كانت الدولة العثمانية المسلمة هي تلك الدولة التي امتدت لقرون من الزمان ، و وصلت لمشارق الأرض و مغاربها ، حتى بات نصارى روما يشعرون بحجم خطرها و تهديدها لهم .
امتداد النفوذ العثماني
حاول كافة السلاطين الذين تولوا حكم الدولة العثمانية ، أن يعملوا على تثبيت حكم و أمان هذه الدولة ، و لذلك كان من الضروري الوصول للقسطنطينية و فتحها من أجل حماية الامبراطورية العثمانية ، هذا فضلا عن تأمين طرق مواصلات لحماية الأملاك العثمانية و غيرها ، هذا فضلا عن رغبة العثمانيين في إحكام السيطرة على طرق التجارة البترغالية و السيطرة على البحر الأحمر بالكامل ، أما بالنسبة بمسألة التمدد في بالعالم المتوسط ، فقد كان بغرض حماية مختلف الأقطار المسلمة ، و كذلك مواجهة كافة الأخطار التي تمثلت في مضايقات البرتغاليين و الأسبان في الشرق الأقصى .
العوامل التي ساعدت على الامتداد
عملت الدولة الصفوية على سد الفرصة أمام امتداد النفوذ العثماني ، فحاولوا منع الدولة العثمانية من التمدد لبلاد ما وراء دجلة و الفرات ، و قد احتضنت هذه الحركة إيران ، و بدأت المشاكل بين الطفين تحتد على أساس طائفي ، بالمعنى الأدق كانت المشكلة بين كلا من السنة و الشيعة ، و ظل النزاع لفترة إلى أن انتهى بمعركة جال ديرات ، تلك التي كانت الغلبة فيها لصالح العثمانيين ، و ذلك بسبب خبرتهم الحربية و ضعف العرب .
مراحل سيطرة العثمانيين
تمكن العثمانيين أولا من السيطرة على الدولة الصفوية و ذلك في عام 1514 ، بعد ذلك توجه الجيش العثماني إلى مصر و الشام ، تلك التي كانت واقعة وقتها تحت حكم المماليك ، و هنا حاول العثمانيين السيطرة على العرب ، هذا فضلا عن أنهم حاولوا طرد الأسبان من الشرق .
بداية التدخل الأوروبي
اعتمد التدخل الأوروبي على عدة أمور هامة في البداية ، كما من بين هذه الأمور ما تعلق بالوضع الاستراتيجي الهام في المغرب ، تلك المطلة على واجهتين بحريتين ، فضلا عن الموقع الاستراتيجي الخاص بنقطة التقاء كلا من أسيا و أوروبا و أفريقيا ، هذا إلى جانب أن الأوروبيين عملوا على البحث عن مختلف الطرق البحرية الخاصة بالتحكم في طرق التجارة الداخلية و الخارجية ، كذلك القضاء على القرصنة المغربية و الإسلامية على حد قولهم ، هذا إلى جانب تأمين شواطئهم و كذلك تأمين إبحار السفن المتجهة إلى غرب أفريقيا و الهند .
مراحل التدخل الأوروبي
بدأ التدخل الأوروبي بعدد من التفاصيل ، تلك التي تمثلت في تحرير رقاب الرقيق من العبودية دون فدية ، فضلا عن إقامة عدد كبير منهم بداخل المغرب ، كذلك ممارسة الشعائر الدينية المسيحية و إقامة الكنائس ، هذا إلى جانب العمل على احتلال مدينة سبتة ، و ذلك لأنه تعتبر المنفذ الذي يتم العبور من خلاله لكافة القوافل التجارية المغربية ، تلك التي كانت تعتبر أحد عوامل العرقلة في وجه التجارة الأوروبية ، كل هذا إلى جانب عمل العديد من العمليات التخريبية لعدد من الموانئ العربية و المغربية على وجه التحديد .
نتائج التدخل الأوروبي
– من أهم النتائج الخاصة بهذا التدخل محاولة تحويل الطرق التجارية إلى المحيط الأطلسي بدلا من البحر الأحمر ، فضلا عن قطع الطريق في وجه مختلف القوافل التجارية الواصلة بين أوروبا و افريقيا ، مع اهتمام التدخل الأوروبي بالعلاقات التجارية الواصلة بين إيطاليا و المغرب ، مع الاهتمام بالسيطرة على مصادر الذهب و التوغل في افريقيا الاستوائية ، مع الاهتمام بالقضاء على الوساطة العربية و مناطق أسيا .
– من الناحية العسكرية ، عمل المغاربة على طرد هذا الاحتلال الأوروبي ، و حاولوا الاستنجاد بالقبائل الجزائرية و بشكل خاص بالدولة السعدية ، هذا فضلا عن مواجهة الاحتلال الأسباني و بعد فترة من الوقت تم التدخل من قبل عدد من الأطراف الأخرى .