في معظم الحالات التي يولد فيها مولود ذكر مع ظاهرة الخصية غير نازلة في إحدى خصيتيه، أو كلتيهما معا, تحل المشكلة من تلقاء نفسها خلال الأشهر الأولى من حياة الرضيع. أما إذا كان الطفل يعاني من حالة اختفاء الخصية ، التي لا تنزل من تلقاء نفسها إلى المكان المعد لها, فبالإمكان معالجة المشكلة بواسطة عملية جراحية يتم خلالها نقل الخصية إلى داخل الصفن.

الخصية المعلقة

حالة الخصية المعلقة أو حالة اختفاء الخصية Cryptorchidism هي حالة تحدث عندما لا تنزل الخصية إلى المكان الطبيعي الخاص بها قبل الولادة .

وتعتبر حالة الخصية المعلقة من الحالات النادرة جدًا التي تصيب المواليد الذكور الذين يتعرضون إلى حالات الولادة المبكرة وهي قد تُصيب إحدى الخصيتين أو كلتيهما .

وفي الحالات الطبيعية ؛ فإن الخصية تنتقل إلى كيس الصفن في اخر شهور الحمل ، وعندما لا يحدث ذلك فإن الطفل يولد بالخصية المعلقة ، وفي بعض الأحيان قد تعود إلى مكانها الطبيعي في الستة أشهر الأولى من عمر الطفل ، وإذا لم يحدث ذلك قد يكون هناك حاجة هنا إلى التدخل الجراحي .

أسباب الخصية المعلقة

على الرغم أن الأطباء لم يتوصلوا بشكل دقيق إلى السبب الرئيسي في حدوث هذه الحالة المرضية لدى الأطفال ؛ إلا أن بعض الأبحاث العلمية قد أشارت إلى أن سببها قد يعود إلى بعض العوامل المتعلقة بالأم والجنين ، مثل :

-تعرض الأم إلى الولادة المبكرة قبل أن يكتمل نمو الجنين وتكوينه الجسدي .

-إذا كان هناك تاريخ عائلي يوضح وجود بعض الاضطرابات والمشكلات المتعلقة بتطور الأجهزة التناسلية بشكل سليم .

-الإصابة ببعض حالات الخلل الوراثي أو الخلل الجيني ؛ حيث أن هذا الخلل يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات الصحية التي تؤثر على معدل نمو وتطور الجنين ومن أهمها متلازمة داون .

-تعرض الأم إلى مواد سامة وكيميائية من شأنها أن تؤدي إلى تشوه الجنين واضطراب معدل نموه مثل المبيدات الحشرية أو غيرها .

-إصابة الأم ببعض الأمراض مثل مرض السكري سواء من النوع الأول أو النوع الثاني أو السمنة المُفرطة .

-اتباع الأم لعادات سيئة أثناء فترة الحمل مثل تناول المشروبات الكحولية أو التدخين .

-ومن جهة أخرى ؛ أشارت بعض الأبحاث إلى أن انخفاض وزن المولود عن المعدل الطبيعي عند الولادة سواء بسبب عدم حصول الأم على العناصر الغذائية اللازمة أثناء فترة الحمل أو أي سبب اخر قد يؤدي إلى إصابة الطفل بحالة الخصية المعلقة .

أعراض الخصية المُعلقة

في اخر شهور النمو الجنيني تتشكل الخصيتين في البطن وبعد ذلك تنزل بشكل تدريجي عبر ممر يُسمى (النفق الإربي) ومنه إلى كيس الصفن ، وهنا تظهر الخصية في مكانها الطبيعي .

وبالتالي فإن عدم الشعور بوجود الخصية بكيس الصفن أو عدم القدرة على رؤيتها لدى المولود يعتبر هو العرض الرئيسي والعلامة المؤكدة لحالة الخصية المُعلقة .

تشخيص الخصية المعلقة

في الكثير ، حالات الخصية المعلقة يكتشف الطبيب ذلك من خلال الفحص البدني الكامل للطفل فور ولادته ، وهنا يجب أن يجري بعض الفحوصات الأخرى للطفل لاستبعاد بعض الحالات المرضية الأخرى ، مثل :

-الخصية الارتدادية .
-الخصية المنتبذة .

مضاعفات الخصية المعلقة

إذا لم يتم علاج مشكلة الخصية المعلقة منذ الطفولة ؛ فإنها قد تؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية ، مثل :

-الإصابة باضطرابات الخصوبة ؛ ويرجع ذلك إلى أن إنتاج sperms يتطلب درجة حرارة منخفضة عن باقي أجزاء الجسم التي تكون درجة حرارتها (37ْ) .

-كما أنها تجعل الشخص أكثر عرضة إلى الإصابة بسرطان الخصية ، وهي حالة محتملة حتى وإن تم إجراء جراحة لعلاج الخصية المعلقة ، وبالتالي يجب في هذه الحالة أن يخضع الشخص لفحص دوري منتظم ليتأكد من عدم نمو أي أورام .

علاج الخصية المعلقة

يوجد أكثر من طريقة لعلاج الخصية المعلقة عند الأطفال ، مثل :

-الانتظار لمدة شهور لإعطاء فرصة للخصية لتعود إلى مكانها الطبيعي بشكل تلقائي .

-الخضوع إلى عملية جراحية ويجب أن يتم إجرائها في السنة الأولى من عمر الطفل ؛ لأن العلاج المبكر يُساعد على الوقاية من المضاعفات المتوقعة .

-العلاج الهرموني أيضًا أحد وسائل العلاج المقترحة لعلاج الخصية المعلقة ولكنه لا يمثل درجة فعالية كبيرة في العلاج مثل العلاج الجراحي فضلًا عن أنه قد يترك بعض الاثار الجانبية على الطفل .