يؤثر الكحول على جسم الإنسان بشكل مباشر و كبير ، و ما أن يشربه الشخص إلا و يبدأ في فقدان عقله و يتصرف دون إدراك ، و كذلك الأمر عند الطيور فما أن تبدأ بتناول الأطعمة المخمورة إلا و تبدأ في النشاز في الغناء ، و تقوم ببعض الحركات الغريبة الغير مفهومة.
تأثير الكحول على الطيور المغردة:
يعتبر الإنسان هو الكائن الوحيد الناطق على كوكب الأرض ، و عند وقوعه تحت تأثير أي نوع من الكحوليات ؛ تصبح لغته غريبة و غير مفهوم ، و هذا الأمر الذي أشار إليه بعض الباحثين على أنه بسبب تأثير الكحول على القدرات الإدراكية للإنسان ، و يُسبب غياب البيانات المتعلقة بإصدار الأصوات في المخ ، و من هذا المنطلق بدأت الأبحاث حول تأثير الكحول على الطيور المغردة و هل الكحول يمنعها من أداء أصواتها بشكل صحيح أم لا؟.
أظهرت بعض الأبحاث الجديدة أنه عندما تصل نسبة الكحول في دم الطيور إلى 0.08% ، و هي النسبة التي تؤدي لحالة السكر عن الإنسان ، ففي تلك الحالة قد لاحظ العلماء أن الطيور تصبح تغريداتها ملحنة بطريقة غريبة و هادئة ، و من هنا بدأ الاهتمام بتأثير الكحول على الطيور أملًا في فهم ما يحدث لمخ الإنسان عندما يتناول الكحول و التوصل لأسباب عدم إدراكه للكلام بشكل صحيح.
دراسات على الطيور المخمورة:
قام بعض الباحثين بوضع بعض الطيور في أقفاص و كان معهم بعض الأواني التي تحتوي على كحول ، و ظن الباحثون أن الطيور لن تقترب من تلك الأواني و لن تشرب الكحول و ذلك لأن معظم الطيور معروفة بعدم اقترابها من أطعمة أو أجساد غريبة ، و لكن في الحقيقة فإن الطيور قامت بالاقتراب من الكحول و تناولته و استحسنت مذاقه بشدة ، و كانت نتيجة تناول تلك الطيور الكحول أنها بعد تناول بضع جرعات من الكحول بدأت تُغرد بشكل أقل انتظاماً من المعتاد ، و بصورة صاخبة.
و لكن الغريب في الأمر هو أن الكحول قد أثر بصورة مختلفة على تغريدات الطيور ، فمن المعروف أن تغريدات أغلب الطيور تتكون من “مقاطع” تقوم بأدائها الطيور بصورة محددة ذات بنية صوتية موسيقية مميزة ، و عند قيام الباحثون بمراقبة تلك التغريدات بمقاطعها المختلفة ؛ فقد توصلوا إلى أن الكحول قد ترك تأثيرًا كبيرًا على بعض المقاطع أكثر من تأثيره على المقاطع الأخرى ، و من هنا فقد أشار الكثير من الباحثين إلى أن الكحول قد يكون مؤثرًا في بعض أجزاء الدماغ أكثر من الأجزاء الأخرى.
كما أكدت البعض على أن تناول الطيور للمشروبات الكحولية أو الأطعمة المخمورة فإن ذلك يؤثر بالسلب على قدراتها و يجعلها تنمو بشكل غير صحي ، و قد أشارت بعض الدراسات الموثقة في الماضي إلى أن الطيور تقوم بتعليم صغارها كيفية التغريد تمامًا كما يعلم الإنسان أبنائه كيفية نطق الأحرف المختلفة و الكلام ، و هذا كان دافعًا لإجراء أبحاث أخرى على أنواع الطيور المختلفة لمعرفة ما إذا كان الكحول يؤثر على تعلم الغناء أيضًا ، أم أنه يؤثر على المقاطع التي تنشدها الطيور.
و من بين الطيور التي تم إجراء الأبحاث عليها ؛ طائر الزيبرا ، و هو معروف بعذوبة صوته في الغناء ، و لكن عندما تم إجراء التجربة السابقة عليه ؛ صار ذلك الطائر مدمنًا على شرب الكحول ، كما أصبح صوته سيئًا للغاية ، و في الوقت الحالي يتم إجراء بعض التجارب عليه لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من الابتعاد عن تناول الكحول و يعود صوته لعذوبته أم لا.