الغزال الجبلي هو نوع من الغزلان على نطاق واسع ولكن بشكل غير متساو وزعت في فلسطين، تركيا وعبر شبه الجزيرة العربية ، فإنه يسكن الجبال ، والتلال ، والسهول الساحلية ، مجموعتها تتزامن بشكل وثيق مع أشجار السنط التي تنمو في هذه المناطق ، هو أساسا من أنواع الرعي ، وإن كان هذا يختلف مع توافر الغذاء.

مواصفات الغزال الجبلي

يعتبر غزال الجبل أنحف الغزلان بنيةً وأطولها قوائماً وعنقاً. يتراوح لون كسوة هذه الحيوانات من الأسمر إلى البني الداكن على ظهره، عنقه، ورأسه، بينما تكون معدته ومؤخرته بيضاء ناصعة، وتفصل بين نمطيّ الألوان هذه خطوط داكنة عريضة على جانبيّ الجسد، وتتميز السلالة الفلسطينية والسلالة المسقطيّة أنهما أدكن لونا من باقي السلالات. تكون كسوة هذه الحيوانات قصيرة، ملساء، ولامعة في الصيف، مما يعكس معظم الشعاعات الشمسيّة، أما في الشتاء فتصبح أكثر طولا، أكثف، مانعة للامتصاص، وغير لامعة، مما يسمح للغزال بأن يستحمل الأمطار الغزيرة (التي تتراوح بين 800 و1000 مليمتر) في شمال إسرائيل وجنوب لبنان؛ ويُلاحظ أن التغيرات في حجم وكثافة الإهاب تكون أقل بكثير عند السلالات الصحراوية. يمتلك الغزال الجبلي خطين أبيضين واضحي المعالم على وجهه، وهما يمتدان من عينيه باتجاه المنخرين، يقع على طرفهما هامشين سفليين يتراوح لونهما من البني الداكن إلى الأسود، يُضاف إلى ذلك بقعة سوداء على الخطم فوق الأنف. إن قرون الذكر من غزلان الجبل طويلة، تتراوح بين 22 و29.4 سنتيمتر، وهي مستقيمة وقاسية على قاعدتها، وفيها حلقات متعددة، أما قرون الأنثى فأقصر من قرون الذكر، ويتراوح طولهما بين 5.8 و11.5 سنتيمتر، وهي غير حلقيّة، متفاوتة الشكل، وغالبا ما تكون معوجّة، ملتوية، أو مكسورة. يمتلك ذكور السلالات الشمالية قرونا أطول من ذكور السلالات الجنوبية الصحراوية، وقرون تلك التي تعيش في منطقة الخليج العربي تعدّ الأقصر وأكثرها انحناءً للخارج. تعتبر الغزلان الفلسطينية أكبر سلالات غزال الجبل عادةً، بينما تُعدّ السلالات الصحراوية الجنوبية أصغر حجما بكثير، إذ أن وزنها يتراوح بين 12 و16 كيلوغراما فقط، إلا أن قوائمها وجسدها وأذنيها تكون أطول.

حجم الغزال الجبلي
– الذكور طول الرأس والجسم : 101-115 سم
– الإناث طول الرأس والجسم : 98-101 سم
– الذكور طول القرن : 22-29،4 سم
– الإناث طول القرن : 5،8 حتي 11،5 سم
– طول الأذن : 11 حتي 12،5 سم
– طول الذيل : 8-13 سم
– وزن الذكور: 17 حتي 29،5 كجم

– وزن الإناث : 16 – 25 كلغ

انواع سلالات الغزال الجبلي

هنال ستة سلالات من غزال الجبل والتي تتواجد في بلاد الشام، شمال العراق، شبه الجزيرة العربية، وشمال مصر:

