إن التحكم في مستويات سكر الدم أمر مهم، فكلما زادت القدرة على الحفاظ على هذه المستويات، انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والمشاكل الصحية الأخرى، حيث أن الإصابة بمرض السكري تضع المريض في خطر أكبر لتطوير ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار .
سبب ترافق داء السكري وارتفاع الكوليسترول دائما
تقول جمعية القلب الأمريكية ( AHA ) أن مرض السكري غالبا ما يخفض مستويات الكوليسترول الجيد ” HDL “، ويرفع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول السيء ” LDL “، وكلاهما يزيدان خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وقد شارك تقرير إحصاءات السكري الوطني لعام 2014 نتائج مماثلة، وبين عامي 2009 و 2012 كان حوالي 65 في المائة من البالغين المصابين بمرض السكري لديهم مستويات دهنية من الكوليسترول LDL أعلى من المثالية، أو استخدموا أدوية خفض الكوليسترول .
خطورة ارتفاع مستويات الكوليسترول
ارتفاع مستويات الكوليسترول يمكن أن يكون خطيرا، فالكوليسترول هو نوع من الدهون يمكن أن يتراكم داخل الشرايين، ومع مرور الوقت يمكن أن تتجمع لتشكيل لويحة قوية، وهذا يضر الشرايين، مما يجعلها صلبة وضيقة وتمنع تدفق الدم، وعلى القلب أن يعمل بجد أكبر لضخ الدم، لذا فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية يرتفع حينئذ .
7 نصائح للتعايش مع السكري وارتفاع الكوليسترول
يمكن أن تكون إدارة حالة طبية واحدة صعبة بما فيه الكفاية، وإذا كان المريض مطلوب منه إدارة مرض السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول فيمكن أن يكون الأمر مربكا له، لذا فإن اتباع هذه النصائح السبعة ستعطي الجسم ما يحتاجه للبقاء صحيا ونشطا .
1- متابعة نسب وأرقام التحاليل
من المهم مراقبة مستويات السكر في الدم، ولقد حان الوقت لمشاهدة أرقام الكوليسترول أيضا، جدير بالذكر أن مستوى الكولسترول LDL من 100 أو أقل مثالي، ويجب التحقق أيضا من الأرقام الأخرى خلال زيارات الطبيب السنوية، وتشمل هذه الأرقام : مستويات الدهون الثلاثية وضغط الدم .
2- اتبع المشورة الصحية القياسية
هناك بعض خيارات نمط الحياة المعروفة التي تقلل بشكل واضح من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن المحتمل أن تكون هذه الخيارات معروفة لدى الجميع لذا يجب بذل المزيد من الجهد لتحقيقها مثل : الإقلاع عن التدخين، أخذ جميع الأدوية حسب الإرشادات الموصوفة من الطبيب، والحفاظ على وزن صحي، أو فقدان الوزن إذا كان المريض مصاب بالسمنة .
3- القيام بنزهة بعد تناول وجبة
التمرين هو المفتاح للحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة، التمرين هو أيضا مفتاح لإدارة ارتفاع الكوليسترول في الدم، ويمكن أن يساعد على زيادة مستويات الكولسترول HDL، والتي تعد واقية ضد أمراض القلب، وفي بعض الحالات تساعد التمارين أيضا على تقليل مستويات الكولسترول الضار، ومن المحتمل أن يكون التمرين الأكثر فعالية هو المشي بعد تناول وجبة الطعام .
4- تنفس أكثر قليلا ” خمس مرات في الأسبوع “
بالإضافة إلى المشي بعد الوجبات، من المهم أيضا القيام ببعض التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميا خمس مرات في الأسبوع، ففي دراسة تمت عام 2014 نشرت في مجلة الطب الرياضي، وجد الباحثون أن الأنشطة الهوائية المعتدلة الكثافة يمكن أن تكون بنفس فعالية الأنواع ذات الكثافة العالية عندما يتعلق الأمر بتحسين مستويات الكوليسترول، لذا ينصح بدمج بعض المشي النشيط أو ركوب الدراجات أو السباحة أو التنس في روتين الحياة، كما ينصح باستخدام الدرج أو ركوب الدراجة إلى العمل .
5- رفع الأثقال
مع تقدمنا في السن من الطبيعي أن نفقد عضلاتنا، وهذا ليس جيدا لصحتنا العامة، أو لصحة القلب والأوعية الدموية لدينا، ويمكن مقاومة هذا التغيير عن طريق إضافة بعض تمارين رفع الأثقال أو الأوزان للجدول الأسبوعي، فقد أفاد باحثون في دراسة رعاية مرضى السكري، أن تدريب المقاومة، أو تدريب الوزن، كان وسيلة فعالة للتحكم في الكوليسترول، وفي دراسة أجريت عام 2013 ونشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقية، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم برنامج رفع الأثقال العادي لديهم HDL أكثر كفاءة من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك .
6- تناول وجبات صحية
ربما يكون المريض أجرى بالفعل تغييرات في نظامه الغذائي للمساعدة في الحفاظ على مستويات السكر في الدم منخفضة، وإذا كان مريض السكري يعاني من ارتفاع نسبة الكوليسترول أيضا سيظل النظام الغذائي الخاص بالسكري مناسبا له، مع بعض التعديلات البسيطة، حيث يجب الاستمرار في الحد من الدهون غير الصحية مثل تلك الموجودة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم، واختار المزيد من الدهون الصديقة للقلب مثل تلك الموجودة في اللحوم الخالية من الدهون والمكسرات والأسماك وزيت الزيتون والأفوكادو وبذور الكتان، وإضافة المزيد من الألياف القابلة للذوبان، حيث أنها تساعد على خفض الكولسترول الضار، وهذه الأطعمة مثل : الشوفان والنخالة والفواكه والبقول والعدس والخضروات .
7- المحافظة على باقي جوانب الصحة
حتى إذا كان المريض حريصا على التحكم في كل من نسبة السكر في الدم والكوليسترول، فيمكن أن يؤثر السكري على أجزاء أخرى من الجسم بمرور الوقت، وهذا يعني أنه من المهم أن ينتبه المريض للمحافظة على جميع جوانب صحته، لاسيما عيناه حيث يمكن أن يؤثر كل من ارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري على صحة العين، وقدميه حيث يمكن أن يؤثر السكري على الأعصاب في القدم مما يجعلها أقل حساسية، والأسنان حيث أن هناك بعض الأدلة على أن مرض السكري يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهابات اللثة، والمناعة فمع تقدمنا في العمر يضعف نظام المناعة تدريجيا، ويمكن لظروف أخرى مثل مرض السكري أن تضعفه أكثر، لذا من المهم الحصول على اللقاحات مثل لقاح الأنفلونزا كل عام .