ان الاستعفاف يعني طلب العفة ، وهو خلق إيماني رفيع و ان الاستعفاف يكون بالابتعاد عن أعراض الناس بان لا نقوم بالقذف و هذا عن اللسان كذلك يكون الاستعفاف بترم الطمع والتسول عن أموال الناس.
مظاهر الاستعفاف
عفة اللسان
قال تعالى ” وقولوا للناس حسنا “
وقال جل شأنه :”ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد “
العفة الجنسية
ان النبي صلى الله عليه و سلم حث على الزواج لأنه يساعد للاستعفاف والعفة فقال :” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” و معنى الوجاء هنا هو الحماية و الوقا.
عفة البصر
لما كان النظر مقدمة من مقدمات الزنا بل اكثر من ذلك حيث إن النظر المحرم في حد ذاته يكون زنا ، حيث ورد عن النبي صل الله عليه و سلم ” كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر و الأذنان زناهما الاستماع و اللسان زناه الكلام و اليد زناها البطش و الرجل زناها الخطى و القلب يهوى و يتمنى و يصدق ذلك الفرج أو يكذبه ” وهذا في رواية البخاري اما في رواية مسلم قال النبي صل الله عليه و سلم لعلي بن أبي طالب :”يا علي ، لا تتبع النظرة فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة”
أنواع العفة
العفة تقسم إلى نوعين اساسيين ، حيث بهما يمكن ان نميز المسلم الملتزم بالأخلاق عن غيره من الناس
العفة عن المحارم
وهي تعني الكف عن محارم المسلمين، من العرض والدم والمال، وهذا النوع من العفة يكون له عند العلماء نوعان ، الأول: وهو ان يقوم الفرد بضبط الفرج عن الحرام بمعنى الا يقترب من الحرام سواء بالزنا أو ما يشابهه من المحرمات، والثاني ان يكف اللسان عن الأعراض بمعني عن الفحش والتفحش بالكلام كالنميمة والغيبة، وكذلك ان لا يخوض في أعراض الناس، وغير ذلك.
العفة عن المآثم والمعاصي
وهذا النوع ينقسم الى نوعان وهما، عدم المجاهرة بالظلم، بمعنى ان لا نقوم بظلم الناس جهاراً نهاراً، وكذلك ان لا يخاف من الله تعالى عند ظلم الناس، وكذلك عدم اعتراف الظالم بظلمه على الرغم انه يعلم في سريرة نفسه أنه ظالم،.
والنوع الثاني هو ان تكف النفس عن الا تستمر في الإصرار على الخيانة، سواء في الظاهر أو الباطن، أي ان في الظاهر يكون أمام الناس، وفي الباطن يكون في سريرة نفسه.
اثر الاستعفاف على الفرد والمجتمع
1ـ سلامة المجتمع من الفواحش وطهارته وذلك بصيانة العرض والشرف.
2- ان الشخص الذي يعف نفسه انه يفوز بالثواب العظيم في الآخرة .
3- كذلك يحظى بالرضا والقناعة فقال الله تعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .
4- طيب النفس و عزة النفس وقوة الإرادة وانشراح الصدر وصون نور القلب كي لا تطفئه ظلمة المعصية .
العفة والاستعفاف في القرآن الكريم
ـ قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
ـ وقال سبحانه وتعالى : {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ}.
ـ وقال سبحانه وتعالى : {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ}.
– وقال تعالي : {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة:273].
ـ وقال تعالى ” قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ “>
احاديث عن العفة والاستعفاف
ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم أن (زِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ).
ـ و قال النبي صلى اللهُ عَليهِ وسلمَ لِعلِيٍ رضي الله عنه) يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ).