تتميز مرحلة المراهقة بالنموّ المُتسارع مقارنةً مع المَرحلة السابقة لها والمرحلة التي تليها، فيظهر النموّ والنُّضج في كافة الجوانب والأبعاد الشخصية، كذلك يسير الفرد نحو التقدم النمائي ومُستويات مُرتفعة من النضج الانفعالي والاجتماعي، وارتفاع القُدرة على تحمُّل المسؤولية وتقييم الذات من خلال إدراكِ القدرات والاستعدادات والإمكانات الذاتيّة التي تصقلها الخبرات وتجارب النجاح والفشل المُختلفة، وتَطوير مهارات التفكير والتخطيط للمستقبل، واتّخاذ القرارات بما يتعلّق بالقَضايا المصيريّة التي تمسّ حياة الفرد الخاصة، بالإضافة إلى تقدّم النمو بشكلٍ مُتسارع في الجوانب الجسميّة والجنسيّة.
سن المراهقة
المراهقة هي احد أهم المراحل العمرية حيث يتطور خلالها الفرد في عدة جوانب سواء ان كانت نموه النفسي أو الإجتماعي ،و يمر بمجموعة من التجارب و تبدأ هذه المرحلة الهامة من سن الثانية عشر ،و حتى سن الرابعة عشر ،و تنتهي هذه المرحلة في سن السابعة عشر ،و حتى سن العشرين و الجدير بالذكر أن بعض الناس يعتقد أن المراهقة ترتبط فقط بالنمو الجنسي للفرد ،و لكن هذا خطأ لأنها تمتلك أيضاً مجموعة من المميزات الإجتماعية ،و النفسية .
مشاكل المراهقة
يتعرض الفرد في هذه المرحلة الدقيقة للكثير من المشكلات خاصة في هذه الآونة ،و ذلك نتيجة للتغيرات ،و التطورات المتلاحقة التي تشهدها المجتمعات في كافة جوانب ،و نواحي الحياة ،و من أبرز مشكلات هذه المرحلة ما يلي :
– أولاً .. محاولة المراهق أن يقوم بالتخلص من كافة القيود التي تفرضها أسرته ،و يبدأ يشعر برغبة شديدة في التمتع بالإستقلالية التامة .
– ثانياً .. شعور المراهق ،و كأنه ليس بحاجة إلى مشورة أبويه وأنه أصبح ذات قدرة على اتخاذ قراراته بنفسه دون اللجوء لأحد .
– ثالثاً .. الفشل في اختيار الأصدقاء ،و في كثير من الأحيان يقع المراهق فريسه لأصدقاء السوء ،و هذا ما يكسبه عادات ،و سلوكيات خاطئة تؤثر على مستقبله الدراسي .
– رابعاً .. العنف في التعامل مع أصدقائه ،و أخواته ،و رغبته في فرض السيطرة عليهم .
– خامساً .. الإنترنت ،و سوء استغلاله والبقاء لساعات طويلة على مواقع التواصل الإجتماعي ،و الرغبة في تكوين علاقات مع الجنس الآخر دون علم الآباء .
– سادساً .. التعرض للإصابة ببعض الأمراض النفسية كالإكتئاب ،و الرغبة الدائمة في العزل و البعد عن الحياة الإجتماعية .
– سابعاً .. اضطراب الشهية ،و ذلك يكون إما بالرغبة الدائمة في تناول الطعام حتى ،و إن كان الفرد لا يشعر بالجوع أو بالإضراب عن تناول الطعام .
– ثامناً .. التدخين في سن مبكر ،و ذلك نتيجة للأفكار السلبية التي يزرعها بداخله أصدقاء السوء ،و الرغبة في التقليد دون النظر إلى المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها و يتطور الأمر بمرور الوقت ليصل إلى تعاطي المخدرات ،و السرقة و الكذب للخروج من المشكلات و يجد نفسه مستمتعاً عندما يكذب إلى أن يصبح الكذب عادة يتعود عليها .
– تاسعاً .. العصبية الزائد ،و ذلك لأن المراهق في هذه الفترة يشعر بأنه على صواب دائماً ،و لا يريد أن يتقبل انتقادات من حوله له .
– عاشراً … الأنانية الشديدة ،و الرغبة في اشباع كافة رغباته ،و احتياجاته حتى ،و إن كانت أسرته لا تملك المقدرة المادية على الوفاء بهذه الرغبات ،و دائماً يهتم بتفضيل مصالحه على مصالح من حوله .
طرق التعامل مع مشاكل المراهقة
بالرغم من تعدد مشكلات المراهقة إلا إنهناك عدة طرق من الممكن أن يتم اتباعها للتخلص من هذه المشكلات ،و من أهم هذه الطرق ما يلي :
– يجب أن يحتضن الآباء أبنائهم في سن المراهقة ،و لا يتعاملون معهم بطريقة فرض الأوامر ،و لكن يجب أن يتقربون إليهم فالأب عليه أن يتخذ أبنه ،و كأنه صديق له ،و الأم يجب أن تتخذ أبنتها كأنها صديقة لها ،و بهذه الطريقة سوف ينجح الآباء في التعرف على كل ما يخفيه الآبناء من أسرار و بدلاً أن يتجه المراهق إلى أصدقاء السوء لأخذ آرائهم يتجه المراهق إلى ابويه دون خوف .
– غرس القيم الأخلاقية ،و الدينية في نفوس الآبناء ،و تشجيعهم على أداء العبادات الصلاة ،و الصيام ،و تلاوة القرآن الكريم حتى يتعود الآبناء على خشية الله عزوجل ،و البعد عن المعاصي و الذنوب رغبة في رضا الله سبحانه و تعالى .
– عدم السخرية من مشكلات المراهق و مشاعره بل يجب التعامل مع مشكلاته بقدر عالي من الأهمية .
– تشجيع المراهق على نبذ العنف ،و العصبية ،و العزلة عن المحيطن به توعيته بأضرار ذلك على صحته ،و تشجيعه على ممارسة الأنشطة المفيدة كالرياضية .
– تنمية هوايات المراهق فعلى الآباء أن يحاولوا اكتشاف الهوايات التي يفضلها أبنائهم ،و يجب أن يساعدونهم على تنميتها .