الجنة هي ذلك النعيم المقيم الذي ينتظر المؤمنين بالله ، و المطيعين لأوامره سبحانه و تعالى ، و قد بالغ القرآن في وصفها حيث قيل عنها أنها شاسعة الاتساع جميلة المنظر ، مليئة بكل ما تشتهيه النفس ، ليس بها شقاء و لا عناء و لا غيرة ، ولا ألم فكيف يكون شكل من ينعم الله عليهم بها ؟
صفات المنعمون بالجنة
ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن أهل الجنة و خلقتهم و جمالهم ، بل و قد وصل هذا الوصف إلى حد مجالسهم و خدامهم و مستوى الترف الذي يعيشون فيه .
صفات أجساد اهل الجنة
– ذكر أن أطوال أهل الجنة هي ستون زراعا في السماء ، و هو طول نبي الله أدم عليه السلام ، و هذا الطول هو طول ثابت لكل أهل الجنة فلا يكون بينهم قصار ولا طوال عن هذا الحد ، و ذلك استنادا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ . فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ . فَقَالُوا : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ ، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ ) رواه البخاري و مسلم .
– و قد قيل أنهم تكون أجسامهم لا يغطيها الشعر ، و الرجال ينعمون بجمال سيدنا يوسف و صفاء قلب سيدنا أيوب و لسان سيدنا محمد ، و يتمم الله عليهم نعمته بالكمال و الجمال و حسن الخلقة و الخلق ، و هم مخلدون لا يموتون ولا ينامون أيضا .
نساء الجنة
– و قد تم تقسيمهم في القرآن الكريم لنوعين و هم الحور العين الذين يهبهم الرحمن للمؤمنين من الرجال ، كنوع من النعيم و قد بالغ القرآن الكريم في وصف جمالهم ، حيث قال أنهم كالياقوت و المرجان و قيل أنهم كأمثال اللؤلؤ المكنون ، و غيرها و هم نساء جميلات بيضاوات و قيل أن لو أن واحدة منهم اطلعت على الأرض فقط لأضائتها ، و قد قيل أنهم ليس لهم عدد معين بل أنهم في الجنة كالمطر .
– و النوع الثاني هن نساء أهل الأرض المؤمنات و قد تحدث عنهم القرآن الكريم ، بأنهم ملكات الجنة و أنهن أجمل و أشرف و أكمل من الحور العين ، و قد قيل عنهن أن الله أعد لهم النعيم المقيم و القصور المزينة و الشباب الدائم ، و قد وصفهم القرآن بأن لهم لمعة و شفافية الجواهر ، و تزين رؤوسهم التيجان و قد ألبسهن الله ثيابا من حرير ، و قد جمل الله وجوههم و أضائهم من نوره و وهب لهن الخدم و نزع من قلوبهن الغيرة و الحقد ، و يقال أن أعلى الرجال منزلة في الجنة ، من كان له زوجتان من نساء الأرض في الجنة .
غلمان الجنة
هؤلاء الغلمان هم صغار خصصهم الله لخدمة أهل الجنة ، و هم من يقوموا بتوفير الطعام و الشراب لأهل الجنة ، و يقال عنهم أنهم شكلهم جميل و كثيرو العدد حتى أن القرآن ، قد تحدث عليهم و قال أنهم كالؤلؤ المنثور .
الإنجاب في الجنة
يذكر في هذا الصدد أن الله من ضمن النعيم الذي وهبه لأهل الجنة ، أنه يهب الأطفال في الجنة لمن يريد فيقال أن هذه الهبة تعويضا لمن حرم الإنجاب في الدنيا ، و هناك أحاديث شريفة تحدثت عن هذا الأمر حيث قيل أن الحمل و الوضع و النمو ، حتى السن الذي يتمناه الراغب في الإنجاب كل هذا يتم في ساعة زمنية ، قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ، ووضعه ، وسنه ” أي نموه إلي السن الذي يرغبه المؤمن ” في ساعة كما يشتهى) صحيح الجامع.