نانو تكنولوجي Nanotechnology تكنولوجيا المستقبل هي تطبيق لعلم النانو وهندسته لإنتاج مخترعات وابتكارات مفيدة متطورة تخدم البشرية ، وعندما نتطرق لهذه التقنية لابد أن نبدأ بالتعرف على ماهية النانو متر ، ومقياس وعلم النانو ، وتركيب وخواص المادة .

ماهو النانومتر ومقياسه ؟
النانومتر هو واحد من مليار من المتر ، والعين البشرية تستطيع تمييز الأجسام من 10000 نانو فما فوق ، فاذا تعرفنا على امثلة مثل سمك الشعرة للانسان 50000 نانومتر ، ولكن اذا اصطفت 10 ذرات من الهيدروجين فطولها سيبلغ واحد نانومتر ، أما مقياس النانو : فهو يشمل الأبعاد التي يتراوح طولها ما بين واحد نانومتر و100 نانومتر .

علم النانو : هو علم يختص بدراسة خواص الجزئيات والمركبات التي لا يزيد قياسها عن 100 نانومتر .

تركيب المادة وخواصها :
إن تركيب ذرات المادة وجزيئاتها هو الذي يحدد خواص أي مادة وشكلها ، كذلك تؤثر روابط تلك الذرات مع بعضها البعض ، ونوعيتها ، ومن هنا تبدأ الفكرة في الحصول على مواد جديدة بالمواصفات معينة مطلوبة بالعمل على تعديل أو تغيير شكل تلك الروابط ، وتعديل شكل بنية المادة في الجزئيات والذرات .

وللتعرف بشكل أوضح على معنى تلك الكلمات نتعرف على مادتين في الطبيعة وهما الألماس ، والجرافيت ، كلاهما يتكون من ذرات الكربون ، ولكن الألماس من أصلب مواد الطبيعة ، وعلى العكس نجد الجرافيت ، ولكن الاختلاف في ترتيب ذرات الكربون ، فجزئيات الألماس ذات بنية منتظمة ومرتصة ، على عكس الجرافيت ذراته ذات فراغات بينية كبيرة ، وهذه الأساسيات هي مدخل لقدرة النانو تكنولوجي على تغيير تلك التركيبات الذرية وترتيبها للحصول على مواد ذات كفاءة أعلى وبالشكل المطلوب في الأغراض المختلفة ، ويعد اختراع الميكروشيبس من الأساسيات التي أدت للتوصل للنانوكتنولوجي ، والذي ساعد على معرفة اصطفاف أنابيب نانوية بصورة طبيعية داخل المادة ، مما يجعلها ذات خواص منفردة ومتميزة عن غيرها .

ومن الانجازات الجديدة للنانوتكنولوجي مادة مصنعة جديدة تضاف للسيراميك والمعادن لتزيد من قوتها بالرغم من خفة وزنها يطلق عليها كواسام Quasam ، ومن المنتظر الاستفادة منها في صناعة هياكل الطائرات وأجنحتها ، وهي مقاومة للحرارة المرتفعة حتى 900 درجة مئوية ، والمنخفضة تحت الصفر في الجليد .

الانتقادات العلمية :
تواجة تقنية النانو تكنولوجي كغيرها من الابتكارات العلمية الجديدة كثير من الانتقادات منها :
أولاً : أن دقة صغر جزيئات النانو إلى الحد الذي يسهل تسللها خلال جهاز المناعة في الجسم البشري ، وامكانية أن تتسلل خلال غشاء خلايا الجلد والرئة ، وهو ما يزيد من مخاوف القلق حيث أنه بامكانها أن تتخطى حاجز جم الدماغ ، حيث أثبتت الدراسات في عام 1997 بجامعة اكسفورد ، أن نانو جزيئات ثاني اكسيد التيتانيوم الموجودة في المراهم المضادة للشمس أصابت الحمض النووي دي أن أيه DNA للجلد بالضرر .

ثانياً : أن النانو ذاتي التكاثر ، بمعنى التكاثر الطبيعي ، فقد تكون هناك مخاوف من تكاثر النانو بلا حدود ولا سيطرة ، مما يغير كل ما في الكرة الأرضية .

ومما سبق من مخاوف دفع منظمات الصحة والبيئة العالمية تنظيم المؤتمرات لبحث تلك المخاطر التي تهدد البشرية ، وفي مؤتمر بروكسل عام 2008 ، أصدرت منظمة جرين بيس دعوة إلى الحظر على أبحاث النانو في العالم ، وبالرغم من تلك المخاوف من المؤكد هناك كثير من الايجابيات لهذه التقنية الجديدة في نواحي الحياة المختلفة والتي تدفع العلماء لتقدير النتائج الايجابية مقارنة بالسلبيات .