الادراك الخفي Subliminal Perception ، لمعرفة معنى الكلمة فيه تتكون من جزئين الاول Sub وهي ما يعني ماتحت أو باطن أو نفق ، أما المقطع الثاني Liminal وهو باللاتينية يعني عقلي ، وبذلك فالكلمة تعني ما تحت العقل الظاهر ، أي الادراك الخفي .

وقد عكف علماء كثيرين في نهايات القرن التاسع عشر على الدراسات النفسية حول الادراك الخفي عند الانسان ، ومن أمثلة هؤلاء العلماء ج.ك. ادامس ، وس.فيشر ، ولوتزل ، وغيرهم ، اذ اشارت الدراسات لوجود مستويات عديدة من الوعي في الانسان تحدت في حالة النوم أو التخدير الجراحي ، اذ يمكن للانسان أثناء ذلك أن يدرك أمور كثيرة حوله ، وهذه الأشياء قد تؤثر في نفسيته وجسده بشكل غير شعوري ، مما دفع العلماء للتوصية بعدم التحدث عن حالة المريض الصحية حتى لو كان تحت تأثير التخدير لأنه يدرك تلك الكلمات وتؤثر فيع لا شعورياً .

وتواكبت الاختراعات التي تقوم بارسال موجات صوتية أو مرئية للعقل وأهمها :
1.جهاز تاتشيستوسكوب TachistoScope : وهو اختراع يشبه جهاز العرض السينمائي ، اذ يقوم بارسال موجات صوتية أو مرئية للدماغ خلال الأّذن أو العين بسرعة وبترددات مرتفعة بحيث لا يمكن للأذن سماعها ولا يمكن للعين رؤيتها ، استخدم الجهاز على متطوعين لدراسة ردود أفعالهم عند رؤيتهم تلك الصورة التي تعرض بسرعات مختلفة ، وقد كانت النتيجة مذهلة ، اذ تمكن المتطوعين من التعرف على الصور والاستجابة لها عند عرضها بزمن خاطف لا يتعدى 1 على 100 من الثانية ، بشكل ومضات Flash وكان تفاعلهم لا ارداياً .

وقد جرب الجهاز على الحيوان والانسان ، اذ استطاع كلاً منهما تمييز أي صورة بسرعة خاطفة تصل من 1 حتى 300 من الثانية ، ولكن الأهم من ذلك أن العقل الباطن هو الذي يقوم بتمييزها ، وهي أكثر تأثير على تصرفات الفرد وتفكيره التي يراها العقل الواعي في الحالات الطبيعية .

2- جهاز نيوروفون Neurophone : استطاع باتريك فلاناجان في الرابعة عشر من عمره اختراع جهاز الكتروني بدائي من أدوات المطبخ ، وكانت المجسات وقتها تستخدم من ليفة نحاسية معزولة بكيس نايلون ، وقام بتوصيل المجسات لمحلول موصول بمضخم هاي ، وهو اداة لاعادة الصوت بدقة وقد اطلق عيله اسم نيوروفون ، وعند استخدامه محسات سمعية تمكن من سماع أصوات المارة من الجهاز داخل دماغه دون أن يوصله بسماعات .

ثم توالت ابتكاراته فتكونت من دارات الكترونية معقدة يصدر من الجهاز ترددات صوتية تضبط اتوماتيكي ، وتمكن فاقدي السمع من سماع ما يقال لهم في الدماغ ، ولكن رفضت هيئة تسجيل الاختراعات تسجيله خوفاً من تأثيره الصحي على المستخدمين .

ولكن بعد سنوات من تجربة الجهاز تم الاعتراف بجهاز نيورفون ، بل وقام فلاناغان بتطويره اذ يمكن تخزين كميات ضخمة من المعلومات في ذاكرته الخفية الطويلة الأمد بدون أي مجهود منه وقد سميت عملية التعليم الخفي .

وبعد تسليم الجهاز لهيئة تسجيل براءات الاختراعات قامت وكالة المخابرات العسكرية بمصادرة الجهاز ومنعه من مواصلة الأبحاث لمدة خمس سنوات .