ما هي الأنمي؟
هي أفلام رسوم مُتحركة أُشتهرت بها اليابان وتم تصديرها بعد ذلك لكافة أنحاء العالم، ظهر هذا النوع من الرسوم المُتحرّكة “الأنمي” أو “المانغا” في مطلع القرن العشرين تحديدًا في عام 1917 وتدرّج حتى نال شعبيّة بالغة بين جموع الشّعب اليابانيّ والمُهتميّن بالرّسوم المُتحرّكة في كافّة أنحاء العالم، يُمكنك أن تُدرك حجم الشعبيّة التي حصدها هذا النوع من الرّسوم المُتحرّكة في اليابان عندما تعرف أن فيلم الأنمي الذي تم إصداره في عام 2001 بعنوان “المخطوفة” قد تخطّت إيراداته فيلم “تايتنك” وهو واحد من أكثر الأفلام شعبيّة وأعلاها إيرادات في العصر الحديث!
أصل كلمة “أنمي” تأتي من كلمة “انيميشن” باللّغة الأنجليزيّة، في بادئ الأمر كان اليابنيّون يُطلقون هذا اللّفظ على كلّ أفلام الرّسوم المُتحرّكة بالعالم، ولكن بعد الشّهرة التي حصدتها أفلام “الأنمي” اليابانيّة أصبحت الكلمة تخصّ بالذّكر الأفلام المحليّة التي صُنعت باليابان فقط.
بعد وفاة “أوسامو تيزوكا” الأبّ الروحي لأفلام الأنمي والمُشكّل الأول لملامح هذه الصّناعة، قامت “ديزني” بالأستحواذ على الفيلم الذي أنتجه “أوسامو” بعنوان “كيمبا الأسد الأبيض”، لتُنتج نُسختها المُنقّحة منه بعنوان “الأسد الملك” والذي لاقى نجاحًا كبيرًأ بجزئيه بعد صدوره مُباشرةً.
لم يكُن العالم العربي بمنأى عن نجاح هذا النوع من أفلام الرسوم المُتحرّكة، حيث تمّت دبلجة عددٍ لا بأس به من أفلام “الأنمي” إلى اللُّغة العربية كـ ناروتو شيبودن،المحقق كونان، ون بيس، ناروتو، القناص، عبقور، ساندي بل، جزيرة الكنز، مغامرات الفضاء (جريندايزر)، سانشيرو، ليدي ليدي، مازنجر زد، مغامرات عدنان، الماسة الزرقاء، رانزي المدهشة، سنان، الكابتن ماجد، الهداف، سوسن الزهرة الجميلة، زهرة الجبل،رامي الصياد الصغير، جورجي، النمر المقنع، الرمية الملتهبة، دراغون بول، بوكيمون، أجنحة كاندام، أبطال الديجيتال، السيف القاطع، حروف السكر.
من هو مُخترع الرسوم المُتحركة اليابانية “أنمي” ؟
هو “أوسامو نيزوكا” فنان ومُنتج للرسوم المُتحركة “الأنمي”، وُلد في شهر نوفمبر من عام 1928 بمدينة “تويوناكا” اليابانيّة حيث كان الأكبر سنًا بين أشقّائه الثلاثة، كانت والدة “أوسامو” تأخذه وهو صغيرًا إلى مسرح تاكارازوكا بالمدينة لمُشاهدة فرقة مُوسيقيّة كان لها الأثر البالغ في تشكيل وجدان “نيزوكا” بعد ذلك وتُسمى هذه الفرقة بـ Takarazuka Revue.
حتّى في أكثر لحظات حياتهِ صرامة والتزام أثناء فترة الخدمة بأحد المراكز العسكريّة في الوقت الذي كانت اليابان على وشك خوض الحرب، قضى “أوسامو” تلك الفترة يُجسد كُل ما يحدث له في شكل رسومٍ متحركة وقصصٍ مصورّة!
لم تقتصر عبقرية “أوسامو” الفنية فقط على تأليف وكتابة نحو 700 قصة تتكون من 150.000 صفحة بكلتا يديه، ولكنه أيضًا هو من قام بتحويل هذه الأعمال الفنية إلى صناعة السينما وأشرطة الفيديو وإنتاجها، حيث قام بإنتاج أكثر من 60 فيلمًا للرّسوم المُتحرّكة “أنمي” .. لذا فهو يُعد واحدًا من أساطير اليابان والعالم في مجال الرسوم المُتحركة، أطلق على “نيزوكا” عدّة ألقاب أشهرها “الأب الروحي للأنمي”، “إله المانغا” بالإضافة إلى لقبه الأكثر شُهرة وهو “والت ديزني اليابان”.
وبسبب أعمال الفنية الناجحة .. كان من الضروري أن تصل شُهرة “أوسامو” إلى الولايات المُتحدة الأمريكيّة والعالم، وخير دليل على ذلك هو الكاتب الأمريكي “فريدرك سكود” الذي قام بترجمة مُجلدٍ ضخمٍ (أكثر من 900 صفحة) يرصد قصة حياة “أوسامو”.
ما هي المانغا؟
يُطلق اليابنييون على الأفلام المصورة التي تم تصنيعها محلّيًا داخل اليابان إسم “المانغا” وذلك للتفريق بينها وبين بلدان العالم الأخرى التي تُنافسهم في الصناعة ذاتها، تشمل “المانغا” أيّ مواضيع يتم تحويلها إلى رسوم مُتحركة سواء إن كانت سياسيّة، رياضيّة، رومانسيّة، خيال علميّ، مغامرات وكوميديّة.
ظهرت المانغا لأول مرة خلال الفترة من عام 1945 إلى 1952 وهي فترة ما بعد الحرب، حيث كانت اليابان تتعافى من آثار الحرب المُدمّرة وكذلك الفن الياباني الذي أخذ يتطور بعد ذلك مما خلق بيئة مُناسبة لظهور فنون “المانغا” و “الأنمي”.
بعد ذلك تطور لفظ “المانغا” ليتم استخدامه أيضًا خارج اليابان، حيث كان الأشخاص من مُختلف دول العالم وتحديدًا الولايات المُتحدة الأمريكية يطلقون على الرسوم المُتحركة التي تأخذ شكل الأعمال الفنية اليابانيّة إسم “المانغا”.
وفاة “أوسامو نيزوكا” :
توفّي الأب الروحي لأفلام الأنمي اليابانية “أوسامو نيزوكا” في التاسع من فبراير من عام 1989 وهو يبلغ من العمر ستون عامًا، بعد صراع طويل وقاس مع مرض السّرطان.