قال أبو عبدالرحمن عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». وبذلك قد وضح النبي الأركان الأساسية للإسلام، وحديثنا اليوم عن الركن الثاني من أركان الإسلام وهى الصلاة وبخاصة للأطفال.
ما هى الصلاة؟
الصلاة تمثل الصلة أو العلاقة بين العبد وربه حيث يستطيع من خلالها مناجاة الله وتأثرها روحاني أكثر من أي شئ فهى راحة للنفوس وبث للطمأنينة في القلوب وشرح الدور.
الصلاة رغم أنها الركن الثاني في الترتيب في أركان الإسلام إلا أنها تعتبر أول الأعمال التي تتم محاسبة العباد عليها فإذا صلحت صلحت باقي الأعمال.
فرضت الصلاة على المسلمين في رحلة الإسراء والمعراج عندما عرج جبريل بالنبي صل الله عليه وسلم إلى السموات وكان قاب قوسين أو أدني من الله عز وجل فأهداه الصلاة لأمته، وكانت في بداية فرضها خمسون صلاة إلا أن النبي طلب التخفيف وظل يطلب التخفيف إلى أن أصبحت خمس صلوات، وأصبحت تمثل الصلاة العلامة التي تميز المسلم عن غيره من الأمم فقد قال النبي صل الله عليه وسلم ” إنَّ بَينَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّركِ والكُفرِ تَرْكَ الصَّلاةِ “.
لماذا يجب تعليم الطفل الصلاة؟
الصلاة بحكم كونها الركن الثاني في الإسلام وواحد من أهم الأركان فهى عماد الجين وذروة سنامه، لذا وجب الاهتمام بها وتعليمها للإنسان منذ الصغر وكذلك تحبيبه وترغيبه في أداءها وجعلها نوعًا من العادة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فما ينقش في صغرنا يظل ثابت ويقوى مع الزمن.
يجب تعليم الصلاة وذلك تنفيذًا لأمر الله عز وجل إذا قال جل وعلى في محكم التنزيل “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ” ( طه / آية 132 ).
تنفيذًا لأمر النبي وتنفيذًا لسنته صل الله عليه وسلم إذ قال ” مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ “.
ولتبيان مدى أهمية تعليم الصغار الصلاة قال ابن تيمية (من كان عنده صغير مملوك أو يتيم، أو ولد، فلم يأمُره بالصلاة، فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويُعَــزَّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغا، لأنه عصى اللهَ ورسول).
كيف تشجع طفلك على الصلاة؟
الأطفال في الصلاة فهى عبادة روحية يجب أن تؤدى بمحبة وإخلاص ونية خالصة إلى الله عز وجل، كما أن من أحب شيئًا حافظ عليه أما من أكره على شئ حتى وإن أداه يؤده بشكل آلي وكلما اتيحت له الفرص تهرب من أدائه.
عملية ترغيب الطفل في الصلاة لا تبدأ من سن السابعة وإنما تبدأ من سن يسبق ذلك، وهو غالبًا سن الثالثة حيث يبدأ الطفل في الاستقلال والتقليد، فنلاحظ أن الطفل يمكن أن يجلس بجوار المصلي ويقلد حركاته، لذا وجب على الوالدين أن يكونا القدوة لطفلهم في الالتزام بالصلاة وتأديتها بمحبة.
في المرحلة ما بعد الثالثة من العمر يبدأ الطفل في التفهم وكذلك القدرة على الحفظ، لذا يجب أن نبدأ في تعريفه بالله وتحبيبه فيه وجعله يسعى للتقرب إلى الله وتعليمه أن أفضل وسيلة للتقرب إلى الله هى الصلاة، كما يتم البدء في تحفيظه القرآن بقدر المستطاع من الطفل وتعليمه بعض أمور العقيدة.
توفير سبل الراحة حتى يقبل الطفل على الصلاة مثل توفير المياه بدرجة حرارة مناسبة.
ليس واجبًا أن يؤدي الطفل الصلاة بكل دقة وإنما يكتفى فقط بتعليمه كيفيتها حتى وإن صلى ركعتين فقط، فيجب أن يتم البدء مع الطفل بالتدريج حتى نصل إلى سن الإلزام بالصلاة، حيث يكون قد تعلم الصلاة وأوقاتها وعدد ركعات كل فرض ويبدأ الالتزام بها وبأدائها في أول الوقت.
التحفيز والمكافأة وبخاصة في تشجيعه على أداء الصلاة على وقتها وفي أول الوقت كذلك.
المرحلة التي تبدأ في السابعة من عمر الطفل حتى العاشرة هى مرحلة يبدأ فيها التمرد والتخلي عن عادات الطفولة وعدم الالتزام بالأوامر ومن ضمنها الصلاة رغم أنه تعود على أدائها حتى أنه يمكن أن يكذب للهروب من الصلاة، هنا يجب الابتعاد عن العصبية وردود الفعل الغير محسوبة أو العنيفة، وإنما ادفعه للصلاة بأسلوب سهل وغير مباشر إن استطعت، وفي حال عدم الطاعة فلتجعل من طريقتك حازمة أكثر ولكن أيضًا بشكل غير مباشر.
التحدث دائمًا عن أن أفضل ما في الطفل هو التزامه بصلاته.
يجب على الأهل في تلك مراحل الطفولة الالتزام بالأسلوب اللطيف والهين بشكل أساسي ففي كل الأحوال مازال الطفل غير مكلف، كما يراعى ربط المواعيد بالصلاة.
طريقة لتشجيع الاطفال على الصلاة
هناك أكثر من طريقة يمكن إتباعها كنوع من التشجيع للأطفال مثل الجداول.
جدول النجوم.
الخانات الرأسية تمثل أيام الأسبوع.
الخانات الأفقية تمثل الصلوات.
الحافز وهنا يمكن اختيار أي حافز مناسب مثل شئ يحبه الطفل أو يود الحصول عليه.
نحن هنا بحاجة إلى نجوم ثلاثة ألوان ( الأحمر – الأصفر – الأخضر )
عند أداء الصلاة في أول الوقت يتم وضع نجمة خضراء في المربع الخاص بها.
عند أداء الصلاة قبل زوال وقتها يتم وضع نجمة صفراء في المربع الخاص بها.
عند أداء الصلاة قضاء أي بعد زوال وقتها يتم وضع نجمة حمراء في المربع الخاص بها.
عند انتهاء الأسبوع يتم احتساب عدد كل لون من النجمات ولا يتم الحصول على المكافأة إلا في حال تخطي عدد النجمات الخضراء الـ30 نجمة.