اختار ابنُ العبّاس الكوفة وخراسان لبداية انطلاق الدعوة العباسية، وذلك لأنّ تلك الأراضي كانت مليئة بالناقمين على بني أمية، كما كانت بعيدةً في مشرق الدولة الإسلاميّة للاستفادة -في حال لم تنجح الدولة-، فيفرّ هارباً إلى بلاد التّرك المجاورة، وغيرها من الأسباب، وقد وقع أول اشتباكٍ بين قوة بني أمية وقوة العباس في خراسان واستطاع الثاني الانتصار وضمّ الكثير من التابعين له. واستمرّت الحروب والحركات للعباسيين إلى أن استطاع السفّاح أو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس من سحق الأمويين، وبدء الدولة العباسية في 136هـ، وتوالى الخلفاء العباسيون على الدولة الإسلامية، وكان أشهرهم الخليفة هارون الرشيد الذي تولى الحكم في 170هـ، وكان عمره في ذلك الوقت خمسةً وعشرين عاماً.

خلفاء الدولة العباسية

نجح العباسيون في إقامة دولة كاملة على منطقة جغرافية كبيرة، وتفاعلت مع العناصر العربية والكردية والفارسية والتركية والهندية، حيث كانت رابطة الدين هي الأساس التي يربط الدولة بغيرها، وكانت فترة امتداد الدولة العباسية منذ سنة 132 هـ إلى سنة 656 هـ، وضمت الدولة العباسية كافة معارضي الدولة الأمويّة، فكانت منظمة تنظمياً قوياً، وسميت الدولة العباسية بهذا الاسم نسبة إلى العباس بن عبد المطلب عم الرسول عليه الصلاة والسلام.

وبدأت الدولة العباسية في مدينة الكوفة وخراسان، وكان الاختيار قائما على تلك المدينة لأن أكثر أعداء بني أميّة كانوا من الكوفة، ووقع الاختيار على منطقة خراسان باعتبارها موقع استراتيجي مناسب للفرار إلى البلاد المجاورة تحت أي ظروف داعية لذلك، وأيضا لأن خراسان كانت حديثة العهد بالإسلام أي أنه من السهل التأثير في نفوس أهلها عاطفيا بسبب محبتهم لآل البيت، ومن خلفاء الدولة العباسية :

أبو العباس السفاح

إحدى خلفاء الدولة العباسية، اسمه عبدالله بن محمد بن علي العباسي، عرف باسم المرتضى والقاسم، ولد أبو العباس في الحميمة ونشأ وتربى بها، تمت مبايعته على الخلافة أثناء تواجده في مدينة الكوفة، وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 132 هـ، وقد واجه أبو العباس العديد من المحاولات التي كانت تهدف إلى التخلص منه والقضاء عليه، ولكنه استطاع أن يتغلب عليها جميعها ويقضي عليها، بالاستعانة بأبي مسلم الخراساني وبعضا من أهله وعشيرته.

عرف أبو العباس بأنه كان شديد القسوة في التعامل مع أعدائه، حيث كان يعتمد على العديد من المعاونين له في القضاء على الأعداء ومن بينهم، أبي مسلم الخراساني في منطقة الجزيرة وأرمينية، وفي منطقة العراق على أخيه أبي جعفر المنصور، أما في الشام ومصر فيعتمد على عمه عبد الله بن علي، وكان معظم ولاة السفاح من أعمامه وأبناء أعمامه.

أوصى أبو العباس بالخلافة من بعده إلى أخيه جعفر المنصور ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وتوفى أبو العباس بعد إصابته بمرض الجدري، وكان ذلك في الثالث عشر من شهر ذي الحجة عام 136 هـ.

أبو جعفر المنصور

تولى خلافة الدولة العباسية بعد أبو العباس، اسمه عبدالله بن محمد بن علي العباسي، ولد في منطقة الحميمة عام 95 هـ، نشأ وتربى في ظل المجتمع الهاشمي، كان دائما طالبا للعلم وهو شاب، وتفقه في الدين، أصبح أبو جعفر المنصور على معرفة بعلم الحديث حيث أنه نشأ أديباً وفصيحاً، بعد فترة انتقل أبو جعفر مع أهله إلى الكوفة، وساعد أخيه أبو العباس عندما تولى الخلافة.

اتسم أبو جعفر المنصور بالشدة واليقظة والصرامة، وكان يهتم دائما بشؤون الرعية، رافضاُ للقتل بدون حق، وعرف بالثبات عند الشدائد.

محمد المهدي

تولى الخلافة بعد وفاة والده أبو جعفر المنصور، حيث تمت مبايعته للخلافة في عام 158 هـ، ولد محمد المهدي في بلدة إيذج عام 166 هــ، عرف بالكرم والجود، حيث كان شديد الحب لرعيته، اتصف بالأخلاق الكريمة والحميدة، وقام بالعديد من الأعمال في الدولة العباسية من بينها بناء مسجد الرصافة عام 59 هـ، قام بتوسيع المسجد الحرام عام 167هـ، وساعد على القضاء على الزنادقة، استمرت فترة خلافة المهدي عشرة سنوات حيث توفي في عام 169 هـ.

موسى الهادي

ضمن خلفاء الدولة العباسية ولد في سيوان عام 147 هـ، نشأ في بيت جده الخليفة المنصور، تمت مبايعته بالخلافة في عهد والده، حيث تميز بالفصاحة والكرم والشهامة والهيبة، والعديد من الصفات الآخرى التي جعلته مؤهل للخلافة، تميز عهد الهادي بالجند والسلاح، وتمكن من القضاء على الزنادقة، واستمرت فترة خلافته سنة وثلاثة أشهر، حيث توفي في عام 170 هــ.

هارون الرشيد

اسمه أبو جعفر هارون بن المهدي بن محمد بن المنصور، ولد بالري عام 148 هـ، اتصف منذ الصغر بالشجاعة والقوة، وهذا أَهّله لقيادة الحملات في عهد أبيه، وتولى هارون الرشيد الخلافة في السادس عشر من شهر ربيع الأول لعام 170 هـ، كان يبلغ من الوقت وقتها 25 عام.

محمد الأمين

ولد في مدينة الرصافة عام 170 هـ، تمت مبايعته للخلافة منذ كان يبلغ الخامسة من عمر، بعد أن حدث مكروه للرشيد، تميز محمد  الأمين بحبه للصيد، وكان مهملاً لأمور الدولة، حيث كان يكثر من العبيد، وقتل على يد جماعة من العجم في عام 198هـ.

عبد الله المأمون

ولد في شهر ربيع الأول عام 170 هـ، تمت مبايعته بالخلافة بعد قتل أخيه الأمين في عام 198 هـ، واتصف بالحكمة والعقل والحب للعلم والشعر، استطاع أن يقوي حرمة النقل والترجمة من اللغات الأجنبية في عهده، بالإضافة إلى ذلك كان حريصاً على الاهتمام ببيت الحكمة أكبر مكتبة في الدولة العباسية، وتوفي عبدالله المأمون في بلاد الروم عام 218 هـ.

وجاء بعد ذلك العديد من الخلفاء للدولة العباسية ومن بينهم:

محمد المعتصم.

هارون الواثق.

المتوكل بن المعتصم.

محمد المنتصر بن جعفر.

محمد بن هارون.

أحمد بن جعفر المتوكل.

المعضد بالله.

المكتفي بالله.

المقتدر بالله.

القاعر بالله.

القائم بأمر الله.

المطيع لله.

المسترشد بالله.

الرائد بالله.

المستنصر بالله.

المستعصم بالله.