يتعرض الغلاف الجوي بشكل مستمر للعديد من المواد الكيمائية و المركبات البيولوجية ، و التي تنتج عن ما يقوم به الإنسان و ما يخلفه نتيجة التكنولوجيا الحديثة ، و التي على قدر فوائدها العظيمة فقد ألحقت الضرر بالعديد من الأشياء ، و منها الغلاف الجوي ، هذا إلى جانب أن تلوث الغلاف الجوي ينتج عنه العديد من الأضرار التي تؤثر على الكائنات الحية التي تعيش على الأرض .
أشكال ملوثات الغلاف الجوي
قد يكون تلوث الهواء يتشكل في هيئة بعض الجزيئات الصلبة أو قطرات من السوائل الضارة أو بعض أنواع الغازات ، كما أن هذه الملوثات قد تكون ناتجة عن تفاعلات طبيعية مثل الأبخرة التي تخرج من تفاعلات البركان ، أو أنها ناتجة عن نشاطات الإنسان و تختلف نسبتها من مكان لآخر ، حسب طبيعة المواد الملوثة و مدى الأهتمام بالبيئة . يمكن أن يتم تصنيف هذه الملوثات على جزئين أولي و ثانوي .
ملوثات الغلاف الجوي الأولية
و هذه الملوثات تنتج عن عدد من العمليات الطبيعية ، و أخرى من تدخل الإنسان ، و تشمل الرماد الناتج عن إنفجار البراكين و الغاز المتصاعد من عوادم السيارات ، ( أول أكسيد الكربون ) و الغازات المتصاعدة من مداخن المصانع ( ثاني أكسيد الكربون ) .
ملوثات الغلاف الجوي الثانوية
و هذه الملوثات ناتجة عن تفاعلات تحدث في الهواء و عناصره ، مع الملوثات الأولية مما ينتج عنها نوع آخر من الملوثات ، و من أمثلة هذه الملوثات اقتراب طبقة الأوزون لسطح الأرض ، كما أنه يتمثل أيضا في الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي ، أي أن هذا النوع من الملوثات يعتبر ملوثات أولية و ثانوية في آن واحد . وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة ، أن هناك ما يتجاوز 4% من الوفيات التي تحدث حول العالم يكون السبب في وفاتها هو تلوث الهواء .
بعض المواد الكيميائية المؤثرة في تلوث الهواء
أول أكسيد الكربون
و هذا الغاز ليس له لون أو رائحة ، و لا يشعر من يستنشق هذا الغاز بأي نوع من أنواع التهيج ، و على الرغم من ذلك فهو غاز شديد السمية ، و هو ينتج عن عمليات الإحتراق الغير كاملة للغاز الطبيعي ، أو الفحم أو الأخشاب و يعتبر أحد أهم المصادر التي تلوث الجو به هو عوادم السيارات .
ثاني أكسيد الكربون
و ينبعث هذا الغاز نتيجة لعمليات الإحتراق الكاملة ، و هو أحد الغازات الطبيعية الموجودة بشكل طبيعي في الغلاف الجوي ، و هو ضروري جدا لحياة الكائنات الحية .
المركبات العضوية المتطايرة
و يعد هذا النوع من الملوثات من أخطر أنواع الملوثات على البيئة ، و ينقسم إلى المركبات الميثانية و المركبات الغير الميثانية ، أي الناتجة عن غاز الميثان و هو غاز شديد الفاعلية ، حيث أن له أثر كبير في ظاهرة الأحتباس الحراري ، التي يتعرض لها سطح الأرض و هناك بعض المركبات الأخرى ، و التي تعرف بالهيدروكربونات و هذه المركبات لها رائحة نفاذة جدا مثل البنزين ، و هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى أنها أحد مسببات الإصابة بالسرطان .
بعض الجسيمات المادية
و هذه الجسيمات تكون دقيقة جدا و بالغة النعومة ، حتى أنها يمكنها أن تعلق في الغاز و قد تنتج عن النشاط البشر ، أو بعض الظواهر الطبيعية أما الناتجة عن الظواهر الطبيعية ، فهي كتلك الأجسام المتناثرة من انفجار البراكين و العواصف و إحتراق الغابات ، و رذاذ البحر أما التي تنتج عن النشاط البشري فهي مثل المخلفات الناتجة عن إحتراق الوقود الحفري ، و عملية توليد الكهرباء و غيرها ، و هذا النوع من الملوثات يعد الأخطر لأنه مسبب رئيسي للسرطان ، كما أنه يضعف وظائف الرئة .
و هناك عدد كبير من الملوثات الأخرى ، و منها التلوث بالمعادن كالرصاص و مركبات الكلوروفلوركربونات و مركبات الأمونيا و بعض المواد الإشعاعية .