دعا المصريون القدماء نهر أر أو أور وهو ما يعني أسود في إشارة إلى الطمي الأسود الذي خلفه وراء الفيضان السنوي، وكان نهر النيل مركزيا في صعود المصريين القدماء إلى الثروة والسلطة .

فيضانات نهر النيل

في كل عام تملأ أمطار الصيف الغزيرة المنبعية وذوبان الثلوج في الجبال الإثيوبية نهر النيل الأزرق بكامل طاقته وتسييل سيل من مجرى النهر، ثم تتسرب المياه الزائدة على الأراضي الصحراوية الجافة في مصر، وبمجرد أن تهدأ الفيضانات يتم ترك الطمي الأسود السميك ، أو الطين ، على الأرض، وخلقت الطمي التربة الخصبة الغنية لزرع المحاصيل، وحوالي 96 في المئة من الرواسب التي يحملها نهر النيل تنبع من إثيوبيا، ووفقا لموسوعة العالم الجديد كانت منطقة الطمي معروفة باسم الأرض السوداء، بينما كانت الأراضي الصحراوية تعرف أكثر باسم الأرض الحمراء .

وفي كل عام ، كان الشعب المصري القديم ينتظر بفارغ الصبر الفيضانات، فإذا كانت الفيضانات صغيرة للغاية سيكون هناك أوقات صعبة في المستقبل مع القليل من الطعام، وإذا كانت الفيضانات كبيرة جدا فقد تتسبب في حدوث فيضان في القرى المجاورة، وتم تقسيم التقويم المصري إلى ثلاث مراحل على أساس دورة الفيضان السنوية، الموسم الأول من السنة والتي غطت فترة الفيضان بين يونيو وسبتمبر، والموسم الثاني هو وقت النمو والزرع من أكتوبر إلى منتصف فبراير، والموسم الثالث وقت الحصاد بين منتصف فبراير ونهاية مايو .

السد العالي في أسوان في مصر للمساعدة في تنظيم فيضان النيل، وعلى الرغم من أن الفيضانات كانت في أمس الحاجة إليها في الأزمنة القديمة، إلا أنها كانت أقل ضررا بل وحتى مزعجة للحضارة الحديثة مع أنظمة الري المتاحة حاليا، وعلى الرغم من أن الفيضانات لم تعد تحدث على طول نهر النيل، إلا أن ذكرى هذه البركة الخصبة لا تزال تحتفل بها مصر حتى اليوم ، خاصة كترفيه للسياح، فالاحتفال السنوي المعروف باسم وفاء النيل يبدأ في 15 أغسطس ويستمر لمدة أسبوعين .

تقاسم نهر النيل

نظرا لأن 11 دولة يجب أن تشارك موردا ثمينا يجب أن تكون هناك خلافات، وتأسست مبادرة حوض النيل وهي شراكة حكومية دولية بين جميع دول الحوض في عام 1999، وهي توفر منتدى للمناقشة والتنسيق بين البلدان للمساعدة في إدارة وتقاسم موارد النهر، ويشير Awange إلى سد النهضة الأثيوبية الكبير، الذي يجري بناؤه حاليا على النيل الأزرق، وتقع على بعد 300 ميلا إلى الشمال الغربي من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعند اكتماله سيكون سد النهرين هو السد الكهرومائي الأكبر في أفريقيا وواحدا من أكبر السدود في العالم، وقد حاصر الجدل المشروع منذ بدايته في عام 2011 حيث تعتمد دول المصب بشكل كبير على مياه النيل لمياه الشرب والزراعة والاحتياجات الصناعية .

الحيوانات البرية

نهر النيل ومصارفه وفيرة مع العديد من أنواع الحياة الحيوانية، وتشمل هذه الحيوانات وحيد القرن وسمكة النمر الأفريقية، وسمكة البيرانا في أفريقيا، ومراقبي النيل وسمك السلور الفوندي الضخم وأفراس النهر والحيوانات البرية والقردة والضفادع والنمس والسلاحف والسلاحف وأكثر من 300 نوع من الطيور، وتقضي مئات الآلاف من الطيور المائية فصول الشتاء في دلتا النيل، وهذا يشمل أكبر تركيزات في العالم من النوارس الصغيرة وخراطيم البحر .

وربما يكون الحيوان الأكثر شهرة والأكثر تخوفا هو تمساح النيل، ويمكن أن تصل تماسيح النيل إلى أطوال تتراوح من 18 إلى 20 قدما، وعلى عكس أبناء عمومتها الأمريكيين يمكن أن تكون عدوانية تماما تجاه الناس، وتقول التقديرات أن حوالي 200 شخص في السنة يقتلون بهذه الزواحف حسب ناشيونال جيوغرافيك .