  • السلالة الفلسطينية (غزال الجبل الفلسطيني، G. g. gazella.): يسميها البعض السلالة الإسرائليّة، والسلالة الغزاليّة وكانت أعدادها قد تناقصت في مختلف أنحاء موطنها خلال العقد الأول من القرن العشرين بسبب الصيد غير المشروع لكنها عادت وتكاثرت في إسرائيل خصوصا بسبب جهود الحفاظ عليها هناك،
  • وهي تعتبر أكثر السلالات انتشارا في بلاد الشام حيث تعيش في خمسة مناطق أساسيّة:
    • في الجليل حيث تعتبر الجمهرة هناك من أكبر الجمهرات والتي يبلغ عددها المئات.
    • في مرتفعات الجولان حيث تصنف الجمهرة على أنها الأكبر حيث يوجد ما يقدر على 1500 إلى 3000 رأس، ويعتقد أنه مع بداية القرن الواحد والعشرين كان هناك حوالي 5000 إلى 6000 غزال في الجولان إلا أن التناسل الناجح والمستمر للذئاب أدّى لتقليص الجمهرة.
    • في السهول الساحليّة في فلسطين حيث تعيش جمهرة صغيرة تتناقص أعدادها باستمرار بسبب التمدّن الحاصل.
    • في لبنان حيث تتواجد جمهرة صغيرة إجملا تتوزع على جبل حرمون والبقاع ومنطقة الشوف والشمال.
    • في الجبال الساحليّة السوريّة حيث تعيش جمهرة قليلة العدد كما يظهر.
  • السلالة السنطيّة : يعتبر غزال السنط معرّض للانقراض بشكل كبير حيث لا يوجد منه سوى 19 رأسا في محميّة مغلقة جنوبي فلسطين بالقرب من يوتفاتا.
  • السلالة المسقطيّة : تعيش هذه السلالة في الجبال والسهول الصحراوية في سلطنة عمان.
  • السلالة العربيّة (غزال الجبل العربي G. g. cora): تتواجد هذه السلالة في شبه الجزيرة العربية والعراق والبادية السورية وتعتبر مهددة بالانقراض خارج المحميّات الطبيعيّة بسبب صيدها الجائر.
  • سلالة فرسان : تعرف هذه السلالة بتميزها عن باقي السلالات حيث أنها أصغر حجما وأقل جفلا من البقيّة حيث يمكن مشاهدتها على مقربة من المساكن البشريّة وفي الأحياء السكنيّة في جزر فرسان التابعة للسعودية، ويعتبر البعض من العلماء أن هذه السلالة يجب أن تصنف على أنها نوع مستقل بذاته بعد أن طال عزلها عن البر الرئيسيّ منذ آلاف السنين.
  • السلالة المصرية : تعيش في شمال مصر، ولم يتم تحديد حالة حفظها من قبل الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة.

سلوك الغزال الجبلي

الغزال الجبلي يعيش في مجموعات صغيرة من 3-8 أشخاص ، وأحيانا أكثر من ذلك ، يتكون الهيكل الاجتماعي من الذكور الانفرادية الإقليمية ، التي تبقى للحفاظ على أراضيها على مدار السنة ؛ في جماعات مؤقتة أو دائمة للغاية من واحد إلى عدة إناث مع صغارها ؛ الذكور تتنافس من أجل السيطرة على الأراضي ، ويمكن للذكور إلحاق جروح خطيرة لبعضهم البعض وحتى كسر الأرجل .

الغزلان الجبلية تعيش في الجبال بعلو منخفض ، وأحيانا في التضاريس الحادة جدا ، ولكنها تتجنب المناطق الصخرية وممشي الصخور ، إلا أنهم يفضلون الهضاب ، والمناطق الجبلية ، والتلال والوديان بين الجبال والموائل المفتوحة أو المناطق ذات الغابات الخفيفة في السهول الرملية أو الحصى ، ولكنها تحدث أيضا في مناطق الصحراء الحقيقية والكثبان الساحلية ، في المملكة العربية ، وعادة ما يعيشون على أرض وعرة الأسرة الجبلية ، الوديان ، والتلال ،

يمكن للغزلان الجبلية تحمل الظروف المناخية القاسية ، إلا انهم ايضاً يعيشون في جو حار جدا وجاف بوادي الأردن ، وصحراء النقب ، والنفود وظفار الصحارى ، حيث درجة الحرارة في منتصف النهار يمكن أن تصل إلى 45 درجة مئوية ، شمال فلسطين تصل درجات الحرارة دون الصفر في ليالي الشتاء ويمكن للثلوج أن تغطي الأرض لعدة أيام.

الغزال الجبلي وخطر الانقراض

تتنوع المخاطر التي تتعرض لها هذه الغزلان وتختلف باختلاف الموطن، إلا أن أسباب تناقص أعدادها الأساسية تبقى فقدان المسكن والصيد. فقد خسرت غزلان الجبل مساكن بارزة لها بسبب التطوير الزراعي في تلك المناطق، وتسييج الأراضي لتربية الماشية وتخصيص بعض الأراضي للرعي، وبناء المستوطنات البشرية وتشييد الطرقات. كان لتدهور المسكن أثر مدمّر على السلالة السنطيّة (G. g. acaciae) في إسرائيل، حيث انخفض مخزون المياه في الصحراء نتيجة لجرّها من الآبار الجوفية نحو الأراضي الزراعية، وقد أدى ذلك إلى يباس مصادر الطعام الأساسية مثل أشجار السنط والآجام واختفاء النباتات المعمّرة، مما جعل الجمهرة تنخفض أعدادها إلى ما دون 20 حيوانا. إن الجمهرة الحالية من تلك السلالة معرضة اليوم إلى مخاطر التناسل الداخلي بشكل كبير وذلك بسبب قلة أعدادها مما سينتج عنه انخفاض في التنوع الجيني، ويترك السلالة معرضة للعوامل التصادفية. بالإضافة لذلك، فقد ازداد معدل افتراس الذئاب وبنات آوى في إسرائيل لهذه السلالة النادرة، إلى جانب السلالة الفلسطينية. كان غزال الجبل، ولا يزال، يُصاد عبر مختلف أنحاء موطنه للحصول على لحمه، جلده، قرونه كتذكار، للترفيه، ولكونه طفيليّا بالنسبة لبعض المزارعين، كما أن الأسر الحي من قبل بعض هواة تربية وتجميع الحيوانات يعتبر مصدر تهديد أساسي في عُمان.