تتنوع العلوم الإنسانية في الأساس فيما بين علوم قديمة ، و أساسية لعلوم أخرى قام الإنسان بدراستها ، و ذلك منذ القدم ، و علوماً حديثة أتت كنتيجة للتطور الحضاري ، و العلمي الذي عاشته البشرية منذ أواخر القرن الثامن عشر الميلادي تحديداً ، و من إحدى هذه العلوم القديمة ، و التي قد عرفها الإنسان ، و درسها ، ووضع الأسس الخاصة بها هي ( علم الأحياء ) أو ما يعرف بعلم الكائنات الحية حيث قد نشأت دراسة هذا العلم من جانب الإنسان منذ القدم حيث كان من أوائل العلماء الذين حاولوا دراسة الكائنات الحية بشكلاً علمياً هو العالم الإغريقي الشهير (أرسطو) إذ قد قام هذا العالم بتكريس جزءاً كبيراً من حياته من أجل دراسة الحيوانات البحرية ، و بالفعل توصل إلى العديد من الفروق الدقيقة بين الكائنات البحرية مثال (الدلفين) ، و الذي لا يجب أن يتم اعتباره من الأسماك لنه يتنفس الهواء ، و ليست له خياشيم مثل الأسماك إلا أن أزدهر هذا النوع من العلم ، و بوتيرة عالية بدءاً من القرن السابع عشر الميلادي حينما أهتم به العديد من علماء عصر النهضة في أوروبا ، و الذين قاموا بدراسة الكائنات الحية على نحو علمي ، و دقيق ، و صنفوه لمجموعات ، و ذلك وفقاً لنظاماً موحداً ، و مرتباً .
التعريف الخاص بعلم الأحياء :-
يتم تعريف علم الأحياء على أنه هو ذلك العلم القديم الذي قام بدراسة كل ما هو متعلقاً ، و مختصاً بمعيشة الكائنات الحية ، و ذلك ابتداءا من الإنسان ، و حتى الجراثيم أو هذه المخلوقات المجهرية مروراً بالحيوان ، و الحشرات ، و النباتات بأنواعها إذ يقوم علم الأحياء بدراسة هذه الكائنات الحية باختلافها من حيث التركيب العضوي الخاص بها علاوة على طرقها في التكاثر سواء الجنسية أو غير الجنسية ، و طرق النمو الخاصة بها بالإضافة إلى ما هي تلك الأمراض أو الآفات التي قد تصيبها ، و ما هي الصفات الوراثية الخاصة بكل كائن حي منها علاوة على دراسة جميع أجهزتها مثال أجهزتها التنفسية أو التناسلية أو الهضمية ، و تركيبها البنائي إذ ترتبط دراسة علم الكائنات الحية أو علم الأحياء حالياً بالعديد من المجالات العلمية الأخرى ، و التي عادةً ما يحتاج إليها دراسي الأحياء بشكلاً عالياً عند دراسة مجالهم ، و من بين تلك العلوم الكيمياء ، و الفيزياء ، و الطب إذ أن جميع أنواع تلك العلوم تؤدي في الأصل دوراً جوهرياً ، و حيوياً في تفسير تلك الوظائف العضوية لدى الكائنات الحية ، و بشكل عام .
إذ يعد علم الأحياء من أحد العلوم البشرية السريعة الوتيرة من حيث التطور في عصرنا الحالي ، و ذلك راجعاً إلى أن الكثير من فروعه مثال علم الأحياء التطوري أو علم الأحياء الخلوي علاوة على علم الأعصاب تمر بتغييرات كبيرة ، و عالية الدرجة إذ قد شهدت الكثير من الاكتشافات في خلال السنوات الأخيرة إذ ينقسم علم الأحياء إلى عدة مجالات ، و ذلك يكون بناءا على تلك الظواهر التي يتخصص بدراستها العلماء فيه ، و من بينها علم النباتات ، و علم الحيوانات ، و علم الأحياء الشكلي ، و هو عبارة عن ذلك العلم الذي يدرس (هيئة الكائنات وأعضائها) علاوة على علم الأحياء الوظيفي ، و الذي يقوم بدراسة هذه الوظائف الخاصة بالأعضاء الحيوية لدى كل كائن .
أهم فوائد دراسة علم الأحياء للإنسان :- يوجد العديد من الفوائد الخاصة بدراسة علم الأحياء للإنسان ، و منها :-
أولاً :- التعرف على علم الوراثة ، و بالتالي معرفة ماهية المورثات ، و ما هي الصفات الوراثية ، و كيفية انتقالها من جيل إلى جيل .
ثانياً :- تفيد دراسة علم الأحياء في معرفة ذلك التركيب الدقيق الخاص بالخلية ، و بأعضاء جسم أي كائن حي ، و طرق تكاثره ، و غذائه ، و بيئته علاوة على التميز بين الكائنات الحية المنتمية إلى نفس الصنف أو المجموعة .
ثالثاً :- تجنب تلك النوعية من الأمراض المنقولة بشكلاً وراثياً ، و بالتالي التمكن من عزل هذه المورثات ، و التي تحمل هذه الأمراض عند التزاوج .
رابعاً :- ساعد ، و بشكلاً عالياً علم الأحياء في التعرف على تلك الكائنات المجهرية بل ، و التعرف على ما هو مفيد منها مثال بكتيريا المعدة الهاضمة للطعام ، و الفيروسات التي ينتج عنها الإصابة بالأمراض أو المشاكل الصحية للإنسان مثال فيروس الإنفلونزا ، و فيروس الإيدز ، و ما هي طرق معالجتها ، و الحد من أضرارها ، و أثارها السلبية .
خامساً :- فادت دراسة علم الأحياء الإنسان ، و بشكلاً كبيراً في التعرف على النباتات بأنواعها ، و بالتالي التفريق بين ما هو نافع ، و ما هو ضاراً أو ساماً علاوة على كيفية استخدامه لكل نوع منها .
سادساً :- يتضافر علم الأحياء ، و بوتيرة قوية مع مجموعة من العلوم الأخرى مثال علم الصيدلة أو علم الطب علاوة علم الكيمياء ذلك كمثال في عملية صناعة الأدوية ، و تحديد مصدر الدواء سواء كان نباتياً أو حيوانياً من غيره ، و لمن سيتم إعطاء هذا النوع من الدواء له ، و ذلك بما يناسب تركيبه الحيوي ، و الوظيفي .
سابعاً :- من ضمن فروع علم الأحياء العالية الأهمية علم البيئة ، و الذي قام بإعطاء هذه النتائج الدقيقة ، و الهامة عن كل كائن حي مثال كيفية تكيفه مع البيئة ، و طرق معيشته فيها هذا علاوة على ما قدمه علم البيئة للإنسان من حلول لعدم تلويث البيئة ، و كيفية الحفاظ عليها .