انتشرت على مر العصور العديد من النبوءات التي تحدثت حول نهاية العالم ودمار كوكب الأرض وقاطنيه، وكان من أشهر النبوءات تلك التي حددت 2012 لنهاية العالم وثارت ضجة كبيرة حولها لأنها كانت معتقدا منتشرا لسنوات طويلة لدى الكثير من الغارب.
تعريف ظاهرة 2012
ظاهرة 2012 أو كما يقال يُطْلَقْ عليها ظاهرة نهاية العالم في 2012، هي عبارة عن مجموعة من الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تبنتها فئة من الغرب منذ مئات السنين حول الدار الآخرة؛ حيث افترضوا أنه في العام 2012 ستحدث عدة تحولات وأحداث مفاجئة وعنيفة وتحديدا في تاريخ 21 ديسمبر 2012، إلا أن تلك التنبؤات كانت بطبيعة الحال مزيفة ومبنية أساسا على ادعاء بانتهاء تقويم أمريكا الوسطى الكبير، الذي استمر لـ 5125 سنة وكان من المقدر له أن ينتهي يوم 21 ديسمبر 2012 وفق بعض التخمينات والخرافات.
سبب اعتناق تلك الأفكار
حدث في وقت ما أن تعالت أصوات في الغرب تنادي بأن يتم ربط بعض التشكيلات الفلكية والصيغ التنجيمية المختلفة بتاريخ 21 ديسمبر 2012، إلا أن المعاهد والمؤسسات التعليمية رفضت تطبيق تلك الفكرة الغير مبنية على معايير علمية سليمة، وكان هدف أولئك ممن اقترحوا ذاك التاريخ أن الموعد هذا يشير إلى علامة بداية فترة تخضع فيها الأرض وجميع سكانها لعملية تحول إيجابي لطبيعة مادية أو روحية، واعتبروا أن 21 ديسمبر 2012 سيكون بداية لعصر جديد.
بينما اعتقدت فئات اخرى ان التاريخ هذا سوف يتميز بنهاية العالم أو حلول كارثة ضخمة مشابهة، وكانت الأفكار والمعتقدات المقترحة في ذلك هي إما وصول الحد الأقصى للدورة الشمسية القادمة، أو أن يحدث تفاعل ما بين الأرض وثقب أسود كبير في مركز المجرة، أو أن يحدث اصطدام كبير بين الأرض وكوكب جديد يدعى نيبيرو، لكن جميع علماء الفلك والجيولوجيا وغيرهم من ممختلف التخصصات رفضوا التوقعات المصاحبة لنشأة الأحداث الكارثية.
ادعاءات كشف الغيب
منذ قديم الأزل كانت قبائل المايا تدعي بأنها لديها علم مستقبلي حول أعمار الأمم والعالم، وذكروا في كتاباتهم أن الآلهة خلقت ثلاثة عوالم فاشلة ثم تبعها عالم رابع نجح في توطين البشر، وأن العوالم الثلاثة تلك قد انتهت جميعها وأن هناك عالم رابع من المفترض أن يبدأ بتاريخ 21 ديسمبر 2012 حيث يكون قد وصل إلى نهاية العالم الثالث وبناء عليه سيموت كل من على الكوكب بحلول 2012 حتى تخلق الآلهة عالما جديدا، وكانوا يعتقدون بأن القيامة ستفاجئ جميع شعوب العالم في هذا الشهر.
نقد الفكرة
أنكر جميع العلماء حتى الملاحدة منهم أن أحدا من البشر بإمكانه علم الغيب، وأن الله وحده هو القادر على ذلك ما ذكر في كتبه السماوية، وأكدوا جميعهم أنه إذا كان يمكن توقع حدوث شيء ما بناء على شيء آخر موجود لدينا فهذا أمر منطقي، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتنبأ أساطير ولا خرافات ولا تنبؤات منذ مئات السنين باحتمالية حدوث شيء ما بعد مرور مئات السنين أيضا في ظل عدم وجود علوم حديثة حينها ولم يعترف أحد بإمكانية حدوث تغير مفاجئ أو كبير من أي نوع في عام 2012م”.
وقد تداخل الأمر كثيرا مع العقائد والديانات التي رفض أئمتها وفقهائها وقسيسيها ورهبانها تلك الفكرة حتى في ظل سيادة عصر الظلام وبسط الكنيسة سيطرتها على الغرب، ووقف الجميع ينتقد تلك الفكرة رغم أنها لاقت شيوعا غريبا لأنها تم التنبؤ بها منذ قرون عديدة ولمصادفة الحظ أنننا عشنا تلك الأوقات ولم يتحقق اي شيء، وهنا يصدق قول ربنا جل وعلى في كتابه العزيز، بعد بسم الله الرحمن الرحيم “قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله” صدق الله العظيم.
وقال تعالي : “إن الله عنده علم الساعة ويُنَزِّلُ الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير”. صدق الله العظيم