تكون النساء الحوامل اللاتي يعانين من السمنة أكثر عرّضة لمجموعة من المضاعفات التي تصيب الطفل والأم خلال وبعد الولادة، وتزيد هذه الخطورة كلما زاد مستوى السمنة أكثر، ومن الأمراض المرتبطة بالسمنة أثناء الحمل، ارتفاع ضغط الدم، وتسمّم الحمل، ومرض سكري الحمل، وتُعد الأنسجة الدهنيّة جزءًا من الغدد الصمّاء، وحين تتواجد بكميات كبيرة في الجسم فإنها تؤثر على العديد من المهام مثل عمليات الأيضّ وتؤثر على الأوعيّة الدمويّة وحدوث الالتهابات، فعلى سبيل المثال يمكن لزيادة مقاومة الإنسولين بالجسم أن يؤثر على نمو المشيمة ووظائفها، كما يمكن أن يكون للسمنة تأثير على المدى البعيد سواء في حياة الطفل أو الأم، ومن هنا جاءت أهمية التعرف مخاطر السمنة على صحة الحامل والجنين.

تقسم فترة الحمل لثلاث مراحل تختلف تبعا لتطور الجنين ونموه ، يصاحب كل مرحلة منها زيادة طبيعية بمعدلات محسوبة طبيا ويقسمها الأطباء كالآتي:
– الشهور الثلاث الأولى

قد لا تزيد الأم الحامل في هذه المرحلة المبكرة من الحمل نظرا لظهور أعراض الحمل الأولى والتي تتمثل في الغثيان ، القئ ، عدم القدرة على تناول الطعام مما يؤدي لزيادة بسيطة يمكن أن تصل إلى 2 كيلوجرام طوال هذه المدة.
– الشهور الثلاث الوسطى

والتي تعني الشهر الرابع ، الخامس ، والسادس من الحمل ، ويشير الأطباء لإمكانية زيادة وزن الحامل بمعدل كيلو جرام واحد في كل شهر.
– الشهور الثلاثة الأخيرة

والتي تبدأ من الشهر السابع وحتى موعد الولادة ، وهي المرحلة التي ينمو فيها الجنين بسرعة أكثر من الشهور السابقة من الحمل ، والتي يمكن للحمل أن يزداد وزنها بمعدل 2 كيلوجرام في كل شهر فقط ، أي أن الزيادة بمعدلات أكثر مما أشرنا إليه يعد سمنة مفرطة تمثل خطرا يهدد الأم والجنين.

اضرار السمنة على الحامل والجنين

تزيد السمنة المفرطة من اصابة الأم الحامل بسكري الحمل ، ارتفاع ضغط الدم مما يعرضها لتسمم الحمل والإجهاض.
تزداد فرصة الولادة المبكرة (المبتسرة) ، ومضاعفات الولادة.
– أما الجنين فيمكن أن تسبب سمنة الأم في اصابته بمخاطر عديدة مثل : زيادة الوزن ، الإصابة بالسكري ، العيوب الخلقية في القلب ، الإصابة بشق في العمود الفقري.
ولادة طفل كبير الحجم.
الولادة القيصرية.
التعرض للنزف أثناء الولادة والالتهابات الحادة بعدها.
زيادة العب القلب والدوراني على الحامل.
ارتفاع نسبة الوفيات للأم والجنين.

نصائح للوقاية من السمنة وأضرارها أثناء الحمل

تعد نوعية الطعام التي تتناول الأم الحامل هي العامل الأهم والأساسي في اصابتها بالسمنة أو لا ، مما يعني الوعي بنوعية الطعام وليس الكم بمعنى يجب على الحامل تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات ، الحديد ، الكالسيوم ، حمض الفوليك ، فيتامين ب ، كميات محدودة من الدهون ، في وجبات متوازنة وكميات مناسبة ، والتي يمكنها تقسيمها على عدة وجبات خلال اليوم.
تناول الحبوب والخضروات الغنية بالألياف والضرورية لصحة الحامل.
تناول الدهون الجيدة مثل زيت الزيتون ، زيت الفول السوداني ، المكسرات ، زيت بذر الكتان ، ويزيت الكانولا ، وهي زيوت منخفضة الدهون والكوليسترول والمفيدة للجنين.
المكملات الغذائية ، وهي توصف من قبل الطبيب حي ثلكل مرحلة من مراحل الحمل فيتامينات ومعادن تحتاجها الأم مثل حمض الفوليك ، الكالسيوم ، الحديد والفيتامينات.
ممارسة الرياضة ، وهي وسيلة هامة لعدم التعرض للسمنة المفرطة أثناء الحمل ولكنها يجب أن تمارس بعد استشارة الطبيب تبعا لحالة الأم الصحية خلال فترة الحمل حتى لا تتعرض لخطر الإجهاض.
وأخيرا المرأة الحامل لا تحتاج لكميات مضاعفة من الطعام تعرضها لاكتساب مزيد من الوزن والمضاعفات ، بل تحتاج فقط لتناول طعام متوازن غني بالبروتين ، الحديد والكالسيوم وفيتامين ب9.