الخنافس (بالإنجليزية: Beetles)‏ أو غمديات الأجنحة . هي رتبة من الحشرات تتبع طبقة داخليات الأجنحة من صنف الجناحيات. أنواعها المعرفة، كثيرة جدا، تصل 400000، إذ أن 40% من الحشرات المعرفة، هي خنافس، وبعبارة أخرى، هي أكثر الأنواع التي تم وصفها وتعريفها، في مملكة الحيوان بنسبة تقارب 30% من أشكال الحياة المعرفة ، إذ تقدر الأنواع المعرفة، وغير المعرفة، بأعداد، تتراوح بين 5-8 مليون نوع. وحتى اليوم، لا زالت تكتشف وتعرف أنواع جديدة من حين لآخر هذا فضلا عن الأنواع التي وجدت من المستحاثات المتحجرة.

تعيش الخنافس في معظم البيئات، من الحقول، إلى الغابات والصحاري، وحتى داخل أكياس القمح والأرز المخزنة، لكن الملاحظ أنه لم يسجل لها تواجد في المناطق القطبية، أو البحر. تتغذى الخنافس على النباتات والفطريات واللافقاريات وقضم الأشجار الحية والميتة من الداخل. كذلك بعض أنواعها مفترسة، تتغذى على التهام بعض الهوام، وعلى صغار الطيور والثدييات وبعض الأنواع تعد آفة منزلية وزراعية تقضم الأثاث من الداخل وتهلك الزرع والمحصول والمواد المُخزّنة، مثل خنفساء البطاطا وخنفساء سوسة القطن الأمريكية وخنفساء الدقيق (triblium). وبعضها الآخر يعد مفيد كالخنافس الأرضية وخنافس أبي العيد إذ أنها تتغذى على الحشرات واليرقات والهوام الضارة، وهي بذلك تؤدي دور مهم في المقاومة البيولوجية.

الخنفساء السوداء

الخنفساء السوداء هي احد الخنفساء المنتشرة في ولاية بنسلفانيا . تأكل كل أنواع المنتجات الحيوانية مثل الجلود والصوف والحرير والريش ، والشعر ، واللحوم المجففة ، والحشرات الميتة ، والمواد النباتية حتى المجففة . الخنفساء السوداء هي آفة في خزائن المطبخ ، وكذلك في السجاد من الصوف أو مناطق تخزين الملابس . تشتهر هذه الخنفساء ايضا بإسم خنفساء السجاد السوداء

مواصفات الخنفساء السوداء

يأتي كبار الخنفساء بطول 2.8 إلى 5 ملم ، وهي ذات لون أسود بني محمر . يبلغ حجم يرقات الخنفساء السوداء إلى 12.7 ملم ، وهي مختلفة جدا عن يرقات الخنافس الأخرى . كبار الخنفساء السوداء تعيش من 2 أسابيع إلى عدة أشهر ، ولكن لا تضر السلع المنزلية في هذه المرحلة . وخلافا لليرقات ، فإنهم ينجذبون للضوء . وهي نشطة ، وغالبا ما يمكن العثور عليها حول النوافذ وعلى الزهور ، وذلك من خلال تناول حبوب اللقاح . الإناث تبدأ بوضع البيض على يرقات المواد الغذائية أو في أماكن مظلمة ومنعزلة في مدة تقل عن أسبوع واحد . والإناث يمكن أن تضع 42-114 بيضة ، في متوسط 50 ثم تموت بعد بضعة أيام من وضع البيض .

ينجذب كبار الخنفساء السوداء للزهور ، وفي فصل الربيع تطير الى داخل المنزل . في بعض الأحيان ، تنجذب الطيور وغيرها من الحيوانات في المداخن وأماكن أخرى في المنزل وتصبح جثثها مصدرا لغذاء لليرقات . في كثير من الأحيان ، يتم جلب الخنافس السوداء في المنزل مع المنسوجات الصوفية القديمة والسجاد . في بعض الأحيان يتم إدخال الخنافس السوداء إلى المسكن في المنتجات المخزنة .

تكاثر الخنفساء السوداء

تتكاثر الخنافس بتطور كامل وتضع الأنثى الواحدة عشرات، مئات، أو آلاف البيوض خلال حياتها، وفي كل مرة، تحرص الخنفساء على وضع بيضها في المكان المناسب الذي يوفر لليرقةالغذاء عند التفقّع من البيض، ومثال على ذلك خنفساء الطحين وخنفساء البطاطا والخنفساء كيرقة، تتناول القسم الأكبر من الغذاء خلال دورة حياة الخنفساء إذ تميل اليرقات للأكل بشراهة عند تفقع البيوض وخروجها، بعضها تتغذى خارجيا على أوراق النبات، والبعض الآخر تتغذى على مصادر الغذاء من بطن التربة، أو داخل النبات كذلك تتغذى اليرقات في بعض الأنواع على الافتراس كما تفعل الحشرة البالغة، فترة استمرار الخنفساء في طور اليرقة يختلف من نوع لآخر، إذ تتراوح بين فترات قصيرة، وفترات طويلة، قد تبلغ سنوات في بعض الأنواع. يرقات الخنافس تختلف عن بقية يرقات الحشرات في مظهرها الصلب ورأسها القاتم، مع وجود حواف للمضغ في الفم وفتحات تنفس على طول الجسم، وكما يختلف البالغين في المظهر، تختلف اليرقات عن بعضها البعض، سيما بين عائلات الخنافس والبعض من عائلات الخنافس يكون ليرقاتها أطراف دقيقة تبدو كالأرجل، إلا أنها لا تستخدمها، والبعض من أنواع الخنافس تحتاج يرقاتها لعائل تلتصق به وتعيش معه، مثل خنفساء السوس والخنافس من عائلة meloidea. تدخل اليرقة في طور التعذر (عذراء) داخل ورقة أو شجرة معيلة، أو دحية تحت الأرض وفي بعض العائلات تفرز مادة تتشرنق داخلها، تستمر فترة التعذر أسبوعين أو أكثر ومن ثم تخرج كحشرة كاملة 

