تُعد فرحة التخرج من أكثر الأمور التي تسعد الأفراد سواء الطلاب  أنفسهم أو أولياء أمورهم، حيث أنه بمجرد أن يبدأ الطفل في الرابعة أو الخامسة من عمره يبدأ والده في إرساله إلى المدرسة لكي يتعلم بها وينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يراه يتخرج به من الجامعة ويصبح شابًا يافعًا تمتلئ عيونه بالآمال والمستقبل الباهر السعيد، حيث أن الأهل تبدأ في غرس الطموح بالنجاح والتخرج والتفوق إلى أن يصل الأبناء إلى مرحلة الجامعة وتزداد الآمال في عيون الآباء آملين أن يحصل أبنائهم على أعلى الدرجات في يوم التخرج.

فرحة يوم التخرج

يلبس الخريجيون في يوم التخرج أروع الملابس التي تم إعدادها خصيصًا لتلك المناسبة والتي من بينها عبايات تخرج 2019 المصممة خصيصا للطلاب والطالبات، وتتنوع الألوان الخاصة بتلك العبايات حسب كل جامعة أو تخصص أو مدينة، وتظهر جميعها بألوان رائعة كأنها تنافس بعضها البعض، وفي حفل التخرج يجلس الطلاب الخريجيون في المقاعد المخصصة لهم بحضور أولياء أمورهم، وتراعي الجامعة كافة الأمور الخاصة بترتيب وتنظيم الحفل، وينتظر كافة أولياء الأمور الاستماع إلى أسماء أبنائهم ترتفع في سماء الجامعة بعد العناء الكبير طوال فترات الدراسة المختلفة.

يتمتع الجميع في حفلة التخرج بالتعابير الجميلة التي تعطي إيحاء بالسعادة والفرحة وسماع أغاني ونغمات التخرج والنجاح، وبعد إنتهاء الحفل الرسمي للتخرج، ينتشر الأهل والأبناء في مرافق وحدائق الجامعات، لإلتقاط الصور التذكارية، لتذكر عظمة المكان وأهميته في تطور الأبناء، وبعد ساعات قليلة ينفض الحفل وتذهب كل أسرة إلى منزلها مع أبنائها الخريجين .

وكل منهم يفكر في مستقبل حافل وحياة وردية تنتظرهم بعد التخرج، وبعد أسابيع من التخرج تختلف النظرات فمنهم من يذهب حاملًا شهادة تخرجه يبحث عن وظيفة، ومنهم من يحمل سيرة ذاتية، ومنهم من يرغب في استكمال مسيرة العلم، وكل منهم يرى أنه بإمكانه تقديم خدمة كبيرة للمجتمع.

يعتبر التخرج بداية جديدة ومرحلة هامة في حياة أي طالما، وهو نتاج للسهر والتعب والاجتهاد الذي إتخذه الطالب والطالبة لكي يضع نفسه في المسار الصحيح، فمنذ بداية الطالب لأولى سنوات الدراسة يستمر في حساب الأيام التي تفصله عن فرحة التخرج، حيث أن التخرج يعتبر دليل النجاح والإنجاز والإنطلاق من أجواء الدراسة والاجتهاد إلى أجواء العمل والإنتاج.

فيصبح الطالب الخريج منتجًا ولديه كامل الاستعداد للتوجه إلى سوق العمل من أجل البدء في التحدي والبناء لإثبات ذاته وقدرته على العطاء، وبذلك يتحول الطالب من مجرد شخص يعتمد في مصروفه على أهله وأسرته إلى شخص آخر جديد قادر على العمل والإنتاج بكفاءة وتميز.

تختلف آمال وطموحات الطلاب في ليلة التخرج، وتمتلئ مخيلة كل منهم بآمال يرغبون في تحقيقها، منهم من يعلم جيدًا أن عليه العمل بجد ونشاط وجهد من أجل الوصول إلى تحقيق آماله وأحلامه، حيث أن التخرج يُعد نقطة البداية التي ينطلق منها الطالب لتحقيق أحلامه، حيث أن الكثير من الآمال تتوقف على لحظة التخرج، سواء العمل أو الدراسات العُليا أو غيرها من الأشياء، فعند لحظة التخرج بإمكان الطالب تحويل الأحلام والآمال المؤجلة إلى خطوات فعلية يبدأ العمل عليها مباشرة ليتمكن من الوصول إليها.

ومن الأفضل للشخص الخريج أن يكون مميزًا ومُلمًا بكافة المعلومات في تخصصه إلمامًا تامًا، حيث أن التميز في الخريجين يكون دافع قوي للتميز في العمل والوظائف والوصول إلى الطموحات والإنجازات، فالتخرج لا يعني نهاية المواد الدراسية ورميها بعيدًا، بل لابد أن يكون تخرج بإبداع وتميز، ليكون الخريج شخصًا قادرًا على إثبات نفسه وإظهارها وسط الآلاف من الخريجين غيره، ويضمن بذلك القبول والتميز في سوق العمل والحياة بشكل عام.

قصة عبايات التخرج

تستعد كافة جامعات العالم مع اقتراب نهاية العام الدراسي إلى التحضير لحفلات التخرج والتي تكون غالبًا في الصيف، حيث يستعد الخريجون لاستلام شهاداتهم في حفل رسمي تنظمه الجامعة، ويرتدي الطلبة والأساتذة ثوب التخرج، وهو ما يُطلق عليه مسمى عبايات التخرج أو روب التخرج، وهو عبارة عن عباءة سوداء مع قبعة مُربعة الشكل، ويحتفل الطلاب باستلام الشهادات برمي قبعاتهم في الهواء أثناء حفل التخرج لسعادتهم بتلك المناسبة الفارقة في حياتهم.

والكثيرين لا يعلمون الأصل وراء عبايات أو ثوب التخرج ومن أين جاءت فكرته وتصميمه بهذا الشكل، وأوضحت الدراسات السابقة أن الأمر يعود إلى بداية تأسيس الجامعات الأوروبية على يد رجال الدين في القرن ال 12، والقرن ال 13، حيث كان طلبة الجامعات في تلك الفترة يرتدون العباءات مع قبعة، وكانت في ذلك الوقت لونها أسود أو بني، لترمز تلك العباءة إلى حالتهم الدينية وتفرقهم عن عامة الناس في المدينة التي يدرسون فيها.

كما أوضحت جامعة كولومبيا عبر موقعها الرسمي بأن طلابها أثناء وبعد فترة الحرب الأهلية كانوا يرتدون العباءة والقبعة يوميًا أثناء وجودهم في الجامعة، وأشار معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأن الطالب في القرون الوسطى كان يلتزم ببعض الأوامر الدينية، ويقوم بتقديم التعهدات أثناء دراسته الجامعية.

كانت العباءة والقبعة في فترة القرون الأولى لبدء التعليم وسيلة للمحافظة على درجة حرارة الجسم للطلاب وخاصة في أوقات البرد القارس، حيث أن أبنية الجامعات في ذلك الوقت لم تكن مجهزة بأنظمة التدفئة الجيدة للطلاب.

الوسوم