الأمانة من أهم الصفات التي دعا الإسلام إلى التحلي بها، فهي من مكارم الأخلاق وتعمل على علو شأن الفرد والمجتمع، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يلقب بالصادق الأمين حتى قبل البعثة، ودائما ما تجد الأمانة ترتبط بالصفات الحسنة مثل الصدق والنوايا الحسنة ويصبح من يمتلك تلك الصفات مصدر ثقة.
قصص جميلة عن الأمانة بالإسلام
– لقب الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بالصادق الأمين، قبل البعثة وبعدها رغم التشكيك الذي طاله من أهل قريش ولكنه كان يحفظ لهم ما يأتمنوه به.
القصة الأولى
– في زمان قديم كان هناك تاجر عرف بتقوته وورعه وأمانته وخوفه من عذاب الله لذلك كان يلتزم بأفعال الخير دائما ويداوم عليها.
– وفي أحد الرحلات التجارية التي يقوم بها بغرض شراء البضائع، فكر في البقاء في الاستقرار ببلدة بعدما اكتفى جسده من عناء السفر.
– وكان قراره مبني على أنه قد شاخ وأخذ منه الشيب النصيب الأكبر، وقد جمع ما يكفي من المال ليعيش ما تبقى يسير الحال.
– ذهب التاجر إلى أحد ساكني البلدة الذي يرغب في أن يبيع بيته، وأنتقى بيتا يليق به وعائلته وثروته التي جمعها نتيجة سنوات من العمل.
– نجح التاجر في شراء المنزل، ونقل أثاثه إليه هو وعائلته، وبعد مرور فترة فكر في أن يقوم بالتوسع في المنزل عن طريق هدم جار فاصل بين حجرتين.
– لم يفكر التاجر كثيرا وحمل فأسه وبدأ في هدم الجدار، ضربة خلف ضربة حتى تعب التاجر وفكر في أن يستريح.
– أثناء سيره للراحة رأت عين التاجر أسفل أنقاض الحائط جرة يملئوها الذهب إلى أخرها فمد يده وأخرجها.
– فكر التاجر قليلا وهو يردد في نفسه، لا بد أن الساكن القديم نسي كنزه قبل أن يبيعني المنزل لا بد أن أعيده إليه فهو حقه.
– لم يصبر التاجر وحمل الجرة وغطاها جيدا، ثم ذهب إلى الرجل الذي أشترى منه المنزل ووضعه بين يدي الرجل.
– تردد الرجل من الجرة وسأله ما هذا؟، رد عليه هذا حقك لقد هدمت أحد جدران المنزل ووجدت هذه الجرة أسفل أنقاض الحائط فهي حقك.
– فتحها الرجل فوجدها مليئة بالذهب، فقال له لا هي حقك أنت، لقد اشتريت المنزل بما فيه من ممتلكات.
– أختلف الرجلان حول من مالك الجرة فالأول يقول ملكك والأخر ينكر ويقول ملكك أنت، حتى اهتدوا أن يذهبوا إلى قاضي البلدة لعله يشير إلى من المالك للجرة منهما.
– تعجب القاضي بعدما استمع إلى كلا منهما، فلقد ظن في البداية أنهم يتعاركون في كونها من حق وفكر قليلا ثم اهتدى إلى رأي، سأل التاجر هل لديك أولاد؟ فقال أبني سيرث تجارتي وسأل الرجل الآخر فقال فتاة، فأقترح أن يتزوج الفتى بالفتاة ليصبح الذهب من حقهما.
القصة الثانية
– عرف عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل، فيحكى أنه في فترة حكمه علم أن تجار اللبن يقومون بغشه بالماء حتى يزيد عن حجمه.
– حذر سيدنا عمر بن الخطاب في الأسواق أن من يقوم بغش اللبن الخاص بالأطفال بالماء سيعاقب عقاب شديدا.
– كانت من صفات سيدنا عمر بن الخطاب أثناء الخلافة مداومته على الخروج ليلا لمعرفة أحوال الرعية، ويقيم نفسه كراعي لها.
– خرج بعد تحذيره مع خادم له يسمى أسلم، وبعدما مر بالعديد من الشوارع جلس خلف جدران أحد المنازل بعدما تمكن منه التعب.
– فسمع المرأة التي تسكن بالمنزل وهي تحرض ابنتها على القيام من النوم لخلط اللبن بالماء حتى يزيد حجمه.
– ردت الفتاة يا أماه ألم تسمعي تحذير أمير المؤمنين حول خلط اللبن بالماء وعقابه؟، ردت الأم على الفتاة ما ستفعلينه لن يراه عمر ولا منادي عمر الذي مر في الأسواق.
– فقالت الفتاة الله يا أماه ما كنت أطيعه في العلن واعصيه في الخفاء ، وإن كان عمر لا يرانا فإن الله سبحانه وتعالى يرانا .
– أمر عمر خادمه أن يعلم المنزل بعلامة تميزه، ثم يأتي في الصباح ليستطلع أحوال تلك الفتاة ويعرف إن كانت متزوجة أم لا.
– وفي الصباح علم أسلم أنها أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي ، وتعيش مع والدتها العجوز ولا زوج لها.
– فور علم أمير المؤمنين أن الفتاة لا زوج لها، إلى أبناؤه الثلاثة عبد الله وعبد الرحمن وعاصم وعرض عليهم أن يزوج من يريد أن يتزوج، فعزف عبد الله وعبد الرحمن لكون لهم زوجات وقبل عاصم لأنه لم يسبق له الزواج.
– قال عمر لهم ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية، فتزوجت الفتاة من عاصم وأنجبت فتاتان حفصة وليلى، وتزوجت ليلى عبد العزيز بن مروان وأنجبت منه عمر بن عبد العزيز الذي لقب بخامس الخلفاء الراشدين.