سلوك الخنفساء السوداء

تظهر الخنافس أثناء التزاوج، سلوك بالغ التعقيد، إذ تعتبر الرائحة جزء مهم في عملية التزاوج، وفي بعض الأنواع مثل فصيلة nicrophorus حيث تتصارع الإناث، ويغادر المغلوبين تباعا، ولا يبقى إلا الخنفساء القوي، لضمان التناسل مع الأقوى، كما تقوم بعض الذكور أحيانا، بتحديد منطقة نفوذ صغيرة، وتقوم بالدفاع عنها بشراسة، ضد الذكور من المتطفلين، إذ تتواجد على رأس بعض الذكور، قرون وحواف حادة، مما يعطيها هيئة أكبر من الإناث، علما بأن بعض أنواع الخنافس تعتبر من أضخم أنواع الحشرات.

غالباً ما تكون فترة التزاوج قصيرة، لكن في بعض الأنواع تستمر عملية التسافد لساعات، تنتقل خلالها الحيوانات المنوية، إلى الإناث، ومن ثم يخصب البيض ويتم وضعه، وتختلف في ذلك الخنافس تبعا للنوع، فبعضها تقوم بوضعه في إطار ورقة نبات، والبعض الأنواع تقوم ببناء طوية خيطية على ورقة نبات، ومن ثم تضع فيها البيوض، وتكون بذلك محمية أكثر، ومنها ما يحفر دحية تحت السماد أو بالقرب من الروث، كالجعل الذي يضع بيوضه في البراز، ثم يقوم بتكويره على شكل كرة صغيرة ومن ثم يقوم بدحرجتها، بأرجله الخلفية إلى جحره، وبذلك يضمن الغذاء ليرقاته عند تفقع بيوضها

نظام الخنفساء السوداء الغذائي

 رغم تنوع ووفرة الطعام، الخنافس قادرة على استغلال مصادر واسعة ومتنوعة من الطعام المناسب لمحيطها، التي تتواجد فيه، وبعضها تتغذى بشكل عام على النبات والحيوان، وأخرى متخصصة في أكل طعام معين، والعديد من أنواع الخنافس، تتغذى على الورق، مثل خنافس الأوراق والخنافس طويلات القرون، وخنافس السوس تتغذى على نوع واحد من النبات، الخنفساء الرواغة والخنافس الأرضية من عائلة staphylinidaeهي في الأساس، من المفترسات، وهي تلتقط وتستهلك العديد من الهوام المفصلية، والضحايا صغيرة الحجم، مثل دود الأرض والحلزونات في حين أن معظم الخنافس المفترسة، هي غير متخصصة في افتراس كائنات بعينها، وقلة منها هي التي تستهلك وتفضّل ضحايا معينة، كذلك بعض الأنواع من عائلة coprophaous تتغذى على المواد الأولية المتحللة أو المتعفنة مثل الروث. 

تكيف الخنفساء السوداء

الخنافس تتكيف مع بيئتها بطرق كثيرة تتناسب مع المحيط الذي تعيش فيه، فجسمها عموما له غطاء قشري، قاسي، من الكيتين، أملس في بعضها، وقشري ذا نتوءات حادة، في بعضها الآخر، وهذه البنية القشرية، تحميها من الحرارة، ومن أعداءها، ويجعلها تتلاءم مع أي بيئة على الأرض حتى في أشد الصحاري جفافا، كذلك أرجلها لها زوائد شعرية ونتوءات تساعدها على التشبُّث، و مع هذه الخواص العامة، هناك عائلات من الخنافس، لها قدرات خاصة ومحددة للتكيف مع بيئتها، فخنافس الماء من عائلة Dytiscidae أرجلها تحوّرت بشكل يلائم العيش بالقرب من المياة، وتستطيع تخزين الهواء بين البطن والجنيحات لتتنفسه حين الغطس، والخنافس من عائلة Hydrophilidae لها شعيرات تبقي طبقة من الهواء تحت جسمها عندما تغوص في الماء، في حين تستطيع الخنفساء دوارة whirligig beetles العوم والسير على الماء كما تقوم بصنع فقاعة هواء بقرونها لتتنفس منها حين الغطس، وخنسفاء الجعل قد استطالت سيقانها الخلفية لتستخدمهما في دحرجة كرة البراز.

وسائل الدفاع الطبيعية

تمتلك الخنافس ويرقاتها، العديد من الاستراتيجيات، لتجنب أن تصبح فريسة من قبل أعدائها الطبيعيين، وبعض الطفيليات، وهي إستراتيجيات تشمل التمويه والتقليد، السمية، الهرب، أو الدفاع، عملية التموية لديها، مرتبطة باستخدام الألوان، والتماثل مع البيئة، وهي الطريقة الأكثر شيوعا، المستخدمة من قبل بعض الحشرات، ومنها عائلات الخنافس، سيما التي تتغذى منها على الغطاء النباتي والخشب، مثل خنافس الأوراق والخشب، فيصعب على العين ملاحظتها، فتبدو كقطعة خشب مهملة، أو كجزء من شجرة.